تاريخ الحروب الصليبية (26) أنطاكية التى ملت الغزاة !!

 ✏ تاريخ الحروب الصليبية  ... (26) 

                                        💢 History Of Crusades 

-----------------------------------------------------------------

🔸    أنطاكية  التى  ملت  الغزاة   !!



-----------------------------------------------------------------

 مدينة أنطاكية من أهم المدن في الشام جنوب تركيا كانت تتخذها الدولة البيزنطية قديما عاصمة لمنطقة الشام بكاملها لعدة قرون.  


أطلق فيها على أتباع المسيح اسم المسيحيين لأول مرة ،  وفيها أسس القديس بطرس أول أسقفية له .


 فتحـت بالإسـلام في سـنة 636م على يد أبي عبيدة بن الجراح  فهي إسلامية منذ أكثر من 460سنة..


 استطاع معاوية بـن أبي سفيان بعد تكرار الهجمات البيزنطية عليها تحويلها إلى منطقة إسلامية آمنة وتغيرت التركيبة السكانية بها فصارت الأغلبية مسلمة بعد تثبيت الأقدام الإسلامية في المدن الـتي تقـع في شمالها مثل مرعش وطرسوس وملطية وغيرها .


المدينة لها تاريخٍ تجاري عظيم كانت من أهم مراكز التبادل التجاري المشهورة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية و أوربا .


كانت أنطاكية من أحصن مدن الشام، بل كانوا  يقارنون حصانتها بحصانة القسطنطينية أحصن مدن العالم.

 ففضلاً عن القلاع والحصون؛ فالمدينة محاطة بالجبال العالية من  الجنوب والشـرق، 


ويحدها من الغرب نهر العاصي، و محاطة من الشمال بمستنقعات وأحراش. وفوق ذلك محاطة بأسوارٍ عالية من كل جانب، وعلى هذه الأسوار ثلاثمائة وستون برجا للمراقبـة وإطلاق السهام والرماح والقذائف المشتعلة، فضلاً عن قلعة حصينة جدا من الصعب أن تقتحم .


تقع هذه المدينة على أول طريق الشام للقادمين من تركيا فسقوطها يعني فتح الطريق للشام ، كما أن عدم فتحها يعنى تهديدا كبير لامدادات وحركة الصليبين فكان لابد لهم من الاستيلاء عليها .


فى التاريخ القريب للمدينة سقطت في أيدي الدولة البيزنطية في سـنة 969م، في عهد الإمبراطور نقفور فوكاس،


وكان نيقفور قد تزعم عدة حملات بيزنطية حاقدة و واسعة لرد الإعتبار بعد معارك كثيرة مع سيف الدولة الحمداني أمير حلب نيابة عن الدولة العباسية تلقت فيها الجيوش البيزنطية عدة هزائم ثم انقلبت إلى انتصارات عقب مداهمتهم حلب و نهبها ثم مرض سيف الدولة ووفاته 966م في تلك الفترة من الصراع الإسلامي البيزنطي في القرن العاشر 


وما لبثت أنطاكية أن سقطت بعد وفاة سيف الدولة بثلاث سنوات أن سقطت في يد نيقفور  وأحدث سقوطها دويا هائلاً في العالمين الإسلامي و المسيحي بعد سقوطها قتل الكثير من أهلها المسلمين، وأخرج الباقون منها، وهجرتهم خارجها، واستقدمت جموعا هائلة من المسيحيين ليعيشوا فيها، 


وظل الوضع على هذه الصورة إلى العقد الثامن من القرن الحادي عشر، أي بعد موقعة ملاذكرد الشهيرة سنة 1071م؛ حيث شهدت منطقة أنطاكية هجـرة مزدوجة من السلاجقة والأرمن، مما أدى إلى تغير الخريطة السكانية من جديد، بل إن العنصر الأرمني غلب على التوزيعة الجديدة. 


وقد أدى الانهيار البيزنطي أمام السلاجقة إلى سعي الدولة البيزنطية إلى التعاون مع الأرمن - على كراهيتها لهم - لمقاومة السلاجقة؛ وهذا أدى إلى رسوخ قدم أكـبر في المنطقة، بل تطاول الأرمن أكثر وأكثر، وخرجوا عن تبعية الدولة البيزنطية، !!


