✏ تاريخ الحروب الصليبية ... (35)
💢 History Of Crusades
------------------------------------------------------------------
🔸 الصليبيون فى الطريق إلى بيت المقدس
------------------------------------------------------------------
في 13 يناير 1099م تحركت الجيوش الصليبية لاحتلال بيت المقدس، وتفاوتت الروايات في تقدير عدد الجيش الصـليبي ويرجح أن العدد كان فى حدود 80 ألفًا من الصليبيين .
سار الصليبيون جنوبا، وهم يقتربون من الساحل أحيانا، ويتعمقون في الداخل أحيانا أخرى، وموقف المسلمين كان مخزيا ! ❗
فقد أسرع الحُكَّام والأهالي في المدن التى مروا بها بتقديم الهدايا الثمينة والمؤن، بل والأدلَّاء للجـيش الصليبي بغية الحصول على رضاه، وتجنب وحشيته❗❗
-------------------------------------------------------------
توجه ريمون لحصار مدينة تسمى عرقَةَ شرق طرابلس ، وهي مدينة غنية بمياهها وثرواتها فقاومت ، واتجه جودفري وروبرت لحصار مدينة جبلـة ، جنوب اللاذقية تتبع طرابلس، وسرعان ما أعلنت جبلة استسلامها ❗❗
وفي 10 إبريل 1099م وصلت رسالة من الإمبراطور البيزنطي تعـرض علـيهم أن ينتظروه إلى آخر يونية، وسوف يأتي بجيش كبير للاشتراك معهم في غزو بيت المقدس، وسـيتحمل تكاليف الحملة كلهاورفضو هذا الرأي !
بعد 3 أشهر من حصار عرقة وعدم سقوطها أدرك الصليبيون صعوبة سقوط طرابلس أيضا فقرروا قبول الصلح وأخذ الجزية المقترحة ثم توجهوا إلى بيت المقدس .
---------------------------
🔸 في هذه الأثناء أرسل الفاطميون وفدا بهدايا وأموال ووعود مغرية للصليبيين لإثنائهم عن غزو بيت المقدس إلا أنها لم تقابل إلا بالسخرية بعد التهام الهدايا !!
ترك الصليبيون طرابلس ووصلوا إلى بيروت فصيدا ثم صور، والمسلمون في كل ذلك يتجنبونهمم بتقديم الهدايا والأموال كي لا يتعرضوا للإيذاء ،...
ثم اخترقوا لبنان إلى فلسطين، وعبروا نهر الكلب، وهو الحد الفاصل آنذاك بين أملاك السلاجقة وأملاك الدولة العبيدية ، فمروا بعكا فقام أميرها العبيدي بتمويلهم بالطعام والمؤن، ووعد بالدخول في طاعتهم بعد سقوط بيت المقدس !
----------------------
🔸 ثم مر الصليبيون بقَيسارِية ثم أُرسوف،ثم غيروا طريق الساحل، وشقُّوا البلاد شـرقًا إلى الداخل صوب بيت المقدس، واحتلُّوا في طريقهم الرملَة، وهي مدينة صغيرة، ولكنها تسـيطر علـى الطريق الواصل من بيت المقدس إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فسيطر عليها الصليبيون ليؤمنـوا طريقهم بعد ذلك إلى البحر؛ حفاظًا على إمدادات السفن والأساطيل الأوربية،
وفي هـذه المدينـة (الرملة) توقَّف الصليبيون ليعقدوا اجتماعا مهما لتحديد خطوات الغزو، وكان ذلك في أوائل يونيو 1099م .
لقد بحث الصليبيون في هذا الاجتماع نقطة مهمة فكروا في غزو مصر لأن إمكانياتها هائلة سواءا البشرية أو الإقتصادية فلابد من أن يستفيدوا من ثرواتها ويسيطروا عليها ليؤمنوا ظهرهم من الجنوب .
إلا أن العدد غير كاف وهناك صحراء سيناء و شرق الدلتا مسافة طويلة لا يستطيعون اجتيازها فى ذلك الوضع فقرروا تأجيل غزو مصر !
