تاريخ الحروب الصليبية ... (18)
History Of Crusades
----------------------------------------------------------------------
🔸 تتش بن ألب أرسلان يفسد دولة السلاجقة ويقتل آق سنقر !
------------------------------------------------------------------
* تتش بن ألب أرسلان (458-487 هـ) كان والى دمشق إستقل بها و أسس فرع سلاجقة الشام،
و هوأخو السلطان ملك شاه السلجوقي، وعم السلطان بركياروق بن ملكشاه بن ألب أرسلان ، وكانت العلاقة رديئة بين بركياروق وعمه تتش .
------------------------------------------------------------------
🔸 بعد وفاة ملكشاه بن ألب أرسلان في ( نوفمبر 1092م)، تولَّى بَرْكيَارُوق ابنه الأكبر الولاية على السلطنة السلجوقية الكبرى ؛
وهذا أغضب عمه تتش أخو ملكشاه الذي كان يطمع في هذا المنصب الرفيع؛
ولذلك قرَّر تتش أن يتحرَّك بالقوَّة العسكرية لحرب ابن أخيه بَرْكيَارُوق، والسيطرة على السلطنة بالقوَّة.
ولكن تتش كان يخشى من وجود قوَّة آق سنقر خلف ظهره، وفي الوقت نفسه كان يُريد أن يستغلَّ قوَّته العسكرية الكبيرة في تحقيق مطامعه !
فأمر تتش آق سنقر أن يأتي على رأس جيشه ليُعاونه في حرب بَرْكيَارُوق بن ملكشاه !!
و هدده و تو عده إذا تخلف ...
فوقع قسيم الدولة آق سنقر في أزمة كبيرة ؛
فهو يعلم أن قوَّة تتش أكبر بكثير من قوَّته، وهو في النهاية أخو ملكشاه السلطان المتوفَّى، وعمُّ السلطان الحالي بَرْكيَارُوق،
لكن في الوقت نفسه هو على وفائه للسلطان العظيم ملكشاه، ويُريد أن يحفظه في ابنه، كما أنه يعلم أطماع تتش، ويعلم أنه ليس بالشخصية الجديرة بحكم المسلمين.
🔸 لقد فكَّر قسيم الدولة آق سنقر في خطَّة خطيرة، قد يدفع ثمنها من حياته يومًا ما، لكن لم يجد أمامه حلاًّ آخر، فقرَّر أن يخرج بجيشه مع تتش، ويوهمه أنه سيقاتل معه، فإذا التقى الجيشان، ترك قسيم الدولة جيش تتش وانضمَّ إلى جيش بَرْكيَارُوق.
فقسيم الدولة كان يرى أن الحقَّ مع بَرْكيَارُوق، لكونه أصلح وأتقى من تتش؛ ولذلك ضحَّى بأمنه وحياته من أجل الدفاع عن هذا الحقِّ.
ونفَّذ قسيم الدولة آق سنقر خطته، وفي سنة 486 هـ التقى جيش تتش مع جيش بَرْكيَارُوق في مدينة الرَّيِّ بفارس
👍 وفعلاً انسحب آق سنقر بجيشه وانضمَّ إلى بَرْكيَارُوق، وفعل الشيء نفسه أمير الرها بوزان، وكان وفيًّا كذلك للسلطان الراحل ملكشاه
فاختلَّ توازن جيش تتش؛ ومن ثَمَّ انسحب مهزومًا من الرَّيِّ، وعاد إلى الشام بخُفَّي حُنَيْن، لكنه عاد بقلبٍ أشدَّ حقدًا على قسيم الدولة آق سنقر .
أعاد بَرْكيَارُوق قسيم الدولة آق سنقر إلى إمارة حلب تابعًا له، وذلك في ذي القعدة (486هـ)، وأمدَّه بقوات إضافية؛ لأنه كان يتوقَّع ضربة انتقامية وشيكة من تتش.
وسرعان ما جاءت هذه الضربة !!
فقد جمع تتش عدَّة جيوش، وتقدَّم صوب حلب لامتلاكها،
🔹 وخرج له قسيم الدولة بعد أن استغاث ببعض الأمراء التابعين لبَرْكيَارُوق، لكنَّ الأمراء تأخَّرُوا في القدوم؛ مما جعل قسيم الدولة يُواجه تتش بجيشه وحده، وكانت هزيمة مفجعة، وأُسِرَ آق سنقر، وقام تتش بقتله على الفور.
