تاريخ الحروب الصليبية ... (13)
History Of Crusades
--------------------------------------------------------------------
مازلنا مع التعريف بدولة السلاجقة حيث كان لها أكبر الأثر في الحروب الصليبية بل يقول المؤرخون إن السبب الرئيسي في قيام الحروب الصليبية هي هزائم الروم البيزنطيين أمام السلاجقة و تقهقرهم وانكماشهم إلى آخر حدود آسيا الصغرى المطلة على بحر مرمرة و البسفور .. بخاصة هزيمتهم في موقعة ملاذ كرد الخالدة و أسر الإمبراطور رومانوس الرابع .
--------------------------------------------------------------------
🔸طغرل بك والخليفة العباسي القائم بأمر الله ...
🔸 ألب أرسلان إبن أخي طغرل بك ...
🔸 عميد الملك - نظام الملك.. الوزيران السلجوقيان...
--------------------------------------------------------------------
كان «طغرل بك» حريصًا على إبداء كل مظاهر الإجلال والتوقير للخليفة، وقد اقتدى به خلفاؤه؛ فعاملوا الخلفاء العباسيين بكل ما يليق بمكانتهم من احترام وتعظيم.
يروى المؤرخون أن «طغرل بك» كان غائبًا عن «بغداد»، فلما عاد إليها سنة (449هـ = 1057م) توجه إلى دار الخلافة، فلما دخل على الخليفة قَبَّل الأرض وجلس على سرير دون سرير الخليفة !!!
فأمره الخليفة أن يتقى الله فيما ولاه وأن يجتهد فى عمارة البلاد وإصلاح العباد ونشر العدل ومنع الظلم..
فقام «طغرل بك» وقبَّل الأرض وقال:
«أنا خادم أمير المؤمنين وعبده، ومتصرف على أمره ونهيه، ومتشرف بما أهلنى له واستخدمنى فيه، ومن الله أستمد المعونة والتوفيق».
وعندما توجه «طغرل بك» لاستخلاص «العراق» من «البساسيرى» كان شديد الحرص على سلامة الخليفة.
وقد أراد «طغرل بك» أن يمنح نفسه وأسرته شرفًا فريدًا متميزًا، وأن يضفى على سلطانه السياسى صبغة روحية، فخطب ابنة الخليفة «القائم بأمر الله» سنة (453هـ = 1061م) ...
فانزعج الخليفة لذلك...
فلم يحدث أن تزوج أحد من خارج البيت العباسى منه..
رغم أن الخليفة متزوج من «أرسلان خاتون» (واسمها خديجة) ابنة الأمير «داود» أخى السلطان «طغرل بك» سنة (448هـ = 1056م)...
وحاول الخليفة «القائم بالله» رفض هذا الزواج، ودافع بكل ما يمكنه فى سبيل ذلك ...
ولكنه اضطر إلى الخضوع لضغوط وزير «طغرل بك» «عميد الملك الكُنْدُرى»؛ فتم العقد لطغرل على ابنة الخليفة سنة (454هـ = 1062م) ودخل بها سنة (455هـ= 1063م).
-------------------------------------------------------------------
🔸الوزير عميد الملك الكندرى ومكانته فى دولة طغرل بك:
أثناء حكم «طغرل بك» فى «نيسابور» طلب رجلاً متمكنًا من اللغةالعربية يكتب له..
فدلوه على «عميد الملك الكندرى» (أبى نصر محمد بن منصور بن محمد) فلما دخل «طغرل» «بغداد» سنة (447هـ = 1055م) عينه وزيرًا له، فكان ساعده الأيمن حتى وفاة «طغرل» سنة (455هـ = 1063م).
ويعتبر «عميد الملك» أحد العوامل المهمة فى ازدهار دولة «طغرل بك» بفضل ما كان يتمتع به من حنكة وكفاءة..
كما كان سببًا مكَّن «طغرل بك» من السيطرة على «العراق» ودار الخلافة، وإدخال الخليفة «القائم» ووزرائه وحاشيته فى طاعة «السلاجقة» دون إراقة دماء...
وذلك بفضل ما تمتع به «عميد الملك» من نفاذ بصيرته فى الأمور، وبُعد نظره، وحسن سياسته، إلى جانب رسوخ قدمه فى العلم والأدب.
