سيرة الصديق أبى بكر رضي الله عنه 🚩 (2-1)
-------------------------------------------------------------------
مولده رضي الله عنه وصفته الْخَلْقِيَّة.
لم يختلف العلماء في أنه ولد بعد عام الفيل، وإنما اختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل، فبعضهم قال بثلاث سنين، وبعضهم ذكر بأنه ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وآخرون قالوا بسنتين وأشهر، ولم يحددوا عدد الأشهر.
وقد نشأ نشأة كريمة طيبة في حضن أبوين لهما الكرامة والعز في قومهما، مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، عزيز المكانة في قومه.
وأما صفته الخَلْقية، فقد كان يوصف بالبياض في اللون، والنحافة في البدن:-
وفي هذا يقول قيس بن أبي حازم: دخلت على أبي بكر، وكان رجلا نحيفًا، خفيف اللحم أبيض.
وقد وصفه أصحاب السير من أفواه الرواة فقالوا: إن أبا بكر رضي الله عنه اتصف بأنه كان :
أبيض تخالطه صفرة، حسن القامة،
نحيفًا خفيف العارضين، أجنأ(مائل الظهر )،
لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه( خصريه )
رقيقا معروق الوجه(قليل اللحم )، غائر العينين،
أقنى( يلازمه الحياء )، حمش الساقين(دقيقهما)، ممحوص الفخذين(عظمهما كبير قليلى اللحم )،
كان ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع(مفاصل الأصابع)،
ويخضب لحيته وشيبه بالحناء والكتم. .....(*10)
-------------------------------------------------------------------
أسرة الصديق رضي الله عنه .
أما والده فهو عثمان بن عامر بن عمرو، يكنى بأبي قحافة، أسلم يوم الفتح، وأقبل به الصديق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «يا أبا بكر، هلا تركته حتى نأتيه»، فقال أبو بكر: هو أولى أن يأتيك يا رسول الله. فأسلم أبو قحافة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ،
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنأ أبا بكر بإسلام أبيه ، وقال لأبي بكر: «غيروا هذا من شعره»، فقد كان رأس أبي قحافة مثل الثغامة......(*11)
والدة الصديق : هي سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، وكنيتها أم الخير، أسلمت مبكرًا، وسيأتي تفصيل ذلك في واقعة إلحاح أبي بكر على النبي × على الظهور بمكة. (*12)
-------------------------------------------------------------------
وأما زوجاته: فقد تزوج رضي الله عنه من أربع نسوة، أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وهن على التوالي:
1- قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك:
اختلف في إسلامها ، وهي والدة عبد الله وأسماء، ...
وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية وقد جاءت بهدايا فيها أقط وسمن إلى ابنتها أسماء بنت أبي بكر بالمدينة، فأبت أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها،....
فأرسلت إلى عائشة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام : «لتدخلها، ولتقبل هديتها»،
وأنزل الله -عز وجل-: { لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين َ} الممتحنة: 8، ......(*13)
2- أم رومان بنت عامر بن عويمر:
من بني كنانة بن خزيمة، مات عنها زوجها الحارث بن سخبرة بمكة، فتزوجها أبو بكر، وأسلمت قديمًا، وبايعت، وهاجرت إلى المدينة، وهي والدة عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم، وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ست من الهجرة.... ....(*14)
3- أسماء بنت عُمَيـس بن معبد بن الحارث :
أم عبد الله، من المهاجرات الأوائل، أسلمت قديمًا قبل دخول دار الأرقم، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحبشة، ..
ثم هاجرت معه إلى المدينة فاستشهد يوم مؤتة، وتزوجها الصديق فولدت له محمدا. روى عنها من الصحابة: عمر، وأبو موسى، وعبد الله بن عباس، وهو ابن اختها أم الفضل امرأة العباس. وأمها هند بنت عوف ابن زهير وكانت أكرم الناس أصهارًا؛ فمن أصهارها: رسول الله وحمزة والعباس وغيرهم (*15)
4 - حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير:
الأنصارية، الخزرجية وهي التي ولدت لأبي بكر أم كلثوم بعد وفاته، وقد أقام عندها الصديق بالسنح......(*16)
أولاد أبي بكر رضي الله عنه
1 - عبد الرحمن بن أبي بكر :
أكبر ولد أبي بكر، أسلم يوم الحديبية، وحسن إسلامه، وصحب رسول الله × وقد اشتهر بالشجاعة، وله مواقف محمودة ومشهودة بعد إسلامه.....
2 - عبد الله بن أبي بكر :
صاحب الدور العظيم في الهجرة، فقد كان يبقى في النهار بين أهل مكة يسمع أخبارهم ثم يتسلل في الليل إلى الغار لينقل هذه الأخبار لرسول الله × وأبيه، فإذا جاء الصبح عاد إلى مكة. وقد أصيب بسهم يوم الطائف، فماطله حتى مات شهيدا بالمدينة في خلافة الصديق..... ...(*17)
3- محمد بن أبي بكر :
أمه أسماء بنت عميس، ولد عام حجة الوداع وكان من فتيان قريش، عاش في حجر علي بن أبي طالب، وولاه مصر وبها قتل..... .... (*18)
4- أسماء بنت أبي بكر :
ذات النطاقين، أسن من عائشة، سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات النطاقين لأنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبيها سفرة لما هاجرا فلم تجد ما تشدها به، فشقت نطاقها وشدت به السفرة، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
وهي زوجة الزبير بن العوام وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فولدته بعد الهجرة، فكان أول مولود في الإسلام بعد الهجرة، بلغت مائة سنة ولم ينكر من عقلها شيء، ولم يسقط لها سِنٌّ...
