تاريخ الحروب الصليبية ... (17) إنجازات آق سنقر قسيم الدولة

  تاريخ الحروب الصليبية  ... (17) 

                                         History Of Crusades 

--------------------------------------------------------------------

🔸إنجازات آق سنقر قسيم الدولة

🔸علاقته مع تتش بن ألب أرسلان المشاكس 

🔸 سليمان بن قتلمش مؤسس سلاجقة الروم



 -------------------------------------------------------------------


 🔸فور توليه إمارة حلب اهتم آق سنقر بداية بالحالة الأمنية الخطيرة التي كانت تُعاني منها منطقة حلب وما حولها، فأقام الحدود الشرعية في الاسلام، وطارد اللصوص وقُطَّاع الطرق، وقضى عليهم، وتخلَّص من المتطرِّفين في الفساد.


 وإضافةً إلى هذه السياسة التي تعتمد على وجود  شرطة  قوية عادلة تُدافع  عن الحقوق، وتستخدم سلطتها في حماية الناس بدلاً من التسلُّط عليهم.


 إضافةً لهذه الشرطة فإن آق سنقر لجأ إلى سياسة أخرى عجيبة آتت ثمارًا وفي وقتٍ محدود؛ ذلك أنه أقرَّ مبدأ  المسؤولية الجماعية لكل قرية أو قِطَاع في المدينة ؛


 مما يعني أنه في حالة إذا هُوجمت قافلة إبل أو  إنسان أو نحوه، فإن أهل القرية يتحمَّلون مسؤولية الدفاع عنه !!


وإذا سُرقت أمواله، فإنهم يجتمعون معًا لتعويضه عما سُرق؛ ومن ثَمَّ أصبحت مهمَّة الحفاظ على الأمن هو مهمَّة الجميع !!


، ولا يمكن أن يشكَّ الناس في لص أو عصابة مجرمين دون الإخبار عنها؛ لأن المسؤولية أصبحت جماعية وليست فردية!!


🌹 وهذا له مرجع في الشريعة الاسلامية، حيث مبدأ «العاقلة» 🌹


بمعنى أن أفراد العائلة الواحدة أو القبيلة الواحدة، أو القرية الواحدة يتعاقلون فيما بينهم، أي يتعاونون فيما بينهم لجمع الدِّيَة المطلوبة من أحدهم، أو  سداد الدَّين عنه، وبذلك تعود الحقوق لأصحابها مهما كانت كبيرة.


عمَّ الأمن والأمان في منطقة حكمه في غضون أشهر قليلة، وانعكس ذلك على حركة التجارةوالزراعة، وانعكس على حركة الأموال والبضائع ؛ 


ومن ثَمَّ تحسَّن الاقتصاد بشكل ملموس وانخفضت الأسعار، وتوفَّرت المنتجات، وصار لحلب شأن عظيم بين الإمارات المجاورة .


🌹وكان حريصًا تمامًا على إقامة الحدود الشرعية، مع أن الكثيرين قد يعتقدون أنها ستترك مجتمعًا مشوَّهًا نتيجة قطع أيدي السارقين، وقتل القاتلين، ورجم الزناة المحصنين، وجلد الزناة غير المحصنين، وجلد شاربي الخمر 🌹


 قد يعتقد البعض أن المجتمع في حلب أصبح مشوَّهًا نتيجة تطبيق الحدود في وجود الكثير من المفسدين والمجرمين، لكن واقع الأمر أن هذا لم يحدث ؛


 لقد كان تطبيق الشريعة الإسلامية مع مجرم أو اثنين رادعًا لبقية المجرمين، ولم تَنْقِلْ لنا المصادر أن عددًا كبيرًا قد عُوقب بهذه الحدود ، 


🌹وإنما نقلت أن الأغلب الأعمَّ من المجرمين ارتدع عن جرائمه، فأصبحت حياة حلب وأمنها وعزِّها وتحسُّن اقتصادها وعلوّ شأنها في تطبيق القصاص، وفي الالتزام بالحدود الشرعية.


كان آق سنقر منظّمًا؛ فكان له جيش نظاميٌّ معظمه من  التركمان ، وكان له -أيضًا- جيش احتياطي مكوَّن من  العرب  والتركمان، 

وكانت القوَّات الاحتياطية تبلغ 20 ألف مقاتل .


