✏ تاريخ الحروب الصليبية ... (22)
💢 History Of Crusades
----------------------------------------------------------------------
وصل جيش ريمون الرابع أمير تولوز والبروفنسال، إلى الفسطنطينية في أواخر إبريل سنة 1097م وطلب الإمبراطور البيزنطي من الأمير ريمون الرابع أن يحذو حذو الأمراء السابقين، ويقسم له بالتبعية والولاء، .
كان ريمون يريد قيادة كل الجيوش بحكم أنه المبعوث الرسمي للبابا الكـاثوليكي وفي جيشه أديمار المندوب البابوي، فكيف يقسم الآن لراعي الكنيسة الأرثوذكسية.
أعلن ريمون الرابع رفضه تماما لهذا القسم ، وأعلن أنه ما جاء إلى هنا إلا من أجل السـيد المسيح لا من أجل الإمبراطور البيزنطي، لكن الإمبراطور أصر على هذا الطلب مما أنذر بصدام مسلح بينهما !
و بوهيموند قائد الجيش الإيطالي أراد الصيد في الماء العكر، فأعلن أنه سيساند الإمبراطور البيزنطي بجيشه النورمانى إذا وقع صدام . فماذا كان ؟ ! 😐
----------------------------------------------------------------------
🔸هنا تدخل جودفري بوايون وأقنع ريمون الرابع أن يرضخ للإمبراطور لقرب مواقع المسـلمين، وأن احتمال هجومهم على الصليبيين قريب،...
فوافق ريمون على حلٍّ وسط يحفظ له ماء وجهه، وهـو أن يقسم على احترام حياة الإمبراطور وشرفه، وألا يرتكب أمرا يغضب الإمبراطور ..
🔸وإزاء هذه الأزمة قَبِل الإمبراطور ذلك الحل، بل إنه اجتمع بريمون الرابع اجتماعا خاصا ذكر له فيه بدهاء أنه لا يطمئن لإعطاء بوهيموند إمارة الجيوش كلها...
ولقد آتت هذه التصريحات أُكُلها، وهدأت نفس ريمون، وقرر أن يتحالف بقوة مع الإمبراطور البيزنطي !!
----------------------------------------------------------------------
🔺 أما الجيش الأخير وهو جيش روبرت أمير نورمانديا ومعه ستيفن أمير بلوا ، فقـد وصـل متأخرا عن بقية الجيوش، وكان قد جاء عن طريق إيطاليا ثم ركب البحر إلى البلقان، ومنها اختـرق الدولة البيزنطية إلى القسطنطينية، ولم يسبب أية مشكلة في طريقه ....
ولم يمانع روبرت في القسم بالتبعية والولاء لإمبراطور الدولة البيزنطية، ومن ثَم تم إغداق الهدايا عليه هو وأخيه ستيفان، ثم سـاعدهما الإمبراطور في عبور البسفور إلى آسيا الصغرى ليلحق هذا الجيش بالجيوش التي سبقتهما .
🔹بذلك تكون الجيوش الخمسة قد وصلت، ولم تخسر في الطريق شيئًا تقريبا ...
فوصلت الأعداد الغفيرة إلى آسيا الصغرى بلاد المسلمين ( ثلاثمائـة ألف مقاتل )، يضاف إليهم ( سبعمائة ألف ) من الخدم والنساء والأطفال !!
🔸الإمبراطور البيزنطي رفض عرض الصليبيين عليه قيادة الجيوش بنفسه، وآثـر أن يبقى في القسطنطينية الحصينة ملقيا بالجيوش الصليبية في هذه التجربة...
غير أنه حـرص علـى إمـداد الجيوش الصليبية بالمؤن اللازمة، وبالعيون والأدلاَّء الخبراء بأراضى المسلمين ، وأيضا ببعض الضباط البيزنطيين أصحاب الخبرة في حروب
المسلمين، وهكذا صار الصدام بين الصليبيين والمسلمين قاب قوسين أو أدنى ..