وقد حاصر أحد أكبر قادة ( الأرمن ) وهو فيلاريتوس مدينة الرها ، واستولى عليها من البيزنطيين، وذلك في سنة1077م، 


في السنة التالية مباشرة  1078م  استطاع فيلاريتوس أن يستولي على أنطاكية ذاتها بعد قتل آخر حاكم بيزنطي لهاغير أن الأرمن لم يحكموا أنطاكية إلا سبع سنوات فقط، حيث سقطت في يد سليمان بـن  قُتلمش مؤسس دولة سلاجقة الروم، وذلك في سنة 1085م، ليبدأ فيها حكم إسلامي من جديد بعد غياب 119 سنة متصلة. 


ومن جديد بدأ السلاجقة والمسـلمون يتزايـدون في المدينة، وذلك جنبا إلى جنب مع النصارى الأرثوذكس على أَتباع المذهب البيزنطي، والأرمن الكاثوليك الذين تكاثروا في السنوات الأخيرة ؛

مما أعطى تعقيدا كبيرا لتركيبة السكان !


 فأنطاكية متنازع عليها بوضوح من الطوائف الثلاث : المسلمين بقيادة السلاجقة - والدولة البيزنطيـة - والأرمن - إضافةً إلى القوة الجديدة التى وفدت إلى الشرق مؤخرا طامعة ومستبشرة و هي الجيوش الصليبية ! 


                       🔹🔹🔹🔹🔹


🔸كانت أنطاكية بالذات حلما كبيرا  في ذهن بوهيموند، الزعيم النورماندي الشـرس، ❗❗


🔹فهو لا ينسى أنها كانت أُمنية والده روبرت جويسكارد زعيم النورمان الإيطاليين الشـهير، ولم ينس أنه أرسل جيشا قبل ذلك بسبعة عشر عاما، وبالتحديد لإسقاط أنطاكية، وكان على رأس هذا الجيش بوهيموند نفسه، ولكن هذا الجيش فشل في إسقاط المدينـة الحصـينة، 


🔹هؤلاء القراصنة لا يعيشون إلا على السـلب والنـهب والسـرقة والقنص؛ ولذلك فإن بوهيموند لم ينس أنطاكية أبدا، و هو يأخذ القضية كثأر قديم، ويضحي بكل شيء من أجل استحواذها،❗❗


 وليس في ذهنه دين ولا صليب، ولا يتحرك قلبه لقدس أو حجيج، ولا يخشى في ذلك إمبراطور الدولة البيزنطية الذي تظاهر بالصداقة له، ولا زعماء الحملـة الصـليبية الـذين يصاحبونه في هذه العمليات الإجرامية. إن المسألة عنده مسألة شخصية تماما، وسيبيع كـل شـيء من أجل أنطاكية ! 


 🔺  أنطاكية في ذلك الوقت؟ كان يحكمها أحد العسكريين التركمان الأشداء، وهو ياغي سيان، و كان سياسيا وعسكريا متميزيا،  لـه حكمـة بالغـة فى الإدارة، و السياسية، والحرب، وإن لم يكن متحليا بـالأخلاق الإسـلامية .


و هو مؤيد الدين ياغي سيان بن محمد بن ألب السلجوقي (توفي 2 يونيو 1098) ابن أمير أنطاكيا محمد بن ألب. عينه ملك شاه الذي استولى على انطاكية عام 1085 أميرا أو والياً عليها حوالي عام 1090. وكان له ابن هو الأمير شمس الدولة . 

وقد  تزوجت ابنة الامير ياغي سيان الملك رضوان بن تتش بن ألب أرسلان بن داوود بن ميكائيل بن سلجوق ملك حلب. 

ولما مات الملك رضوان بن تتش ملك حلب تولى الحكم ابنه ألب أرسلان (الأخرس) وعمره ست عشرة سنة وهو ابن بنت الأمير ياغي سيان. وسمي بالأخرس لأنه كان يعاني من تمتمة في صوته.


في الحملة الصليبية الأولى أواخر 1097 م حوصر ياغي سيان في أنطاكية مدة 9 شهور حتى دخلها الصليبيون ففتح باغي سيان باب البلد وخرج هاربًا في ثلاثين غلامًا.


------------------------------------------------------------------

أنطاكية تحت وطأة الحصار .. الفقرة التالية إن شاء الله.

الخرائط في التعليق

تابعوها #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر  (26)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list