تاريخ الحروب الصليبية ... (28) ملخص ماسبق :

 ✏ تاريخ الحروب الصليبية  ... (28) 

                                        💢 History Of Crusades 

----------------------------------------------------------------------



ملخص ماسبق : 

🔹 كانت الجيوش الصليبية قد تجمعت عند القسطنطينية ثم عبرت مضيق البسفور إلى الأراضي المسلمة في تركيا فسارعت بحصار مدينة نيقية القريبة من المضيق و هي عاصمة قلج أرسلان المسلم سلطان دولة سلاجقة الروم ..أوائل مايو 1097م  ...


 و قد أسقط الصليبيون نيقية لصالح الدولة البيزنطية.. ثم قونيا أيضا لصالحها  بعد هزيمة الجيوش المسلمة التركية في دوريليوم و سط تركيا في يوليو 1097م ...


🔹عقب ذلك توجهت القوات إلى الجنوب الشرقي لحصار أنطاكية  ... 


و في الطريق إنفصل بلدوين بفرقة من الجيش و أكمل المسير شرقا فاستولى على مدينة ( شانلى أورفا حاليا) الرها ومازال  بها حتى إغتال حاكمها البيزنطي ثوروس الذي عامله كإبن له  و أجلسه معه على كرسي الحكم  !!!  فأنشأ بذلك أول إمارة صليبية في بلاد المسلمين ..


🔹في اكتوبر 1097م حاصرت الجيوش الصليبية أنطاكية  و من داخل أنطاكية المحاصرة أرسل ياغي سيان يستنجد بالامارات الإسلامية من حوله و كان من قبل قد قطع كل أواصر المودة و التعاون مع كل من حوله من الإمارات المسلمة بطمعه و انتهازيته و سياسته الرديئة !!!

------------------------------------------------------------------

🔸أرسل ياغى سيان إلى دقاق بن تتش ملك دمشق ؛ وإلى كربوقا أمير الموصل ؛ وإلى السلطان بركيا روق سلطان فارس والعراق ( دولة السلاجقة العظام ) رغم بعد المسافات بينه وبينهم !


و لم يستطع أن يرسل إلى رضوان أمير حلب رغم قرب المسافة منه ! نظرا للخيانـة القريبة التي فعلها ياغي سيان بانضمامه إلى دقاق بعد أن كان محالفًا لرضوان  !!

(حلب  تقع على مسافة  من ستين كيلو مترا من أنطاكية !! )


🔹مرت الأيام ثقيلة على الطرفين؛ فالمدينة المحاصرة لا يصل إليها أي إمداد خارجي، وكذلك الصليبيون يمرون بأزمة واضحة؛ إذ إن الجيوش هائلة، والمؤن ليست كافية في هذه المنطقة المحـدودة .


 وهكذا صار الحصار صعبا على الصليبيين كما كان صعبا على المسلمين، غير أنه كان على الصليبيين أشق وأصعب، وخاصةً أن الحصار بدأ في 21  أكتـوبر 1097م، وقـد دخلت الأشهر الباردة، وهم في العراء يعانون الجوع والبرد. 

-----------------------


🔹وبعد مرور أكثر من شهرين على الحصار جاءت نجدة إسلامية من دمشق على رأسها دقاق بن تتش السلجوقي، ومن حمص وعلى رأسها جناح الدولة حسين بن ملاعب، والتقوا مع الجيش الصليبي في منطقة جنوب أنطاكية عند البارة في آخر ديسمبر 1097م ،


 وكان الجيش الصـليبي يبحث في هذا المكان عن إمدادات غذائية، ودارت معركة ظهر فيها تفوق المسلمين وإن لم يحقِّقـوا  نصرا حاسما ، ومع ذلك فقد قرر دقاق الانسحاب والعودة إلى دمشق ليؤمن مدينته، ويدرس الموقف من جديد! 

-------------------


🔹وفي هذه الأثناء أرسل له الصليبيون رسالة يسكِّنونه فيها ويخدرونه، إذ قالوا له أنهم مـا جاءوا إلى هذه المناطق إلا لتحرير المدن الشمالية التي كانت ملكًا للدولـة البيزنطيـة مثـل الرهـا وأنطاكية، وأنهم ليس لهم حاجة في دمشق ما دامت لا تقاتلهم. 


