تاريخ التتار الأول (6)
--------------------------------------------------‐-
غزو المغول بلاد ما وراء النهر
--------------------------------------
وقالوا بعد عودتهم : ان عدد المغول لا يبلغه الحصر، وأنهم من أصبر الناس على القتال، وأعرفهم بفنونه ولهم مصانع للسلاح، تكفي حاجتهم منه، ومواد تموينهم وافرة،
وأوضح أولئك الجواسيس أن حقائق الأمور هناك تشير إلى أنه لا قبل لأحد بمقاتلة المغول .
فأدرك فداحة ما وقع فيه من خطأ بقتله تجار المغول ورسلهم، وندم على ذلك، ولكن ليست ساعة مندم، ثم أخذ يعمل فكره و بعد المشورة قرر الزحف شرقا لملاقاة المغول عند نهر سيحون .
وفي الحقيقة كان هذا السلطان في موقف لا يحسد عليه ، إذ كان عليه أن يقنع رعاياه بقتال المغول ، وأن يبين لهم أن في هذا القتال صلاح دينهم .
ولكن لما وقع المسلمون دون سواهم فريسة لمذبحة أترار ، أصبح موقفه حرجاً للغاية إذ فقد بذلك الحجة في استنفار المسلمين وحثهم على مجاهدة المغول وقتالهم .
ومع هذا فإن چنگيزخان كان يظن أن السلطان علاء الدين محمد رجل قوي ؛ إذ كانت حكومته تعد أقوى الحكومات في ذلك الوقت ؛ ولهذا اتخذ چنگیزخان أهبته ، وسار مع جميع أبنائه وجيوشه متجها إلى ما وراء النهر .
وبدأ هذا التصميم في خريف سنة( 616 هـ / 1219 م ) . وقد صحبه في تلك الحملة أمراء القرلق والأويغور الذين قبلوا الدخول في طاعته .
الهجوم على منطقة ما وراء النهر
كانت غاية جنكيز في المرحلة الأولى الاستيلاء على بلاد ما وراء النهر، المحصورة بين نهرسيحون في الشرق، وجيحون في الغرب، لذا وضع خطته على أساس الأطباق على هذه البلاد من أربعة جوانب، بحيث يتعذر على الجيش المدافع صد الهجوم ،،
وضع چنگيزخان خطة محكمة للاستيلاء على هذا الأقليم تتلخص في غزوه من أربع جهات ، ولهذا قسم قواته إلى أربعة جيوش ، كلف كلا ً منهـا بفتح منطقة معينة وذلك على النحو التالي :
▪︎الجيش الأول : بقيادة ابنيه ، جغتاي » و « اوكتاي « او » او گداي » . وهذا الجيش مكون من سبعة تومانات ( أي 70 ألف جندي ) وقد ترك چنگيز لهذا الجيش مهمة فتح مدينة أترار .
▪︎الثاني بقيادة ابنه الأكبر ، جوجي . وقد عهد إليه بمهمة فتح البلاد التي تقع على ساحل نهر جيحون ، وخصوصا مدينة « جند » إحدى الحصون الإسلامية الهامة التي تقع على هذا النهر .
▪︎الثالث : وهو عبارة عن فرقة صغيرة تتكون من 5000 جندي وقد أمرت بأن تفتح مدينتي بناكت و خجند . وكانتا من أهم المنافذ على نهرر سيحون.
▪︎الرابع : يتكون من أغلب قوات المغول . وكان على رأسه چنگیزخان نفسه ؛ كما سار معه ابنه « تولوي » أو « تولى » ، قاصداً وسط إقليم ماوراء النهر وخاصة بخاري ، وكان يهدف من وراء ذلك إلى الحيلولة دون اتصال السلطان محمد ببقية جنوده الذين يدافعون عن البلاد المحاصرة .
ومن هذا التقسيم الدقيق يتبين لنا أن چنگیزخان كان على علم تام بطبيعة هذا الإقليم ، كما كانت لديه معلومات صحيحة عن الطرق والمسالك التي سوف يسلكها .
