تاريخ التتار الأول (13) إمبراطورية جنكيز خان

 تاريخ التتار الأول (13)

إمبراطورية جنكيز خان


----------------------------------------------------------------------
🔸 كيوك خان . 🔸 ثم و فاته !! 🔸منكو خان
🔸التحالف المغولي الصليبي . 🔸 التحضير لغزو بغداد .
---------------------------------------------------------------------
مراسم تنصيب كيوك ابن جنكيز خاناً أعظم للمغول :
🔹نجحت توراكينا خاتون أرملة أوكتاي في تكوين شعبية لكيوك ابنها لدي أمراء المغول و قادة الجيوش ضد منافسيه على منصب الخان بعد وفاة أوكتاي كما مر بنا ؛
وفي عام 644هـ/ 1246م انعقد القوريلتاي على ضفاف إحدى البحيرات غرب منغوليا، فاقترح أغلب الحاضرين انتخاب كيوك خاناً، أعظم للمغول ؛..
ولكنه إعتذر محتجاً بضعفه ومرضه 😐 😃
وفي النهاية وافق أن يتقلد هذا المنصب نزولاً على رغبة الأمراء بشرط أن يكون الحكم وراثياً في سلالته، 😃
فوافق الجميع على ذلك، عندئذ خلع الأمراء قلانسهم، وحلوا أحزمتهم، وأجلسوا كيوك على العرش ثم أخذوا الكؤس، وركعوا أمام عرشه، وأعلنوا انتخابه رسمياً خاناً للمغول 😐
يذكرنا هذا بمراسم تنصيب حكامنا هذه الأيام عندما يقسمون أيمانا مغلظة أنهم لا يحبون السلطة ولكن لامانع من قبولها نزولا على رغبة الشعب المسكين الذي تعلق بهم ولا يستطيع أن يعيش بدونهم ... إلخ 😃
واستمروا يحتفلون بهذه المناسبة مدة أسبوع وكان كيوك يقوم بتوزيع الأموال على الأمراء ورؤساء الفرق،
🔹 وتذكر المصادر التاريخية أن القآان كيوك عامل رسول الخليفة العباسي معاملة حسنة ولكنه سلمه رسالة كلها تهديد ووعيد،😐❗
أما ممثلوا الإسماعيلية، فراح يصب عليهم جام غضبه، وصرفهم أذلاء مهانين، ورد على زعيمهم رداً جافاً إلى أقصى حد ، 😐❗
كان كيوك خان، رجلاً مغامراً محارباً ميالاً إلى الغزو والفتح، فهو أقرب الشبه إلى جده جنكيز خان 😡
ولم يكد يستقر في الحكم حتى لفت نظر الأمراء والنبلاء ضرورة مراعاة أحكام الياسا وتجنب الخروج عليها أو تحريفها وتأويلها وامر بمعاقبة الذين قصروا في أداء واجبهم أو ارتكبوا مخالفات في المدة السابقة على توليته، 😐
🔹كذلك كلف أمراءه وقواده بتجيش الجيوش لفتح الصين الجنوبية وعهد بهذه المهمة إلى القائد المغولي سبوتاي،
واوفد"ايلجيكتاي" إلى إيران لفتح بقية الممالك الإسلامية، وجعل له السلطة العليا في الإشراف على شئون الروم والكرج والموصل وديار بكر،
ونصّب محمود بيك، حاكماً على ممالك الخطا، وولى الأمير مسعود بيك، حاكماً على ما وراء النهر وتركستان،
وعين الأمير أرغون والياً على بلاد خراسان والعراق وأذربيجان وشروان واللور وكرمان وفارس وطرف الهند،
وقلد السلطان"ركن الدين" سلطنة الروم لأنه قدم إلى منغوليا بمناسبة تنصيبه إمبراطوراً للمغول وعزل أخاه الأكبر"عز الدين" وقرر أن يكون داود الصغير المعروف بابن فيز ملكاً محكوماً لداود الكبير صاحب تفليس .
