تاريخ الحروب الصليبية ... (10)
History Of Crusades
-------------------------------------------------------------------
🔸 حملة الرعاع تنهب أوربا و تقتل الآلاف في طريقها للقسطنطينية !! و ملك المجر يقتل منها 4 آلاف !!
ثم يبيدها السلطان قلج أرسلان المسلم في تركيا !!
-------------------------------------------------------------------
كان البابا قد حدد القسطنطينية مكانا لالتقاء الجيوش الصليبية المتجهة إلى القدس ؛ وحدد لهم 15أغسطس1096 كأقصي موعد للإنطلاق من هناك إلى الشرق ؛
وكانت الدعوة منذ البداية هى لمساعدة الامبراطور البيزنطي في حروبه ضد الكفار ( المسلمين ) السلاجقة والوصول معه إلى بيت الرب بالقدس ..
-------------------------------------------------------------------
🔹 تمكن الراهب والتر المفلس من جمع عدد رهيب فى وقت قصير من الرعاع والفلاحين الفقراء وبدأ التحرك وانطلق في أثره بطرس الناسك بجموع كبيرة أخري.
تحركت جموع الفلاحين بنشاط لتهرب من الواقع الأليم الذي تعانيه، ولم تصبر حتى اكتمال تجهيز الجيوش النظامية، فقررت أن تخرج بنفسها إلى بلاد المسـلمين مغتـرة بأعدادها ومفتونة بحماسها،
وإن كانوا جميعا ممن لا يحسنون القتال والحروب، بل لعلهم لم يحملـوا سيفًا طيلة حياتهم تولى قيادة الجموع الهمجية والتر المفلس، ولم يكن في هذه الحملة إلا ثمانية فرسان فقط!
----------------------
🔹 خرجت هذه الحملة من فرنسا واخترقت ألمانيا، وهي تجمع في طريقها الأنصار والمتحمسين، وإن كان يبدو عليهم بوضوحٍ عدم الخبرة وانعدام التنظيم يقودهم والتر المفلس وهو فارس شرس .
ثم عبرت هذه الجموع إلى الأراضي االمجرية ثم البيزنطية، وفي هاتين المرحلتين الأخيرتين ظهرت بوضوح طبيعة هذه الحملات العدوانية؛ ثَم قرروا الهجوم على القرى والمدن الآمنة التي في الطريق، وكلها آهلة بالسكان النصارى الذين من المفترض أنهم جاءوا لنصرتهم!!
لقد كانت وصمة عار في تاريخ أوربا حيث بدأ السلب والنهب والاعتداء على الرجال والنساء وسرقة الأموال والديار!
دهش الإمبراطور البيزنطي من هذه الأعمال التي ارتكبت في دولته من هذه الجموع التي لا تفقه شيئًا لا في الدين ولا في السياسة ولا في الحرب؛
فلكونهم يقتلـون إخوانهم النصارى ولأنهم يفعلون ذلك في أراضي الدولة البيزنطية غير مقدرين القوة العسكرية الضخمة لهذه الدولة العتيدة، كما أنهم لا يفقهـون شـيئًا في القتال والنزال، كما هو واضح من أشكالهم وتنظيمهم وطريقة حربهم،
ومع ذلك فإن الإمبراطـور البيزنطي ألكسيوس كومنين تذرع بالصبر، ولم يشأ أن يهاجم هذه الجموع فيفنيها؛ لأنه كان يريدها لحرب المسلمين،
ومن ثَم لم يتعرض لحملة والتر المفلس بسوء، وإن كان لم يأمنهم على القسطنطينية؛ فأنزلهم خارج أسوارها لينتظروا بقية الحملات والجنود .
------------------------
🔹 وفي هذه الأثناء كان بطرس الناسك قد جمع أعدادا غفيرة من الفلاحين البؤساء رجالاً ونساءً وأطفالاً، وانضم لهم جمع كبير من الأفَّاقين والمجرمين وبنات الهوى؛
، وكان تجمعهم في حوض نهـر الراين بألمانيا، ثم غادروا الأراضي الألمانية في 20 إبريل 1096م،
ولم يكن في هذه الجموع إلا عدد قليل من الفرسان يتقدمهم بطرس الناسك على حماره الأعرج.
وكما كانت رحلة والتر المفلس إجرامية إرهابية، كانت أيضا رحلة بطرس الناسك؛
إذ إنها بمجرد دخولها للأراضي المجرية حتى بدأت تفسد في الأرض، وبشكل أكبر وأوسـع ؛ لأن أعـدادهم كانت أكبر، وطبيعتهم كانت أفسد،
وظهرت بوضوح في هذه الرحلة النوايا الخبيثة لبطرس الناسكالذي لم يكن يتورع عن إزهاق الأرواح النصرانية وسلب الأموال والممتلكات، مع أنه كان يطلـق على جيشه جيش الرب!
وتفاقمت المأساة وبلغت ذروتها عند مدينة سملين Semlin المجرية، حيث هجـم بطـرس الناسك ومن معه على المدينة النصرانية، فأحدثوا فيها مجزرة بشعة كان ضحيتها أربعة آلاف نصراني جملة واحدة !!
وانتبه الملك المجري كولومان للمصيبة، ولم يكن يتوقعها من أناس يرفعون الصليب شـعارا لهم، فجمع قوته وهاجمهم، فتفرقوا في الغابات المجرية، وقتل منهم البعض، وفر الباقون إلى الأراضي البيزنطية المجاورة ليستكملوا مسيرة الإفساد في الأرض.
--------------------------
🔹 وفي الأراضي البيزنطية تجمعت قواهم من جديد، ورصدتهم عيون المخـابرات البيزنطيـة، وتركتهم عمدا يتحركون صوب القسطنطينية؛ وذلك للالتقاء مع جموع والتر المفلس.
