تاريخ الحروب الصليبية (34) إجتماع فى أنطاكية لتحديد المصير قبل الرحيل إلى القدس

 ✏ تاريخ الحروب الصليبية  ... (34) 

                                        💢 History Of Crusades 

----------------------------------------------------------------------

🔸 إجتماع فى أنطاكية لتحديد المصير قبل الرحيل إلى القدس



----------------------------------

بعد هزيمة التجمع الإسلامى الذي كان يحاصر الصليبيين داخل أنطاكية ... عقد الزعماء الصليبيون اجتماعا  في أوائل يوليو 1098م يقررون فيه مصـيرهم ومصير أنطاكية ومصير بيت المقدس.


 إن طاقتهم الآن هزيلة عن بلوغ بيت المقدس، وخاصـةً أنهـم سيحاربون هناك جيشا مستريحا مستقرا، وهم لا غنى لهم عن الدولة البيزنطية في هذه المعركة القادمة، 


ومن ثَم فهم سوف يطلبون طلبا صريحا من الإمبراطور البيزنطي أن يساندهم في هذا المشروع، لكن الإمبراطور البيزنطي لن يقبل بالمساعدة إلا إذا أخذ أنطاكية،


🔹  ومن هنا اتفق الزعماء بما فيهم بوهيموند وريمون على تسليم أنطاكية إلى الإمبراطور البيزنطي، بشرط أن يأتي بنفسه على رأس جـيش كـبير يشاركهم في احتلال بيت المقدس.


 ولم يستطع بوهيموند أن يعترض في هذا التوقيت؛  وعلى ذلك فإذا جاء الإمبراطـور البيزنطي فسوف يساعدهم في تحقيق أحلام أوسع، وإذا لم يأت لم يسلموا له أنطاكيـة ، وعنـدها يفتحون ملف أنطاكية من جديد ليروا من أحق الزعماء بها.


 وأرسلوا رسالة إلى الإمبراطور البيزنطي يطلبون منه فيها أن يأتي لتسلُّم أنطاكية بشرط المساعدة في احتلال بيت المقدس. 


🔸  فماذا كان رد فعل الإمبراطور البيزنطي لهذه الرسالة؟! 

------------------

لقد كان الإمبراطور ألكسيوس كومنين نفعيا إلى أقصى درجة، فهو يريد أن يجني ثمـار دون تضحية، ثم إنه كان خبيثًا يريد أن يمسك بكل أطراف اللعبة في يده، وليس عنده مانع أن يتحالف مع عدو أو أن يخون صديقًا! 

 

لقد أراد الإمبراطور أن يستغل الجيش الصليبي في كسر المقاومة الإسلامية دون أن يعطـيهم شيئًا، وقد جربهم في آسيا الصغرى، ورأى أنهم سلموه كل المدن، وهم وإن كـانوا يطمعـون في أنطاكية الآن فإنهم لن يستطيعوا الصمود طويلاً بعيدا عن بلادهم.


إنه أراد أن يسـتنزفهم لأقصـى درجة، فيقتلون المسلمين ويقتلهم المسلمون، حتى إذا خلت المنطقة من الأقوياء تقـدم الإمبراطـور ليتسلم كل الميراث بجهد يسيرٍ أو دون جهد ! 


 ومن هنا فكر الإمبراطور أن يتريث في الأمور، ولا يرفض رفضا باتا؛ لكي لا يوغر صـدور الصليبيين، ولا يقدم قدوما سريعا فيوغر صدور العبيديين المسيطرين على بيت المقدس الآن؛ ولذلك :


 فقد قرر الإمبراطور أن يتجاهل الرد على الرسالة حتى يمر بعض الوقت، وتزداد الأزمة اشتعالا !


🔹  أما من جانب الصليبيين فقد وجدوا أن الإمبراطور لا يرد طلبهم، وهم لا يستطيعون البقاء فترة طويلة دون الانتهاء من مهتمهم؛ ولذلك قرروا تحديد موعد لغزو بيت المقدس بصرف النظـر عـن موافقة الإمبراطور، وكان هذا الموعد في (491هـ) نوفمبر 1098م، بعد أن تخف درجة الحرارة .