--------------------------------------------------------------------
🔸 سياسة كيوك خان مع المسيحيين :
🔹كانت توراكينا خاتون تدين بالمسيحية، ولهذا عهدت إلى الأمير"قداق" المسيحي بالإشراف على تربية ابنها كيوك منذ الصغر،
ولما اعتلى كيوك عرش المغول قرب إليه"جينقاي" الذي كان يعمل مستشاراً ووزيراً لأبيه، وكان من قبيلة كرايت، يدين أيضاً بالمسيحية، ❗
ولم يكتف كيوك بهذا، بل قلده منصب الوزارة، فكان لهذين الرجلين تأثير كبير على الخان المغولي، إذ صار يعطف عطفاً شديداً على رعاياه من المسيحيين من أمثال الأرمن والكرج والروس 😐❗
ويذكر المؤرخ بروان أن الجمعية العامة التي تمّ فيها انتخاب كيوك قد امتازت بوفرة عدد من حضرها من ممثلي الدول الأجنبية (المسيحية) والشعوب الخاضعة لنفوذ المغول فقد حضرها اثنان من الكهنة بعث بهما البابا ( الفاتيكان) بخطابات يرجع تاريخها إلى أغسطس سنة 1245م= 643هـ
وقد استقبل هذان الكاهنان خير استقبال ، غير أن كيوك عندما قرأ رسالة البابا طلب إلى البابا أن يعترف بسيادته العليا وأن يقدم إليه مع سائر أمراء الغرب ليحلفوا له يمين التبعية، 😐😐
فلما عاد الكاهن "يوحنا" إلى البابا في نهاية سنة 1247م قدم إليه هذه الرسالة المخيبة للآمال، وأرفق بها تقريراً مفصلاً ذكر فيه أن المغول لم يخرجوا إلا للغزو والفتح .
وخلاصته القول أنه في عصر كيوك خان ارتفع شأن المسيحيين على حين أنه لم يرتفع صوت للمسلمين وذلك بتأثير أمه من جهة والتى كانت تدين بالمسيحية وبتأثير وزيريه المسيحيين من جهة أخرى، 😡❗
كذلك وجد الأطباء المسيحيون الطريق ممهداً للإشراف على الشئون الطبية في البلاط المغولي وكان من أثر هذه السياسة أن شاعت بعض التقاليد المسيحية في الأوساط المغولية .
--------------------------------------------------------------------
🔸 وفاة كيوك خان، 647 هـ/ 1249م :
🔹اضطربت أحوال المغول، واختلفوا على من يخلفه على العرش فالأمير"باتو" ملك خانات روسيا ووادي القبجاف، وأحد كبار الأمراء البارزين في أسرة جنكيز خان لم يكن يميل إلى أن يتولى عرش المغول أحد من أسرة أوكتاي ، ولم يحضر إلى منغوليا لحضور جلسة القوريلتاي التي نصب فيها كيوك رسمياً خاناً أعظم ❗
وعندما تولى كيوك خان الحكم أخذ على عاتقه أن يخضع"باتو" بسبب الموقف العدائي منه بصفة خاصة ومن أسرة أوكتاي بصفة عامة ولكنه لم يكد يصل إلى حدود سمرقند حتى وافاه الأجل المحتوم في ربيع الثاني سنة647 هـ/1249م، أما والدته توراكينا خاتون، فقد توفيت قبله بعدة أشهر .
---------------------------------------------------------------------
🔸 اختيار منكو خاناً أكبر على العرش المغولي :
🔹على أثر وفاة كيوك خان، أراد أوكتاي وأتباعه أن يقيموا"شيرامون" إمبراطوراً للمغول ولكن لاتخاذ هذه الخطوة، كان لابد من الحصول على موافقة الأمير"باتو" باعتباره أكبر الأمراء سناً ومقاماً فأصبح من حقه النظر في اختيار الملوك وتنصيبهم ؛
وعلى هذا أرسلوا إليه يطلبون أن يحضر إلى منغوليا لعقد القوريلتاي وتنصيب الخان الجديد، فرد عليهم معتذراً بعدم قدرته على السفر إلى منغوليا بسبب مرضه، 👍
وفي نفس الوقت وجه الدعوة إلى كبار الأمراء والقواد للحضور إلى القبجاق حيث يقيم، والإشتراك في القوريلتاي لانتخاب الخان، ولكن أبناء أوكتاي وجغتاي عارضوا هذا الإقتراح، وأصروا على أن يعقد القوريلتاي في المقر الأصلي لجنكيز خان جرياً على العادة المتبعة ❗
وعلى هذا امتنعوا على الذهاب إلى القبجاق واكتفوا بأن أنابوا عنهم بعض المندوبين 😭
وأما منكو وإخوته فقد لبوا دعوة باتو، وأسرعوا إلى القبجاق حيث عقد القوريلتاي ونودي بمنكو إمبراطوراً على المغول وتلقب بلقب"منكو قآان"
وبهذا انتقل الحكم إلى أولاد تولوي الذين يمثلون الفرع الثاني من أسرة جنكيز خان .