👍 وصار حديث الناس وأحبَّه أهل حلب وعامَّة المسلمين.

------------------------------------------------------------------

🔸 قصة تتش بن ألب أرسلان المشاكس منذ البداية  مع حلب قبل مقدم آق سنقر إليها .


تتش هو تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق السلجوقي، ولد في شهر رمضان سنة 458هـ = 1065م، تربى وعاش في كنف أبيه ألب أرسلان. وهو أخو السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان، وأحد أمراء السلاجقة الكبار.


🔹ولايته لبلاد الشام


أَسند إليه أخوه  السلطان ملكشاه حكم بلاد الشام سنة 470هـ = 1077م، وكلفه بضم ما يستطيع من الأقاليم المجاورة إلى حوزة السلاجقة.


 كانت بلاد الشام قبل وصول السلاجقة إليها موزعة بين قوى متعددة، فقد حكم المرداسيون حلب وما يحيط بها، وخلفهم في حكمها العقيليون بقيادة مسلم بن قريش (477 - 479هـ)، وكان بنو عمار في طرابلس، وقضاة بني عقيل في صيدا، والفاطميون يحكمون جنوبي بلاد الشام وساحله.


 🔹 دخوله  دمشق


في هذه الأوضاع، وصل أتسز بن أوق التركماني إلى بلاد الشام، وتمكن من الاستيلاء على الرملة وبيت المقدس من الفاطميين سنة 463هـ وعلى دمشق سنة 468هـ، ولكنه أخفق في محاولته غزو مصر سنة 470هـ=1077م، 


فشجّع هذا الإخفاق الفاطميين، فحاولوا استعادة دمشق وبيت المقدس، بقيادة أمير الجيوش بدر الجمالي، مما دفع بأتسز إلى الاستنجاد بتتش بن ألب ، الذي كان يحاصر حلب في ذلك الوقت، ويعمل على الاستيلاء عليها.


 فترك تتش حصار حلب وتوجه إلى دمشق، فلما علم قائد الجيش الفاطمي بأنباء اقتراب تتش انسحب عنها، فدخلها تتش دخول الظافرين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة 471هـ = 1079م، واتخذها مقرًا له، ثم ما لبث أن تخلص من أتسز. وبدأ بذلك تأسيس دولة السلاجقة في بلاد الشام.


🔹 محاولاته  الأخرى للاستيلاء على حلب 


أحسن تتش السيرة في دمشق، وعمل على التوسع في المناطق المحيطة بها، فاستولى في السنة نفسها على صيدا، وحصن ابن عكار، وطبرية والرملة ويافا، وبيت المقدس، وحاول الاستيلاء على حلب، فحاصرها من دون جدوى، ثم ارتدّ عنها، وأخذ يستولي على ما جاورها من المدن، مثل بُزاعَة، والبيرة.


 أدت محاولات تتش المتكررة للاستيلاء على حلب، إلى استنجاد أهلها بمسلم بن قريش العقيلي -صاحب الموصل- للدفاع عن مدينتهم، فتمكن مسلم من القضاء على الدولة المرداسية، ودخل حلب، وحصل على اعتراف السلطان ملك شاه بحكمه لمدينة حلب.


 أغضب هذا التصرف تاج الدولة تتش، فقرر إرسال الجيوش لقتال مسلم بن قريش ولكن مسلمًا بادره بإرسال الجيوش لمحاصرة مدينة دمشق نفسها سنة 476هـ / 1083م.😭


 وما لبث تتش أن اضطر لترك حصار حلب ثانية ، بعد أن علم باسترداد سليمان بن قتلمش، أمير سلاجقة الروم، لمدينة أنطاكية من البيزنطيين الذين استولوا عليها بعد وفاة سيف الدولة الحمداني زمن نيقفور فوكاس الثانى و يوحنا تزيمسكس، 


وقد علا نجم سليمان بن قتلمش و صار له نفوذ واسع في شمال الشام، و صارت له مطامع في حلب. 