---------------------------------------------------------------------
🔸 الصدام مع السلاجقة الروم على أرض تركيا
كان قلج أرسلان سلطان السلاجقة في آسيا الصغرى يتخذ من مدينة نيقية الحصينة عاصمة له، ومن ثَم فالقوة الرئيسية لجيشه كانت خارج هذه المدينة؛
ولهذا فقد قرر الصليبيون أن يبدأوا بذه المدينة لكي لا يتركوا خلفهم هذه القوة الكبيرة، ولكي لا يقطعوا على أنفسهم خطوط الإمداد البيزنطية.
توجهت الجيوش الصليبية الغفيرة، ومعها فرقة صغيرة من الجيش البيزنطي لحصار المدينة المسلمة، وقد أمد الإمبراطور البيزنطي الجيوش الصليبية في هذه الموقعة بآلات الحصار الضخمة وكثير من السلاح، وبدأ التوجه إليها في أواخر إبريل سنة 1097م .
ولكن قلج أرسلان ( لم يكن متواجدا داخل نيقية ) فمن هو وأين كان ؟ :
إنه واحد من أهم السلاجقة في تاريخ آسيا الصغرى، لا لشخصيته ومكانته فقط، ولكـن للأحداث الضخمة التي حدثت في عهده وغيرت خريطة المنطقة تغييرا جذريا،...
إنه ابن سليمان بـن قُتلْمش أعظم سلاجقة الروم ومؤسس دولتهم، وقد ورث قلج أرسلان عن أبيه شدة البأس في القتال وحسن التخطيط في الإدارة والمعارك؛
ولذلك استطاع مع صغر سنه عند تولِّيه الحكم - فلم يزِد على السابعة عشرة من عمره - أن يصبح الشخصية الأولى في منطقة آسيا الصغرى بكاملها،...
ومع هـذه الكفاءة الإدارية والعسكرية إلا أننا لا نلمح في حياته توجها إسلاميا واضحا، أو رغبـة حقيقيـة في توحيد صف المسلمين، إنما كان همُّه الأول هو توسيع الرقعة التي يحكمها، وتكثير الأتباع له؛
لـذلك نجده لا يتردد كثيرا في حرب المناوئين له، وإن كانوا من المسلمين، أو حتى من نفس عائلته التركيـة الكبرى، أو السلجوقية نفسها !!!
وهذا الحب للتوسع كان أحيانا يعمي بصره عن رؤية الأخطار على حقيقتها، فيهمل أحيانا خطرا ساحقًا، ويهتم أحيانا بمشكلة بسيطة،
و هذا يستغرب جدا من رجل مثله له كفاءة معلومة كما ذكرنا، وليس هذا إلا لأنه لم يكن - فيما يبـدو لي - ينظـر إلى مصـلحة المسلمين، ولكن إلى مصلحته هو في المقام الأول ....
🔹أين كان إذن قلج أرسلان الأول وقت تدفق القوات الصليبية الهائلة صوب مدينـة نيقيـةالعاصمة؟!
------------------------------------------------------------------
🔸 خدعة من الامبراطور ألكسيوس كومنين للسلطان قلج أرسلان تسقط نيقية عاصمته .. *الخرائط في التعليقات
كان قلج أرسلان مع جيشه يحاصر مدينة ملطية على بعد 900 كم شرق نيقية فى إطار النزاع بينه وبين الـزعيم المسـلم غـازي بـن الدانشمند (وهو أحد الأتراك المسلمين الذين كانوا يحكمون شمال شرق تركيا على البحر الأسود) !
وعندما علم قلج بقدوم الجيوش الصليبية إلى القسطنطينية ظن أنها مثل جموع العامة الذين جاءوا قبل ذلك، فتوقع أن يقضي عليهم بفرقة من جيشـه بسهولة، كما فعل بحملة الرعاع منذ شهور ( جموع بطرس الناسك ووالتر المفلس) !
وكان الامبراطور البيزنطي الداهية ألكسيوس كومنين قد بث بعض جواسيسه إلى قلج أرسلان فصورا له أن الامبراطور على خلاف مع الجيوش الصليبية ولن يحل هذا النزاع بسهولة ..
....وأن الإمبراطور سيحتاج لمساعدة قلج أرسلان له مما جعله يترك حامية صغيرة نسبيا في مدينة نيقية العاصمة، كماترك قلج ارسلان زوجته وولديه وكل أموالـه وكنـوزه في المدينة، دليل على أنه خدع .