رُوي لها عن الرسول صلى الله عليه وسلم ستة وخمسون حديثا، روى عنها عبد الله بن عباس، وأبناؤها عبد الله وعروة، وعبد الله بن أبي مُليكة وغيرهم، وكانت جوادة منفقة، توفيت بمكة سنة 73 هـ ..... .(*19).
5- عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها :
الصديقة بنت الصديق، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست ستين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين، وأعرس بها في شوال، وهي أعلم النساء، كناها رسول الله أم عبد الله، وكان حبه لها مثالاً للزوجية الصالحة ...... (*20).
كان الشعبي يحدث عن مسروق أنه إذا تحدث عن أم المؤمنين عائشة يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق المبرأة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسندها يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث (2210)،
اتفق البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين، وعاشت ثلاثًا وستين سنة وأشهرًا، وتوفيت سنة 57 هـ، ولا ذرية لها ....... (*21).
6- أم كلثوم بنت أبي بكر :
أمها حبيبة بنت خارجة، قال أبو بكر لأم المؤمنين عائشة حين حضرته الوفاة: إنما هما أخواك وأختاك، فقالت: هذه أسماء قد عرفتها، فمن الأخرى؟ قال: ذو بطن بنت خارجة، قد ألقى في خلدي أنها جارية، فكانت كما قال: وولدت بعد موته......(22)
تزوجها طلحة بن عبيد الله وقتل عنها يوم الجمل، وحجت بها عائشة في عدتها فأخرجتها إلى مكة (*23). ...
-------------------------------------------------------------------
أسرة أبي بكر رضي الله عنه كلها أسلمت بكل أجيالها !
وقد اختص بهذا الفضل أبو بكر رضي الله عنه من بين الصحابة،
وقد قال العلماء : لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا آل أبي بكر الصديق،
وهم: عبد الله بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة، فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون، وأيضا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهم .... ...(*24).
وليس من الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده، وأدركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأدركه أيضا بنو أولاده إلا أبو بكر من جهة الرجال والنساء
فكلهم آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبوه، فهذا بيت الصديق، فأهله أهل إيمان، ليس فيهم منافق ولا يعرف في الصحابة مثل هذه لغير بيت أبي بكر رضي الله عنهم.
وكان يقال: للإيمان بيوت وللنفاق بيوت، فبيت أبي بكر من بيوت الإيمان من المهاجرين، وبيت بني النجار من بيوت الإيمان من الأنصار.... .....(*25)
رضي الله عن أبي بكر الصديق
وصلى الله على محمد و آله وصحبه وسلم
-------------------------------------------------------------------
(*1) الإصابة لابن حجر: 4/144، 145. سيرة وحياة الصديق، مجدي فتحي السيد، ص 27.أبو بكر الصديق، علي الطنطاوي، ص 46.
(*2) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، 15/280، إسناده صحيح. رواه الترمذي في المناقب، رقم: 3679، وصححه الألباني في السلسلة: 1574. أصحاب الرسول، محمود المصري، 1/59.
(*3) المعجم الكبير للطبراني، 1/52. الإصابة، 1/146. (9) المعجم الكبير: 1/53، والإصابة: 1/146. الكني والأسماء للدولابي: 1/6، نقلا عن خطب أبي بكر، محمد أحمد عاشور، جمال الكومي، ص11. تاريخ الدعوة إلى الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، د/يسري محمد هاني، ص 36.
(*4) البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل أبي بكر، 5/11.
(*5) أخرجه الحاكم، 3/62، 63، وصححه وأقره الذهبي.
(*6) الطبقات الكبرى، 2/172. أسد الغابة، 3/310.
أبو بكر الصديق للطنطاوي، 49.
(*7) تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء، يسري محمد هاني، 39.
(*8) البخاري، فضائل الصحابة، رقم: 3653. (4) الإصابة في تمييز الصحابة، 4/148.
(*9) الطبقات الكبرى، 3/171.
(*10)البخاري، رقم: 5895، ومسلم: 2341. أبو بكر الصديق، مجدي السيد، ص 32.
(*11) الإصابة، 4/375. السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، ص577.الإصابة: 4/375، الثغامة: نبات يشبه به الشيب.
(*12)تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين، ص 30.
(*13) تفسير المنير للزحيلي، 28/135. الإصابة، 8/391. (*14)سير أعلام النبلاء، 2/282. (*15)منازل بني الحارث بن الخزوج في عوالي المدينة. (*16) البداية والنهاية: 6/346.(*17) نسب قريش، ص 275.نسب قريش: ص 277، الاستيعاب: 3/1366. (*18)سير أعلام النبلاء: 2/287. تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين: ص 34. سير أعلام النبلاء: 2/139، 145. طبقات ابن سعد: 58/58، المنذر: 4/5.
(*19) الطبقات: 2/195. (*22) نسب قريش: ص 278، الإصابة: 8/466، تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين، ص 35.(*20) تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين: ص 34. (*21) سير أعلام النبلاء: 2/139، 145.
(*22) طبقات ابن سعد: 58/58، المنذر: 4/5.(*23) الطبقات: 2/195. (*24) نسب قريش: ص 278، الإصابة: 8/466، تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين، ص 35.
(*25) أبو بكر الصديق، محمد رشيد رضا : ص 7 .
سيرة ابي بكر الصديق د . علي الصلابي ص18-13
-------------------------------------------------------------------
إرسال تعليق