وقد استقى تلك المعلومات من خصوم السلطان محمد الذين
فروا منه ، ولجأوا إلى چنگیزخان ، وكانوا يحثونه على مهاجمة السلطان .
وهكذا تحركت الجيوش الأربعة في وقت واحد للانقضاض على بلاد ما وراء النهر والاستيلاء عليها .
وبدأ الخوارزميون بمهاجمة قوات المغول، وسرعان ما قامت الحرب سجالاً بين الفريقين، وكان الجانب المغولي فيها بقيادة أحد أبناء جنكيز خان، وقدر عدد القتلى من المسلمين عشرين ألفاً، ومن المغول بما لا يحصى كثرة؛ وفي الليلة الرابعة من القتال افترق الجيشان، ورجع المسلمون إلى بخارى حيث أمر خوارزمشاه أهلها وأهل سمرقند بالاستعداد للحصار، وترك في بخارى عشرين ألفاً وفي سمرقند خمسين ألفاً، ثم عاد إلى خوارزم وخراسان ليجمع العساكر .
1 ـ الاستيلاء على مدينة أترار
كانت مدينة أترار أول مدينة قصدها المغول ؛ لأنها تعتبر من جهة مفتاح إقليم ما وراء النهر ، ومن جهة أخرى كان لا يزال يحكمها « ينال خان » الحاكم الخوارزمي الذي قتل التجار المغول فأثار بذلك حفيظة چنگيزخان و جعله يصمم على تأديبه والثأر لمقتل رعاياه .
أسرع المغول إلى محاصرة هذه المدينة ، ولكن ينال خان الذي كان يعرف جيداً مصيره إذا ما ظفر به الأعداء ـ لم يدخر وسعاً في تحصين المدينة والدفاع عنها دفاع المستميت ، فلا غرو أن صمدت في وجه المغول ما يقرب من خمسة أشهر .
وقد اعتصم ينال خان مع جنوده في قلعة المدينة ، واستمر مدة شهر يوقع الضربات الجريئة بجنود المغول ، وينزل
بهم أفدح الخسائر . حتى إذا وجد نفسه محاصراً من كل جانب ، وقد سقط جنوده صرعى من حوله ، فقد الأمل في الصمود أمام المغول ، وقذف بنفسه إلى سقف أحد المنازل حيث كان يدافع عن نفسه بقطع من الطوب كانت تنتزعها بعض النسوة من الجدران .
وأخيراً وقع في قبضة المغول ، فأرسلوه إلى معسكر چنگیزخان الذي سنحت له الفرصة للتشفي من خصمه والتنكيل به ؛ فأمر بأن تصهر الفضة وتسكب في عينيه وأذنيه حتى مات بهذه الطريقة البشعة .
وعلى أثر دخول المغول مدينة أترار لم يبقوا على شخص قط حي ؛ مدفوعين بالحقد الذي أورثته في نفوسهم حادثة مقتل التجار المغول ، فكل من وجدوه في طريقهم جعلوه طعمة لسيوفهم ؛ وذلك بعد أن نهبوا ممتلكات هؤلاء الضحايا
وأسروا عدداً كبيراً من السكان .
ومن ثم أسرع هذا الجيش المظفر إلى اللحاق بجيش چنگيزخان الذي كان مشغولا ً بفتح المناطق الوسطى من إقليم ماوراء النهر . وبسقوط أترار سقط مفتاح بلاد ما وراء النهر .
2 ـ الاستيلاء على مدينة جند :
أما عن الجيش الثاني الذي كان تحت قيادة جوجي أكبر أبناء جنكيز خان، فقد تحرك قاصداً المدن الواقعة
على نهر سيحون ، وسرعان ما وصلت طليعة جيشه إلى مشارف سقناق على مسافة أربعة وعشرين فرسخاً من أترار .
وقد أرسل جوجی « حسن حاجی » الذي كان تاجراً ثم التحق بخدمة چنگیزخان - برسالة إلى أهل سقناف يدعوهم
فيها إلى التسليم ، ولكنهم هجموا عليه وقتلوه فسار إليهم جوجي على رأس جيشه ، وحاصر المدينة سبعة أيام ثم سقطت في يده ، ونصب ابن حسن حاجي حاكماً عليها .