أما الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين فلم يكتف باللعب بزعماء الصليبيين، ولكن أراد أن يتعامل مع الجهة الأخرى أيضا، فتراسل مع العبيديين بمصر وهو يعرض عليهم صورة من صـور التعاون ! ولكن لسوء حظِّه وقعت رسالته إلى العبيديين في قبضة الصليبيين، فأدركوا أنه يلعب بهم !


🔹  هنا قرر زعماء الحملة الصليبية أن يخرجوا بمفردهم إلى بيت المقدس ولكن بعد الاسـتعداد الكافي عن طريق جمع المؤن، وتثبيت الأقدام في أنطاكية وما حولها؛ ولذلك أمضى زعماء الصـليبيين شهري أغسطس وأكتوبر في بعض الحملات في المناطق المحيطة بأنطاكية.

------------------------

🔸   وفي تلك الأثنـاء كـان بوهيموند يحاول أن يظهر دائما في صورة أمير أنطاكية الأوحد وفي يوم 5 من نوفمبر 1098م عقد الصليبيون اجتماعا قرروا فيه الزحف صـوب بيـت المقدس .


 ومن جديد برزت مشكلة إمارة أنطاكية، وتنازع الزعيمان بوهيموند وريمون الأمر، وأعلن بوهيموند العصيان المباشر على إمبراطور الدولة البيزنطية، وأكد ذلك بعزل حنا الرابع من الكنيسـة الأرثوذكسية؛ ليصبح بذلك أميرا لأنطاكية وغير متقيد مطلقًا بالقسطنطينية، 


🔹   غير أن الأمير ريمـون وجد أنه لكي يستولي على أنطاكية فإنه يجب أن يوالي الإمبراطور ألكسيوس كومنين ليتغلب علـى بوهيموند، وهكذا أدت المصالح إلى اختلاف الولاءات اختلافًا بينا ! 

 

وتعالت الأصوات، وكاد السلاح يعلو أيضا بين الزعيمين الصليبيين ! 


واستاء بقية الزعماء جدا وأيضا الجند، وحدثت ثورة عجيبة في أنطاكية، حيث قرر الزعماء والجند معهم أن يهدموا أسوار أنطاكية إذا لم يكف الزعيمان عن حربهما، وسـاعتها سـيتركوهم  مكشوفين للبيزنطيين والمسلمين على حد سواء، وسوف يتجه الجيش بكامله إلى بيت المقدس!

 

🔹   هنا شعر بوهيموند وريمون بالخوف الشديد أن ينفذ الصليبيون تهديدهم، فجلسوا في هدوء ليبحثوا عن حل للموضوع،


 ولكي يقطعوا الوقت ويشغلوا الناس حتى الوصول إلى حلٍّ قرروا الخـروج جميعا في حملة إلى معرة النعمان، وهي إلى الجنوب الشرقي من أنطاكية، وهي تتبع حلـب  ؛ 


وحاصرها الصليبيون بالفعل، واستعان أهلها برضوان ملك حلب إلا أنه لم يعرهم اهتماما يذكر وكان أن استسلمت المدينة في (492هـ) 11 من ديسمبر 1098م للصليبيين بعد أن أعطـوهم الأمان،


 لكن - للأسف - بعد سقوط المدينة لم يلتزم الصليبيون بعهدهم، وأجروا فيهـا مذبحـة عظيمة، وسلبوا كل شيء، وأحرقوا المدينة عن آخرها❗ بل أكلوا لحوم أهلها 😐

--------------------------- 

🔸  ثم تنافس الأمراء من جديد في قضية الصراع بين بوهيموند وريمون، ووجد ريمون أن عامـة الأمراء يرجحون كفة بوهيموند، ...


فآثر أن يخرج بشيء، فعرض أن يقود الحملة الصليبية إلى بيـت المقدس، ويصبح هو بذلك القائد الأعلى، ...


 فوافق الأمراء لتحل المشكلة، ويبقى بذلك بوهيموند أميرا على أنطاكية. وهكذا فضل بوهيموند أن يتخلف عن حملة بيت المقدس، ناسيا قصة الحجيج ليقنـع بإمارته التي كانت حلما قديما له !!


ولبس ريمون ملابس الحجاج، وخرج حافي القدمين يقود الجيوش في رحلة دينية لاحـتلال القدس ، وكان ذلك في (492هـ) 13 من يناير 1099م،

------------------------------------------------------------------

الطريق إلى بيت المقدس الفقرة القادمة ان شاء الله.

جواهر 

تابعوا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر  (34)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list