وقد أقنعت هذه الكلمات دقاق فترك أنطاكية تواجه مصيرها، وسكن في مدينته !!


وهكذا عاد الموقف صعبا من جديد، ولكن مع بدايات السنة الميلادية الجديدة ودخول شهر يناير 1098م ، واشتداد البرد وقلة الزاد بدأت الأزمة تتفاقم جدا في المعسكر الصليبي...


، بل نشأت الفوضى بين الجند ، وظهرت الاعتراضات هنا وهناك ، بل ظهرت دعوات بفك الحصـار،  و بدأت تظهر حالات هروب من المنطقة بكاملها .


🔹وكانت المفاجأة أنه كان علـى رأس الهاربين بطرس الناسك الذي كان يجمع الجيوش في فرنسا قبل ذلك، مما يؤكِّد عـدم وجـود البعد الديني تماما في رؤيته،...


 ولقد جد تانكرد في إثره حتى عثر عليه وهو في طريقـه للقسـطنطينية ، وأجبره على العودة للبقاء مع الجيش الصليبي ، وكانت عودته عودة مخزية مشينة، وضحت أهـداف الحملة الصليبية تماما. 

-------------------------------------------------------------------


🔸 كان بوهيموند النورماني يرقب كل هذه الأوضاع، ويحاول أن يوظِّف الظروف لخدمة مآربه لقد كان داهيةً على أعلى مستوى، وكان ماكرا إلى أبعد حدود المكر ! 


لقد أعلن بوهيموند -  في هذه المرحلة الحرجة من الحصار - أنه ما عاد يطيق البقاء في هذه الظروف ، وأن عنده ارتباطات كبيرة خاصة بمملكته في إيطاليا، ومن ثَم فهو سيسحب جيشـه من الحصار، ويقفل راجعا إلى إيطاليا !


🔹 لقد كانت هذه كارثة بالنسبة للجيوش الصليبية ! 

فالجميع يعلم أن أقوى الفرق مطلقًا هـي فرقة بوهيموند، ولعله هو أمهر القادة وأقدرهم على وضع الخطط الحربية وأصبرهم علـى القتـال....،


 و إن رحيل بوهيموند إلى إيطاليا كان يعني بالنسبة لهم فشل الحملة الصليبية، وضياع كـل المكاسـب المتحققة والمرجوة، وضياع كل ما جرى إنفاقه حتى هذه اللحظة من أموال وأرواح وأوقات. 


🔹 لقد كان بوهيموند القائد الماكر يعلم قيمته في الجيش، ولم يكن في قرارة نفسه يفكر في الرحيل فإنه ما جاء إلى هذه البلاد نصرة للرب، ولا حماية للحجيج،  ولا صداقة للإمبراطور البيزنطي .!!..


و إنما جاء من أجل أنطاكية، وأنطاكية فقط، فموقفه هذا لم يكن إلا لعبة سياسية خطيرة، ولكنه لعبها بدرجة عالية من الاحتراف ! 

--------------------------------------------------------------------

🔸 دب الهلع في قلوب زعماء الجيوش الصليبية، والتفوا حول بوهيمونـد يتوسـلون إليـه ألا يتركهم، ثم اجتمعوا على منحه أنطاكية له خالصة دون مشاركة في حال سقوطها، فتحقق له مـا يريد؛

 

ومن هنا قرر البقاء والعمل معهم بكل طاقته !! وهكذا سيطر بوهيموند على الموقف مع زعماء  الحملة الصليبية .


 لكن بقيت له مشكلة، وهي وجود السرية البيزنطية بزعامة تاتيكيوس، واتفاقية القسطنطينية التي تقضي بتسليم أنطاكية إلى الدولة البيزنطية ، ويمين الولاء والتبعية الذي أقسمه لهذا الإمبراطور قبل ذلك .


فماذا يفعل في هذه الالتزامات؟! 

------------------------------------------------------------------

بوهيموند الماكر يسخر كل الطاقات لاسقاط أنطاكية لصالحه .. التالي إن شاء الله

تابعوها #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر  (28)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list