وكانت قبلة جوجي بعد ذلك مدينة (جند) .وقد وصلها بعد أن استولى على كثير من المعاقل والمدن الواقعة على نهر سيحون، وتمكن بذلك من السيطرة على كل مجرى هذا النهر تقريباً،
فلما اقترب من مدينة جند غادرها حاكمها ليلاً تاركاً لسكانها أمر الدفاع عن أنفسهم وعن مدينتهم، وقد نصب المغول المجانيق حول المدينة استعداداً لتحطيم أسوارها،
وقد أرسل قواد چنگیزخان رسولا ً إلى أهل جند يدعو
الأهالي إلى التسليم ، فانقسموا على أنفسهم فمنهم من يرى ضرورة الدفاع عن المدينة ، ومنهم من يرى عدم جدوى المقاومة ، ويدعو إلى التسليم في الحال .
فما كان من جوجي إلا أن أصدر أوامره بتشديد الحصار على المدينة في شهر صفر عام( 617 ه/ 1220م )
حتى سقطت وأجبروا الأهالي على مغادرتها ثم أطلقوا يد الغارة والتدمير فيها ، واقتصروا على قتل الأشخاص الذين أغلظوا القول أثناء إجابتهم على الرسالة التي دعتهم إلى التسليم ، وعفوا عن الباقين .
و وضع جوجي على المدن المفتوحة حكاماً مخلصين، أصدر أوامره لجنوده بالعبور إلى إقليم خوارزم .
وبعد ذلك سار جوجي مع جنوده قاصدين إقليم خوارزم .
3 ـ الاستيلاء على بناكت وخجند :
أما ثالث جيوش جنكيز خان التي سيرها للاستيلاء على بلاد ما وراء النهر، فقد سار إلى مدينة بنكت على نهر سيحون و(خجندة) إلى الجنوب منها،
وقد تمكن المغول من دخول مدينة بنكت بعد أن سلمها الأهالي، وكان المغول قد أمنوهم على حياتهم،
لكن هؤلاء المغول الذين لا يعرفون معنى للعهود والمواثيق، لما دخلوا المدينة فصلوا الجند عن المدنيين واعملوا القتل في رقاب الفريق الأول، واختاروا من الفريق الثاني خيرة شبابه لينتفعوا به في أعمالهم الحربية، .....
ثم سارت هذه الفرقة المغولية نحو الجنوب ميممة شطر مدينة خجندة الواقعة على نهر سيحون، وهي مدينة جميلة اشتهرت بحدائقها وانتعاش التجارة فيها، كما اشتهرت بشجاعة أهلها وقوة بأسهم،
ومما يسترعي النظر أن (تيمور ملك) قائد الحامية الخوارزمية فيها، فضل أن يغادر المدينة مع ألف من جنوده إلى جزيرة صغيرة في وسط النهر، بعيدا عن شاطئيه، حتى يكون في مأمن من غارات المغول، وعلى بعد كافٍ من مرمى سهامهم،
وقد سار ما يزيد على عشرين ألف جندي مغولي، من أولئك الذين انتصروا انتصاراً مبيناً على الخوارزميين في مدينة أترار وغيرها من المدن، يتبعهم خمسين ألفاً من خيرة شباب الخوارزميين، لمساعدة هذه الفرقة المغولية التي كانت تحاصر ( تيمور ملك )،
وقد كلفت هذه الجموع بإحضار الأحجار من الجبال المجاورة وإلقائها في النهر، ليكونوا بذلك طريقاً يستطيع المغول أن يعبروا منها إلى هذا الخوارزمي الذي كان معتصماً في جزيرته.
على أن (تيمور ملك) صمم على إفساد خطتهم، فصنع اثني عشرة سفينة كبيرة غطى جدرانها بالجلود، وكان يرسل في كل يوم ستاً من هذه السفن للإغارة على المغول الذين كانوا يعملون في هذا الطريق الموصل إلى الجزيرة فيرمونهم بسهامهم، ...