🔹تدفقت الجيوش الصليبية الضخمة حول المدينة الحصينة، وبدأ الحصار يوم من 6 مايو 1097م،
وكان الحصار من الجهات الثلاث للمدينة باستثناء الجهـة الغربية المطلة على البحيرة ، ولم يكن مع الجيوش الصليبية قـوة بحريـة تسمح لهم بإغلاق هذا المنفذ وبعد أسبوع من الحصار بدأ الصليبيون في قصـف أسـوار المدينـة وأبراجها بالأسلحة التي أمدهم بها الإمبراطور البيزنطي.
صمدت المدينة وتبادلت الرماية مع الصليبيين، غير أنها لم تستطع فك الحصار و أرسلت رسالة عاجلة إلى قلج أرسلان تطلـب النجدة السريعة...
فتحرك بسرعة صوب عاصـمته بعـد أن رفـع الحصار عن ملطية التي كان يحاصرها ولكن طول المسافة ووعورة الطريق أخرته ..
🔹 في تلك الأثناء أرسل الإمبراطور الداهية ألكسيوس كومنين مندوبا سريا إلى داخل المدينة، وهو القائد البيزنطي بوميتس، ليتفاوض مع الحامية المسلمة ليسلموا له المدينة بدلاً من سقوطها في يد الصليبيين !!!!
وخوفهم أن الصليبيين في غاية التوحش، وسوف يقومون بقتل كل من في المدينة عند سقوطها- وهذا معلوم - وقد سمح عن طيب خاطر للإمدادات المسلمة أن تصل عن طريق البحيرة إلى المدينة المحاصرة،لتطمئن الحامية المسلمة أنه سيفي بعهده لهم إنْ هم سلَّموا له المدينة ْ.
وصل قلج أرسـلان الأول بجيشـه، وذلـك في 21 من مايو 1097م، واشتبك مع الجيوش الصليبية لفتح طريقٍ إلى داخل المدينة، ولكنه - للأسف - لم يستطع،
وأدرك أنه لن يفلح في فك الحصار، بل إنه يئس مـن معركة يومٍ واحد، وانسحب بعيدا ليترك مدينته تلقى مصيرهاالصليبيين من ناحية، والدولة البيزنطية من ناحية أخرى!
🔹 أكمل الإمبراطور البيزنطي لعبته بأن أخرج سفنه القوية لتمنع الإمداد البحري عن المدينـة المسلمة، وبدأت المدينة تشعر بالأذى الشديد وتتوقع الهلكة القريبة، وخفَّت مقاومتها جـدا، وأدرك الصليبيون أهمية الإمبراطور البيزنطي.
وأدركت الحامية المسلمة أيضا أهمية هذا الإمبراطور الداهية، فأسرعت الحامية قبل السقوط بقبول عرض الإمبراطور الذي سعد بذلك جدا وأسرع بالموافقة....
ومن ثَم فوجئت الجيوش الصـليبية بالأَعلام البيزنطية ترتفع فجأة على أبراج المدينة كلها، وليأتي مندوب الإمبراطور ليعلن أن المدينة أصبحت بيزنطية، وليمنع الجيوش الصليبية من دخول المدينة خوفًـا مـن نهبها ، وليضع بوتوميتس قائدا عسكريا على المدينة !!!!!
وقرر الإمبراطور أن يفي بعهده ويحفظ دمـاء المسلمين، بل إنه أعلن أنه على استعداد لإعادة زوجة قلج أرسلان وأخته وولديه إلى قلج أرسـلان دون مقابل !!. 😐❗
--------------
أثار ذلك حنق الصليبيين وشعروا أنهم قد خدعوا، وغضبوا للتسـامح الـذي أبـداه الإمبراطور مع أهل المدينة...
فلقد كانوا يريدون الفتك بكل من في المدينة و احراقها لتكون عبرة لباقي المدن المسلمة التى فى طريقهم إلى القدس لكن الإمبراطور ضيع عليهم تلك الفرصة الحقيرة لغرض خبيث فى نفسه فماذا هو ؟!!!! 😐❗
----------------------------------------------------------------
ألكسيوس كومنين الثعلب يلعب بكل الأطراف لمصلحته !!
تابعوا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (22)
إرسال تعليق