-------------------------------------------------------------------

وقلتمش 1060-1077  هو ابن عم طغرل بك عم ألب أرسلان . ولعب دوراً محورباً في فتوحات دولة السلاجقة. وقد طعن في سلطنة ألب و كما يقول الذهبي :هو قتلمش 

ابن إسرائيل بن سلجوق بن دقاق ، الملك شهاب الدولة التركماني السلجوقي ، والد صاحب الروم سليمان بن قتلمش ، 


كانت لقتلمش قلاع بعراق العجم ، عصى على ابن عمه ألب آرسلان ، ثم عملا المصاف بنواحي الري في سنة ست وخمسين ، فانحلت المعركة ، فوجد قتلمش ميتا . فيقال : مات خورا ورعبا -فالله أعلم- فلما رآه ألب آرسلان حزن وبكى عليه ، وجلس للعزاء ، فعزاه وزيره نظام الملك . [ ج18ص: 113 ]  سير أعلام النبلاء 


سليمان بن قتلمش 1077-1086 كان واليا  على سلاجقة الروم ( أسيا الصغرى أو تركيا ) من قبل ملك شاه في سنة 1073..


دارت بين سليمان بن قتلمش ومسلم بن قريش معركة قرب أنطاكية سنة 478هـ /1085م انتهت بهزيمة مسلم ومقتله، ومع ذلك فقد أخفق سليمان في دخول حلب بعد حصارها.

-------------------------------------------------------------------

 🔹 ملكشاه يتدخل بنفسه لحماية حلب و يعين آق سنقر عليها 


أدت مطامع كل من سليمان بن قتلمش وتتش بن ألب أرسلان في الاستيلاء على حلب إلى وقوع خلاف بينهما، نتج منه وقوع معركة طاحنة بالقرب من حلب، انتهت بانتصار تتش، ومقتل سليمان بن قتلمش سنة 479هـ = 1086م، ودخل تتش حلب، وضمها إلى حوزته وصار سيد الموقف في بلاد الشام.


استاء ملكشاه من هذا الصراع بين أفراد أسرة السلاجقة، ومن اتساع نفوذ أخيه تتش، فآثر أن يتوجه بنفسه إلى المنطقة، فوصل إلى الجزيرة الفراتية في جمادى الآخرة من العام نفسه،...


وأخضع ملكشاه في طريقه ما صادفه من قلاع، ثم توجه إلى حلب، فلما اقترب منها، أخلاها تتش ورحل إلى دمشق، فدخل ملكشاه المدينة، وطمأن أهلها، وخلف عليها آق سنقر قسيم الدولة، والد عماد الدين زنكي، واليًا عليها. وبذلك تقلص نفوذ تتش ثانية.


🔹 ظل تتش بن الب أرسلان أخو ملك شاه واليا له على دمشق زمن ولاية آق سنقر قسيم الدولة على حلب  .


و كان تتش يطمع في بسط سيطرته على الشام بكاملها، وفي وجود مثل هذا  الحاكم العادل في حلب فإنَّ ذلك سيصعب عليه؛ فالناس يحبونه، وكذلك يحبه السلطان ملكشاه.


لقد كان تتش ذكيًّا في شرِّه فبدأ في السعي لضمِّ كل الإمارات الشامية باستثناء حلب؛ لأنه يعلم أن ملكشاه يحبُّ آق سنقر، فلا داعي لاستثارة السلطان عليه،


 ثم إنه أثار حمية السلطان ملكشاه لمساعدته بأن ذكر له أن بقية الإمارات الشامية واقعة تحت تهديد النفوذ العبيديِّ الفاطمي،


 فأمر السلطان ملكشاه أمراء الشام بما فيهم آق سنقر أن يساعدوا تتش في حروبه ضدَّ العبيديين.


👌لكن قسيم الدولة كان يُدرك أطماع تتش الانفصالية، وكان في الوقت نفسه عظيم الوفاء للسلطان ملكشاه، لكنه لم يستطع أن يطعن في تتش لكونه أخَا ملكشاه، 


وهذا دفعه لمساعدة تتش بغير حماسة مما أوغر صدر تتش عليه أكثر وأكثر، بل وراسل أخاه السلطان ملكشاه في أمر قسيم الدولة ليوغر صدره عليه فلم يفلح .

------------------------------------------------------------------

ماذا حدث لآق سنقر من تتش بن ألب أرسلان 

الفقرة التالية أن شاء الله .

تابعوا  #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر  (17)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list