ولكن (تيمور ملك) وجد في النهاية أن مقاومته لن تجدي نفعاً فصمم على الهرب، وبعد أن شحن جنوده وأمتعته في سبعين مركباً، سار في النهر متجهاً نحو الشمال على أن المغول كانوا يراقبونه من جانبي النهر،....
وقد علم وهو يسير في النهر أن جوجي بن جنكيز خان قد حشد قوة كبيرة من المغول على مقربة من مدينة (جند ) على جانبي نهر سيحون، وأنه سد هذا النهر بقنطرة من السفن،..
واضطر ( تيمور ملك) أن يترك النهر إلى الساحل حيث امتطى جواده وقاتل أعداءه قتال اليائس، ومع ذلك استطاع أن يخدع مطارديه وأن يصل في النهاية إلى مدينة خوارزم حيث كان يرابط جلال الدين منكبرتي بن علاء الدين خوارزمشاه .
4 - استيلاء المغول على بخارى :
كانت مدينة بخارى من بين مدن بلاد ما وراء النهر التي طمع المغول في الاستحواذ عليها، فنزل جنكيز خان بظاهرها في أواخر عام 616هـ/1219م وبدأ لفوره يضرب حصاراً محكماً عليها،
وكانت القوة الإسلامية التي وكل إليها أمر الدفاع عنها تتكون من عشرين ألفاً .
واستمر الهجوم على بخارى ثلاثة أيام، وهي الآن ( في دولة أوزبكستان حالياً )، وهي بلدة الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد إسماعيل البخاري صاحب صحيح البخاري.
وبعد ثلاثة أيام ظهر بعدها للجيش الخوارزمي المدافع ضعفه وقلة حيلته، وعندئذ قرر التقهقر إلى خراسان، التماساً للنجاة، ولكن كيف السبيل إلى الانسحاب مع هذه الصفوف المتراصة من الجيش المغولي؟
لقد عول الجيش الإسلامي على مواصلة الحرب، وحقق شيئاً من النجاح، لكنه أرغم أخيراً على الارتداد، ولم يزل يطاردهم المغول على مقربة من نهر جيحون حتى أنزلوا بهم هزيمة ساحقة ولم ينج من القتل إلا شرذمة يسيرة ،
وأحس الخوارزميون الذين بقوا في المدينة ـ إثر ذلك ـ أن قوتهم ضعفت وبدأ اليأس يدب في نفوسهم وهم يرون خيرة الجند يغادرها، فأرسلوا قاضي المدينة بدر الدين يعرض تسليم المدينة ويطلب الأمان،
فأجابه جنكيز خان إلى ذلك، وفتحت أبوابها رابع ذي الحجة سنة 616هـ/1219م .
ودخل جنكيز خان المدينة ومر أمام مسجد هاشم فدخله ممتطياً جواده وسأل عما إذا كان هذا هو قصر السلطان، فلما قيل له أن هذا إنما هو بيت الله، نزل إلى أرض المسجد وصعد المنبر وصاح قائلاً بأعلى صوته لقد قطع العلف أعط الخيل طعاماً. ...
وقد فهم المغول من هذه العبارة أن جنكيز خان يشير إلى جنده بأن ينهبوا المدينة، ...
وقد حمل المغول إلى فناء المسجد عدة صناديق تحوي نسخاً كثيراة من القرآن الكريم وقعت تحت حوافر الخيل،
كما أهان المغول الدين الإسلامي، بإحضارهم قرب الخمر إلى المسجد، كما أحضروا المغنيين من المدن المختلفة، وأخذوا يشربون ويطربون ، وأعيان البلد وكبار الأئمة يقومون بخدمة الجند في مجالس الشراب أو يؤدون لهم الرقصات وفق رسم المغول على توقيع الآلات الموسيقية، وكان من هؤلاء الفقهاء الأجلاء من دفع به كذلك ليسوس البغال .