🔹 ولكن لما لم يكن جميع الأمراء ممثلين في هذا الإجتماع، أُتفق على أن يعقد القوريلتاي مرة ثانية في مطلع السنة الجديدة ويحضره الأمراء والعظماء لإقرار تنصيب"منكَو" خاناً أعظم للمغول بصفة رسمية ؛
و بالفعل عقد القوريلتاي مرّة أخرى في شهر ذي الحجة 648هـ/ابريل1250م في منطقة قراقورم، وذلك رغم أنف المعارضين وفيه أعلن انتخاب منكو رسمياً ولكن المناوئين لسياسة منكو لم يخضعوا لهذا القرار، وحاولوا تدبير مؤامرة لقلب نظام الحكم بالقوة،
فعلم بذلك منكَو في الوقت المناسب وتمّ القبض على المتآمرين قبل تنفيذ خططهم، ولما حقق معهم اعترفوا بجرمهم وكان منكو قآان ينوي الصفح عنهم إلا أن الأمراء حذروه مغبة التهاون معهم، وأصروا على ضرورة الاقتصاص منهم،
وأخيراً طلب مشورة محمود يلواج، فسرد إليه قصة الأسكندر وأرسطو 😐❗
ومؤداها أنه عندما استولى الأسكندر على أكثر ممالك العالم، أراد أن يسير نحو الهند، غير أن أمراء الدولة وأركانها خرجوا على طاعته وتخلفوا عن متابعته، وأخذ كل منهم يعلن الاستقلال والاستبداد،
فعجز الأسكندر عن علاج هذه الوضع وأرسل رسولاً إلى وزيره أرسطو الذي لا نظير له، وأطلعه على عصيان أمرائه وتمردهم، وسأله عن إيجاد حل لهذه المسألة 😐
فدخل أرسطو مع الرسول إحدى الحدائق، وأمر بأن تُجتَثَّ الأشجار الكبيرة من جذورها وأن تغرس شجيرات صغيرة، فقال الأسكندر : لقد أجاب، وأنت لم تفهم مقصوده، 😐
وأهلك الأسكندر ـ على الفور ـ الأمراء المستبدين، ونصب أبناءهم في أماكنهم، فاستحسن منكو قاآن هذا القول وأمر بضرب أعناق الأمراء المعتقلين ووضع جمعاً آخر في مكانهم. 😭😭
--------------------------------------------------------------------
🔸 إصلاحات منكوقاآن الداخلية :
🔹اهتم منكو خان بالإصلاحات الداخلية والنظم الإدارية عناية كبيرة فنجح في هذا السبيل نجاحاً منقطع النظير، وكان من أحسن الحكام الذين ساسوا المغول سياسة بارعة ،
ورغم حرصه على التمسك بأحكام الياسا(دستور جنكيز) والمحافظة على آداب المغول، فإنه نظراً لطول معاشرته للأمم المتمدنة ولكثرة إختلاطه بالمتحضرين في الأمم المغلوبة، فقد تأثر نوعاً ما وكان يكره الترف، وينكر المباذل، وليس له هواية سوى الصيد،
ومن صفاته أنه كان بالغ النشاط بارعاً في تسيير الإدارة متوقد الذكاء، جندياً باسلاً وسياسياً ماهراً، وبهذه الخصال أعاد القوة والحيوية إلى ما أقامه جده جنكيز خان من نظم ووهب الإمبراطورية المغولية أساليب إدارية محكمة، وجعل منها دولة بالغة القوة .