واقترن اسم الوزير عميد الملك باسم «طغرل بك» وأصبح لا يذكر أحدهما دون أن يذكر الآخر.
-------------------------------------------------------------------
🔸وفاة طغرل بك وتولى ألب أرسلان:
كان «طغرل بك» من كبار الشخصيات فى التاريخ، اتصف بالشجاعة والإقدام، والعقل والحلم، وكان من أشد الناس احتمالاً وأكثرهم كتمانًا لسره، كريمًا، محافظًا على الصلوات الخمس، ويصوم يومى الإثنين والخميس.
ورغم أن بعض المؤرخين وصفه بالظلم والقسوة، فإن ذلك لا يتفق مع صفاته السابقة التى سجلها له معظم المؤرخين.
وقد أوصى «طغرل بك» بأن يخلفه بعد موته ابن أخيه «سليمان بن داود جغرى»؛ حيث إنه لم يخلف ولدًا...
وفى (8 من رمضان سنة 455هـ = سبتمبر سنة 1063م) توفى «طغرل بك» بمدينة «الرى» ببلاد «الجبل»، وعمره نحو سبعين عامًا... رحمه الله...
وقد نفذ «عميد الملك الكندرى» وصية «طغرل بك»، ولكن الناس كانوا أميل إلى «ألب أرسلان»، فأمر «عميد الملك» بالخطبة له وتم الأمر له بمساعدة وزيره «نظام الملك»، وأصبح سلطانَ «السلاجقة»
------------------------------------------------------------------
🔸قتل الوزير عميد الملك وتولى الوزير نظام الملك
عقب تولِّى 《ألب أرسلان 1063م - 1073 م 》الحكم لسلطنة «السلاجقة» أبقي «عميد الملك الكندرى» وزير عمه «طغرل» فى منصبه ...
ولكنه سرعان ما تغير عليه فعزله فى شهر (المحرم سنة 456هـ = ديسمبر سنة 1063م)، وسجنه،ثم دبر قتله فى شهر (ذى الحجة سنة 456هـ = نوفمبر سنة 1064م)*
وبعد عزل «عميد الملك»، عين «ألب أرسلان» «نظام الملك» وزيرًا له ...
و قد كان وزيره أثناء إمارته على «خراسان» قبل توليه السلطنة، ويُعدُّ «نظام الملك» أشهر وزراء «السلاجقة» كما يعد من أشهر الوزراء فى التاريخ الإسلامى.
وكانت بداية معرفة «نظام الملك» بالسلاجقة حينما اتصل بداود بن ميكائيل بن سلجوق، والد السلطان «ألب أرسلان»، وأعجب بكفاءته وإخلاصه فسلمه إلى ابنه «ألب أرسلان» وقال له: «اتخذه والدًا ولا تخالفه فيما يشير به».
وقد ظل «نظام الملك» وزيرًا للسلطان «ألب أرسلان» ثم لخليفته «ملكشاه» ما يقرب من ثلاثين عامًا.
ولم يكن «نظام الملك» مجرد وزير لامع، بل كان راعيًا للعلم والأدب محبا لهما ...
وقد سمع الحديث وقرأه، وكان مجلسه عامرًا بالعلماء والفقهاء والصوفية، مثل إمام الحرمين «أبى المعالى الجوينى» و «أبى القاسم القشيرى» ...
كما اهتم «نظام الملك» ببناء المدارس ووضع أسس قيام نهضة تعليمية رائعة.
استطاع «ألب أرسلان» أن يوسع حدود مملكة «السلاجقة» التى ورثها عن عمه «طغرل»، وأن يسجل انتصارات رائعة ضد أعدائه فى الداخل والخارج...
فقد نجح فى القضاء على حركات العصيان فى «خراسان» و «ما وراء النهر» و «أذربيجان»، وتمكن من تعزيز الوجود الإسلامى فى «أرمينيا»، واستولى على «حلب» وقضى على النفوذ الفاطمى بها.
--------------------------------------------------------------------
سلسلة الحروب الصليبية ستكون كل فقراتها ساخنة جدا بعد هذه الفقرة ... معركة ملاذكرد - رومانوس إمبراطور القسطنطينية أسيرا !
تابعوا ... #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (13)
إرسال تعليق