غير أن هـذا الهدوء من الدولة البيزنطية أغرى الجموع المفسدة بمواصلة السلب والنهب، فتكررت مأساة سملين في مدينة نيش البيزنطية، حيث قتل بطرس الناسك ومن معه أعدادا كبيرة من النصـارى الأرثـوذ كس وأحرقوا الديار بأهلها،
وهنا لم تعبر الجيوش البيزنطية، بل هجمت على جموع بطرس الناسك، وقتلت منهم عددا كبيرا، كما استولت على الأموال والتبرعات التي جمعها بطرس الناسك قبل ذلـك مـن الغرب الأوربي، ومع ذلك فلم يشأ الجيش البيزنطي أن يفني الجموع المفسدة؛ لأنـه كـان يريـدها أن تذهب لقتال المسلمين ..
وعند مدينة صوفيا أرسل لهم الإمبراطور البيزنطي وفدا يحذرهم من عواقب هذه الهمجيـة، ويأمرهم بعدم البقاء أبدا في أي مدينة بيزنطية أكثر من ثلاثة أيام....
ثم تولى فريق من البيزنطيين قيـادة هذه الجموع إلى أسوار القسطنطينية لمقابلة فرقة والتر المفلس..
-------------------------
🔹 وصل بطرس الناسك في أوائل أغسطس 1096م، ليلتقي مع والتر المفلس وفرقته، ليصبح التجمع الصليبي كبيرا جدا. وتختلف الروايـات في تقدير عدد هؤلاء الفلاحين و المغامرين،
حيث تقدرهم بعض الروايات بخمسة وعشرين ألفًا، بينمـا تصل بعض الروايات إلى مائة ألف صليبي، هذا بخلاف النساء والأطفال.
وعند قدوم بطرس الناسك استقبله الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين استقبالاً حسنا، وإن كان متعجبا لهذه الجموع الهمجية التي أرسلتها أوربا لنجدته من المسلمين، غير أنه أدرك أن هذه الجموع ما هي إلا مقدمة للجيوش الصليبية المدربة؛
ومن هنا نصح الإمبراطور بطرس الناسك ومـن معه بانتظار الجيوش النظامية، وعدم التهور بمقابلة الجيوش السلجوقية المدربـة .
غـير أن الجمـوع النصرانية ما لبثت أن كررت الفساد في القرى والضياع المحيطة بالقسطنطينية،!!
وكادت السيطرة تفلت من أيدي الجيش البيزنطي، مما دفع الإمبراطور البيزنطي إلى سرعة نقل هذه الجموع المفسـدة عـبر مضيق البسفور إلى آسيا الصغرى حيث السلاجقة المسلمين؛ وذلك ليؤمن منطقة القسطنطينية ومـا حولها.
ورغم غضبه الشديد إزاء هذه الأعمال المتهورة إلا أنه أمدهم بالنصح والإرشاد، وسـاعدهم بالسفن البيزنطية، وأعطاهم بعض السلاح، وأرسل معهم بعض العيون والخبراء.
----------------------
🔹 دخلت الجموع الصليبية إلى آسيا الصغرى( تركيا )، ولم يطيقوا الصبر حتى تأتي جيوشهم المحترفـة، فقاموا بالإغارة على بعض القرى المسلمة، وقتلوا وسلبوا ونهبوا!
وزادهم ذلك إغراءً فتمادوا في الغي وهم لا يدركون أنهم أصبحوا على بعد عدة كيلو مترات فقط من مدينة نيقية عاصمة السلطان قلـج أرسلان بن سليمان بن قتلمش، سلطان السلاجقة في آسيا الصغرى آنذاك.
دبر السلطان قلج أرسلان مكيدة حربية، واستطاع الإيقاع بهذه الجموع الساذجة في فخ محكم، وحاصرت الجيوش السلجوقية جموع الصليبيين،
ودارت معركة سريعة ظهر فيها الجهل الواضح لهذه الجموع الشعبية، لينطلق السلاجقة في قتل معظم هذه الجموع، حتى كادت تباد عن آخرها،
و لولا أن الإمبراطور البيزنطي سمع بأنباء الكارثة، فأرسل سفنا حربية وبعض الجنود البيزنطيين الذين استطاعوا
إنقاذ ثلاثة آلاف صليبي فقط، بينما دمر الباقي تماما في الكمين السلجوقي.
وكان ممن قتل في هـذا الصدام والتر المفلس،بينما نجا بطرس الناسك الذي كان في مقابلة مع الإمبراطور البيزنطـي وقـت وقوع الجموع الصليبية في الكمين السلجوقي..
-------------------------
🔹 لقد كانت صدمة قاسية جدا للإمبراطور البيزنطي، وبطبيعة الحال لبطرس الناسـك ، واحـتفظ الإمبراطور بالبقية الباقية من هذه الجموع وقائدهم بطرس الناسك في مدينة القسطنطينية؛ ليكونوا في انتظار الجيوش الصليبية المحترفة.
وهكذا كانت النهاية المأساوية لكل الحملات الشعبية، سواء على يد ملك المجر كولومان أو على يد السلاجقة المسلمين؛ ليدفع فقراء أوربا وفلاحوها ثمن الغرور الذي ملأ رجال دينهم وأمراءهم وإقطاعييهم !!
وهكذا دوما تدفع الشعوب المغلوب على أمرها ثمن هوانها وذلتها !
وبينما كان الحال كذلك مع هذه الحملات الشعبية كان العمل يجري على قدم وسـاق في أوربا الغربية وخاصةً فرنسا؛ لتجميع الجيوش !
-------------------------------------------------------------------
من هو قلج أرسلان الفقرة القادمة إن شاء الله
تابعونا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (10)
إرسال تعليق