ولذلك عدلوا عن هذا الرأي، وقرروا التوجه مباشرة إلى بيت المقدس، لكن بقيت الفكرة مسيطرة على عقول قادة الحروب الصليبية وخلفائهم إلى أن نفذت !
--------------------------
🔹 والسؤال هنا :
أين الجيوش الإسلامية في طول هذه المسافة التي قطعها الجيش الصليبي من أنطاكية إلى بيت المقدس، وهي مسافة تزيد على 600 كيلو متر؟! ❗❗
👌 لكن إن كنا نتعجب من موقف الأمة وتخاذلها، فإن العجب يأخذنا وبشكل أكبر من موقف الصليبيين !
كيف أَمنوا على أنفسهم أن يخوضوا كل هذه المسافات في عمق العالم الإسلامي، وهم لا يشعرون بخوف ولا وجلٍ؟!
إنهم يتوغلون داخل كثافة بشرية عالية جدا، ومحصورون بين عدة إمـارات تحوي عدة جيوش مسلمة، والمسافة بينهم وبين أوطانهم بعيدة هائلة، فلو هزِموا سحقُوا، وليس لهـم مهرب ولا منجى !
كيف استطاعوا أن يتغلَّبوا على الخوف الفطري للبشر، وقَبِلُوا ذه المغامرة الخطيرة؟!
✔ إن الإجابة بأنهم خرجوا من ظروف صعبة جدا في أوربا جعلَت الحياة هناك أقرب إلى الموت، وجعلت طموحهم في ترك واقعهم الأليم يطغى على أية رغبـة أخرى !
ولماذا بدت الشجاعة في قلوب الصليبيين واضحة جليلة؟!
✔ إن هذا يفسره حديث رسول الله (ص) : "يوشك أَنْ تداعى علَيكُم الأُمم من كُلِّ أُفُقٍ كَمـا تـداعى الأَكَلَةُ علَى قَصعتها".
قُيل: يا رسولَ اللَّه، أَمن قلَّة بِنا يومئذ ؟ قَالَ: "أَنتم يومئذ كَثير، ولَكـن تكُونونَ غُثَاءً كَغثَاءِ السيلِ، ينتزِع الْمهابةَ من قُلُوبِ عدوكُم، ويجعلُ في قُلُوبِكُم الْوهن".
قيل : وما الْوهن؟ قَالَ: "حب الْحياة وكَراهيةُ الْموت"
👌 إن الأمم الغربية التي تداعت من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا لم تأتها هذه القوة والشجاعة إلاَّ لأنَّ الله نزع الرهبة من قلوبهم تجاه المسلمين، فصاروا لا يكترثون بحجمهم ولا بعـددهم!
👌 إن الله تعالى أَبى أن يعز المسلمين إلا بحفاظهم على شرعه ، وبإلتزامهم بالقرآن والسنة، ولو نصرهم وهم يفْرِطون في الشرع لصارت فتنة عظيمة؛
لذلك تحدث مثل هذه المواقف العجيبة ليلتفت المسـلمون إلى دينـهم، وليضع المسلمون أيديهم على مفاتيح النصر الحقيقية.
------------------------
🔸 غادر الصليبيون الرملة في 6 يونيو 1099م، ووصلوا حول أسوار بيـت المقدس في 7 يونيو 1099م. المحطَّة الأخيرة في الخُطَّة التي وضـعها البابا أوربان الثاني في كليرمون بفرنسا .
هذه الجموع أقسمت الأَيمان ثم غدرت ، وهذه الجموع سترتكب في داخل المدينة المقدسة ما تخجل منه الإنسانية جميعا !!
🔴 * انظر الصور و الخرائط في التعليقات .
---------------------------------------------------------------------
حصار القدس والإنهيار وأكبر وأبشع مجزرة عرفت حتى ذلك التاريخ !!
تابعوها #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (35)
إرسال تعليق