🔸 قُتل آق سنقر، بينما لم يتجاوز ابنه عماد الدين زنكي 10 سنوات !!
لقد كان عماد الدين زنكي طفلاً صغيرًا لم يترك له أبوه مالاً كثيرًا، ولا منصبًا رفيعًا؛ ولكنه ترك له أشياء أخرى كثيرة أعظم كثيرًا من المال والسلطان.
❤ ترك له حبًّا عظيمًا للشريعة الاسلامية وآدابها، وتوقيرًا كاملاً لقوانينها وحدودها، ورأى عماد الدين زنكي بعينيه بركات تطبيقها .
❤ وترك له حبًّا عظيما في قلوب أهل حلب، فقد تعلَّقت قلوبهم جميعًا بأبيه آق ذلك الحاكم العادل،
🌹 حتى قال ابن الأثير كلمة عجيبة تصف حبَّ الناس له، فقال: «توارث أهل حلب الرحمة عليه إلى آخر الدهر» 🌹
------------------------------------------------------------------
🔸 تولى الأمير كربوغا صديق والده والذي تولى إمارة الموصل لاحقا أمير الموصل تربية عماد الدين زنكى وتعهده بالعناية والرعاية وتعليمه فنون الفروسية والقيادة والقتال....
كربوغا هو الأمير قوام الدين أبو سعيد كربوغا (أو كربوقا) بن عبد الله الجلالي هو أمير تركماني من مماليك السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان، من قادة حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين.
ظهر كربوغا على مسرح الأحداث عقب وفاة السلطان السلجوقيملك شاه، حيث لعب دورًا بارزًا في الصراع الذي نشب داخل العائلة السلجوقية الحاكمة، وانحاز إلى تركان خاتون (زوجة ملكشاه الأخيرة) في صراعها مع بركياروق من أجل تولية ابنها محمود (ولد عام 1087 م) الحكم،
وقد حسم ذلك الصراع بأن تولى محمود حكم أصبهان وفارس، وحكم بركياروق بقية الدولة السلجوقية، غير أن محمود سرعان ما توفي سنة 1094، فسار بركياروق إلى أصبهان، فدخلها وتملكها .
-----------------
🔸 غير أن صراعًا آخر نشب بين بركياروق وعمه تتش، الذي أخذ يطالب بالسلطنة، وكان كربوغا في تلك المرة في صف بركياروق، وعندما انتصر تتش، كان مصير كربوغا الاعتقال في حمص، وبعد مقتل تتش عام 1094 وتفرُّق أملاكه بين ولديه دقاق ورضوان، جرت اتصالات بين بركياروق ورضوان بن تتش أُطلق على إثرها سراح كربوغا.
بعد إطلاق سراح كربوغا، نجح في سنة 489 هـ في الاستيلاء على حران ونصيبين، ثم تمكن من الاستيلاء على الموصل، وكان ذلك في الرابع من ذي القعدة عام 489 هـ (أكتوبر 1096 م)، منهيًا بذلك حكم بني عقيل، ومستهلًا بذلك حكمه للموصل، الذي دام حتى وفاته عام 495 هـ (1101 م).
----------------------
🔸 في العام 1098م جرد السلطان بركياروق حملة كبيرة بقيادة كربوغا لنجدة أنطاكية التى حاصرها الصليبيون ثمانية أشهر، نجحوا في نهايتها في احتلال المدينة في 3 يونيو 1098، بفضل خيانة سكانها الأرمن لحاكمها المسلم ياغي سيان !
وكان سقوط أنطاكية قبل أربعة أيام فقط من وصول كربوغا لنجدتها، وكان كربوغا قد توقف في طريقه وحاصر الرها ثلاثة أسابيع، أخرته عن نجدة أنطاكية، وقد سمع كربوغا بسقوط أنطاكية وهو يهم بعبور الفرات، لكنه واصل المسير بجيشه عن طريق نهر العاصي .. ..
------------------------------------------------------------------
هذه كانت آخر فقرة في التمهيد لموضوع الحروب الصليبية نرجو التعليق على التمهيد ..
ننتقل إلى حملة الأمراء و هي الحملة الصليبية الأولى وكيف وصلت إلي القدس ...همجية و مجازر على طول الطريق !!
الفقرة القادمة أن شاء الله .
تابعوها #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (18)
إرسال تعليق