🔹 تسويته بين طوائف الإمبراطورية المغولية :
كان لا يفرق بين طائفة وأخرى، وعامل المسيحيين والمسلمين والبوذيين على قدم المساواة وكفل الحرية للجميع، إذ سمح للواحد منهم بأن يناظر الآخر و يجادله في المسائل الدينية في حرية تامة، 😐
وعلى الرغم أن منكو كان يدين بعقيدة أسلافه الشامانية، فإنه كان يشهد الأعياد البوذية والمسيحية والإسلامية دون تفرقة أو تمييز، إذ سلم بوجود إله واحد يعبده كل إنسان حسبما شاء ، 😐❗
ومنكو قاآن في هذا يسير على سياسة والدته (سُرقويتي بيكي) التي أثرت فيه تأثيراً كبيراً،
فمع أن هذه المرأة كانت تدين بالمسيحية، إلا أنها سلكت سلوكاً حسناً مع الرعايا المسلمين، وكانت شديدة العطف عليهم، لا سيما الأئمة ومشايخ الإسلام، إذ أغدقت عليهم الكثير من العطايا والهبات،😐❗
ولم تقف عند هذا الحد بل أنها أقامت في بخارى مدرسة على نفقتها الخاصة، ووقفت عليها أوقافاً كثيرة وولت عليها شيخ الإسلام سيف الدين الباخرزي،
وعينت المدرسين، ورعت شئون الطلبة، وكانت تتصدق على الفقراء والمساكين من المسلمين، وقد استمرت على هذا النحو من فعل الخيرات إلى أن توفيت في شهري ذو الحجة سنة 649هـ مارس 1251م .😐❗سبحان الله !
--------------------------------------------------------------------
🔸مشروع التحالف بين المغول والمسيحيين :
قابل منكوقاآن سفير لويس باحترام وأكرم وفادته وسمح له بأن يناظر العلماء البوذيين والمسلمين في حرية تامة، إلا أنه لم يعطه جواباً مقنعاً فيما يتعلق بتكوين إتحاد مع المسيحيين،
بل أنه طلب إليه أن يسارع لويس مع جميع الملوك المسيحيين إلى الدخول في طاعته،
وقد مكث (روبروق) خمسة أشهر في قراقوم وفي النهاية عاد إلى الشام حيث قابل لويس في مدينة عكا وقدم إليه الرسالة ،
كان الخان المغولي الكبير لا يقبل أن يكون هناك سيد في العالم سواه،❗
وكانت سياسته الخارجية بالغة البساطة، إذ أن أصدقاءه يعتبرون أتباعاً له، أما أعداؤه فينبغي استئصال شأفتهم، أو إخضاعهم حتى يكونوا أتباعاً له،❗
وكل ما استطاع أن يحصل عليه (وليم روبروق) هو أنه استخلص وعداً صادقاً بأن يتلقى مساعدة طالما قدم أمراؤهم البذل والولاء لسيد العالم. 😭
على أن ملك فرنسا لم يستطع التفاوض على أساس هذه الشروط ❗
🔹غادر (روبروق) قراقوم في أغسطس عام 1254م عائداً إلى بلاط باتو في روسيا بعد أن اخترق آسيا الوسطى، ومن ثم إجتاز القوقاز وبلاد السلاجقة بالأناضول إلى أرمينية ومنها إلى عكا .
أفادت رحلته هذه التاريخ حيث دون كل مارآه في بلاد المغول و قبائلهم و طباعهم .
------------------------------------------------------------------
🔸سياسة منكوقاآن الخارجية :
🔹 في السنة التالية لحكم منكوقاآن، وبعد أن استقرت الأحوال الداخلية وتخلص من جميع المناوئين لسياسته، وجه عنياته نحو الغزو والفتح والعمل على توسيع رقعة الإمبراطورية،
فصمم على فتح البلاد التي لم يتيسر فتحها من قبل وقد دفعه هذا التصميم إلى تجهيز حملتين كبيرتين، نصب أخاه الأصغر (هولاكو) على رأس إحداهما وعهد إليه بالقضاء على الإسماعيلية وإخضاع الخليفة العباسي، 😢
ونصب أخاه الأوسط (قوبيلاي) على رأس الحملة الأخرى بفتح أقاليم الصين الجنوبية،
واستعد منكوقاآن نفسه للسير بحملة أخرى بقصد الاستيلاء على بعض الأقاليم في هذه البلاد الصينية الفسيحة .😐
--------------------------------------------------------------------
* تمثالا كيوك خان ... منكو خان .منغوليا
هولاكو في إيران و القضاء على قوة طائفة الإسماعيلية.
الزحف على بغداد .

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list