تاريخ الحروب الصليبية ... (14)
History Of Crusades
--------------------------------------------------------------------
🔸نتابع التعريف بدولة السلاجقة وأثرها في الحروب الصليبية ... والمعركة التي بسببها حشدت أوربا حملاتها الصليبية معاونة للإمبراطورية البيزنطية المهزومة
🔸 معركة ملاذ كرد الخالدة ...
--------------------------------------------------------------------
👌 وما زلنا نغوص عميقا فى ذلك التاريخ الحافل بالأحداث و المآسي والبطولات....
محاولين أن نجمع بأيدينا بعض خيوط تلك الشباك ( المؤامرات) التى نصبت لأمتنا منذ أكثر من ألف سنة !!! و التى لا نزال نعلق بها حتى يومنا هذا !!
وما زلنا نحاول ربط أحداث التاريخ بكل فتراته بتلك الفكرة بما نقدمه من فقرات حرة لعل قومنا يفهموا أصل تلك اللعبة !
وقد بدا لنا بعض الخطوط الواضحة الرئيسية لتلك اللعبة !
فقد لاحظنا دائما أن النصارى عل اختلاف مذاهبهم و رغم تباغضهم الرهيب لبعضهم يتفقون ويتناسون ذلك الخلاف ويتعاونون على هدم ديننا بل وابادتنا !!
وبدا لنا أيضا موقف الشيعة من أهل السنة فهم غالبا فى خندق أعدائهم يفكرون بنفس طريقتهم و لا يألون جهدا فى حربهم و معاونة أعدائهم !! إلا من هدى الله .
وبدا لنا أثر اليهود ومنظماتهم الخفية في تحريك تلك القوي لتفتك بأهل السنة !!
عموما ستتضح لنا تلك الأمور أكثر فأكثر كلما غصنا في ذلك التاريخ المر !!
و لعلنا قد فطنا إلى أننا أمة لا يمكنها أن تسلم من أذي أعدائها إلا باجتماع أهلها وصلاحهم على هذا الدين ..
و برباطهم الدائم على الجهاد تلك فريضة أساسية فهى كما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك قوم الجهاد إلا أذلهم الله .
-------------------------------------------------------------------
🔸ملاذ كرد - 🔸رومانوس أو دومانوس أسيرا
عزم الإمبراطور البيزنطى «رومانوس الرابع ديوجينوس» على طرد «السلاجقة» من «أرمينيا» وضمها إلى النفوذ البيزنطى...
فأعد جيشًا كبيرًا سنة (463هـ = 1071م) يتكون من مائتى ألف مقاتل، وتولَّى قيادته بنفسه.. وزحف به إلى «أرمينيا»
وعندما علم السلطان «ألب أرسلان» بذلك وهو بأذربيجان لم يستطع أن يجمع من المقاتلين إلاخمسة عشر ألف فارس !!
فتقدم بهم للقاء الإمبراطور البيزنطى وجحافله !!
والتقت مقدمة جيش السلطان بمقدمة جيش «رومانوس» فى «أرمينيا» فهزمتها.
وقد أراد السلطان «ألب أرسلان» استغلال هذا النصر المبدئى فأرسل إلى الإمبراطور «رومانوس» يعرض عليه الصلح، إدراكًا منه لحرج موقفه بسبب قلة جنده..
فرفض «رومانوس» الصلح وهدد السلطان بالهزيمة والاستيلاء على ملكه ...لا صلح إلا في عاصمتك بعد أن ادمرها و أأسرك !!!
وقد ألهب هذا التهديد حماس السلطان وجيشه وعزموا على إحراز النصر أو الشهادة...
ووقف فقيه السلطان وإمامه «أبو نصر محمد بن عبدالملك البخارى» يقول للسلطان:
«إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان...
وأرجو أن يكون الله - تعالى - قد كتب باسمك هذا الفتح، فالْقَهُم يوم الجمعة بعد الزوال، فى الساعة التى تكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة».
فلما جاءت هذه الساعة صلى بهم، وبكى السطان فبكى الناس لبكائه ودعا ودعوا معه، ولبس البياض وتحنَّط وقال: إن قُتِلْتُ فهذا كفنى!.
والتقى جيش السلطان وجيش الإمبراطور فى مدينة «ملاذكرد» بأرمينيا ...
وحمل المسلمون على الروم حملة رجل واحد، وأنزل الله نصره عليهم فانهزم الروم وامتلأت الأرض بجثثهم!!!
🔸وتمكن المسلمون من أسر إمبراطور الروم رومانوس !!
فأحسن السلطان «ألب أرسلان» معاملته، وأعفاه من القتل مقابل فدية مقدارها مليون ونصف مليون دينار،!!!
وعقد معه صلحًا مدته خمسون عامًا، ...
🌹وأطلق سراحه وأرسل معه جندًا أوصلوه إلى بلاده ومعهم راية مكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله».🌹
-------------------------------------------------------------------
🔽 لم يتمكن رومانوس من جمع غير جزء صغير من هذا المبلغ .. و قد ثار شعبه عليه لتسببه بغروره و همجيته في هذه الإنتكاسة الكبيرة للدولة البيزنطية ... و ما لبث أن إغتالوه و اقاموا إمبراطورا آخر مكانه . 🔽
-----------------------------------------------------------------
🔸وقد أنهت معركة «ملاذكرد» النفوذ البيزنطى فى «أرمينيا» بصورة مطلقة،
وفتحت المجال لامتداد النفوذ الإسلامى السلجوقى إلى «آسيا الصغرى»، وتهديده العاصمة البيزنطية وما وراءها فى «أوربا».
وقد حدثت هذه المعركة المظفرة - معركة «ملاذكرد» - فى شهر (ذى القعدة سنة 463هـ = أغسطس 1071م).
👌ولا يستطيع الباحثون عن جذور الحروب الصليبية التى حدثت فيما بعد أن يتجاهلوا دور هذه المعركة (ملاذكرد) فى تهيئة الظروف التى أدت إلى هذه الحروب.
--------------------------------------------------------------------
ملك شاه أعظم ملوك السلاجقة
الفقرة القادمة ان شاء الله
تابعونا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (14)
إرسال تعليق