وخرج جنكيز خان بعد ذلك وجمع سكان المدينة وطلب منهم أن يعينوا لهم أكثر هذا الجمع ثراء، فعينوا له مائتين وعشرين بينهم ثمانون من الأغراب،
فطلب منهم أن يقتربوا منه، وأخذ يتحدث إليهم، وبعد أن بين لهم أن الغرض من حملته هو أن يثأر من السلطان الخوارزمي قال : لقد ارتكبتم خطأً فاحشاً، وإن الرؤساء هم المجرمون،
وإذا سألتموني عن نفسي قلت لكم إنني نقمة الله على الأرض، فإذا لم تكونوا مجرمين فإن الله ما كان يسمح لي بأن أعاقبكم ،. .
وبعد أن فرغ جنكيز خان من حديثه أمرهم أن يخرجوا كنوزهم المدفونة وألا يبالوا بما ليس مدفوناً لأنه يستطيع أن يعثر عليه ، وقد ترك جنكيز خان كل رجل من هؤلاء الأغنياء في حراسة رجل مغولي
على أنه وجد أن هناك أربعمائة فارس خوارزمي لم يخرجوا من المدينة مع سائر رجال الحامية فأرغمهم على الالتجاء إلى القلعة، وقد جند المغول من سكان المدينة من يقدر على حمل السلاح وساروا إلى القلعة وحاصروها ...
وبعد أن أحدثوا في حوائطها عدة ثغرات دخلوها، وحينئذ لم يتركوا فيها شخصاً واحداً على قيد الحياة !
على أن هذه الحامية الصغيرة دافعت عن نفسها بكل شجاعة أحد عشرة يوماً، وقتلت عدداً كبيراً من المغول، كما قتلت عدداً كبيراً من السكان الذين استخدموا في الحصار
ويظهر أن جنكيز خان ركب رأسه عندما سقط عدد كبير من المغول ضحايا في ساحة القتال، فأمر جميع السكان أن يخرجوا من المدينة مجردين من أموالهم، لا يحمل أحداً منهم غير ملابسه التي يرتديها ثم دخل المغول المدينة فأعملوا فيها النهب وقتلوا من صادفهم من السكان ، ...
ووصف ابن الأثير ما فعله المغول في بخارى فقال:
ودخل الكفار البلد فنهبوه وقتلوا من وجدوا فيه وأحاط جنكيز خان بالمسلمين، فأمر أصحابه أن يقتسموهم، فاقتسموهم، فكان يوماً عظيماً من كثرة البكاء من الرجال والنساء والولدان، وتفرقوا أيدي سبأ، وتمزقوا كل ممزق، واقتسموا النساء أيضاً، وأصبحت بخارى خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس .
وأما ابن كثير فقد قال :
فقتلوا من أهلها خلقاً لا يعلمهم إلا الله ـ عز وجل ـ وأسروا الذرية، والنساء، وفعلوا مع النساء الفواحش في حضرة أهلهن، فمن الناس من قاتل دون حريمه حتى قتل، ومنهم من أسر فعذب بأنواع العذاب وكثر البكاء والضجيج بالبلد .
ومما هو جدير بالذكر أن المغول أشعلوا النار في المدينة فاحترقت بأسرها، إذ أن معظم مبانيها كانت من الخشب، ولم يبق من مباني المدينة إلا تلك المبنية من الآجر، وأخيراً نزح من بقي من أهلها إلى إقليم خراسان،
وهكذا شرد المغول أهالي مدينة بخارى الذين اشتهروا بولعهم بالعلوم والفنون،
ومما هو جدير بالذكر أن أحد سكان هذه المدينة لما وصل إلى إقليم خراسان أجمل ما أحدثه المغول في مدينته في هذه العبارة القصيرة التي عبر فيها تعبيراً صادقاً عما حدث:
( أتوا فخربوا وأحرقوا وقتلوا ونهبوا ثم ذهبوا )،
أصبحت مدينة بخارى أطلالاً بالية واستمرت على هذا النحو حتى أخذ جنكيز خان نفسه في إصلاحها وإعادة بنائها، قبل موته بزمن قصير . .....
-------------------------------------------------------------------
الإستيلاء على سمرقند
تابعونا #تاريخ_التتار_جواهر (6)
إرسال تعليق