تاريخ السلاجقة والدانشمند ... (15)

 تاريخ السلاجقة والدانشمند ... (15)



-------------------------------------------------------------------
🔸 النزاع بين تتش بن ألب أرسلان وسليمان بن قتلمش وتأسيس دولة سلاجقة الروم ..و ظهور طائفة الحشاشين
---------------------------------------------------------------------
🔹️ملخص ما سبق
أرسل السلطان ملكشاه بأخيه تتش ليتولى حكم الشام مكان الوالى السلجوقي أتسز .
فشل تتش في الإستيلاء على حلب وتوجه جنوبا وقد سنحت له الفرصة ليضع يده على مقدرات بلاد الشام ويؤسس دولة سلجوقية في ربوعها (سلطنة سلاجقة الشام فيما بعد ومركزها دمشق) ...
انقسمت الشام على إمارتين كبيرتين :
▪︎ إحداهما في الجنوب ومقرها دمشق لتتش ابن السلطان ألب أرسلان
▪︎ وثانيتهما في الشمال ومقرها حلب لمسلم بن قريش العقيلي،
بدأت أعمال التوتر والاستفزاز تظهر بينهما، كما بدأ كل واحد منهما يوسع من دائرة أحلافه وأنصاره استعداداً للمعركة الفاصلة ..
استولى سليمان بن قتلمش السلجوقي على أنطاكية من الروم سنة 478 ﻫ بعد أن كانت بيدهم منُذ سنة 358ﻫ ،
جمع مسلم بن قريش الجموع من العرب والتركمان، وكان ممن معه وسار إلى أنطاكية ليحاصرها،...
فلما سمع سليمان بن قتلمش الخبر جمع عساكره، وسار إليه فالتقيا في الرابع والعشرين في صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة واقتتلوا، فمال تركمان جبق إلى سليمان، فانهزمت العرب،
وتبعهم لذلك مسلم بن قريش العقيلي منهزماً، فقُتل في تلك المعركة
---‐----------------‐-----‐-----------------------------------------
🔸️النزاع بين تتش وسليمان بن قتلمش
انسحب سليمان بن قتلمش إلى أنطاكية بعد المعركة التي قتل فيها مسلم بن قريش وأرسل إلى ابن الحتيتي " القائم بأعمال حلب بعد ابن قريش " يطلب منه طاعته والتبعية له فرد عليه يماطله ويعتذر حتى يكاتب السلطان السلجوقي ملكشاه في هذا الأمر،
وفي نفس الوقت قام ابن الحتيتي بمراسلة تتش للقدوم إليه لتسليمه المدينة ، ...
اتجه كل من سليمان بن قتلمش وتتش إلى حلب طمعاً فيها، فالتقت عساكرهما في شهر صفر 479ﻫ فانهزم أصحاب سليمان وثبت هو في القلب، فلما رأى انهزام عساكره أخرج سكيناً معه فقتل نفسه وقيل بل قتل في المعركة،
وأستولى تتش على عسكره وكان سليمان بن قُتلمش في السنة الماضية في صفر قد أنفذ جثة مسلم بن قريش إلى حلب على بغل ملفوف في إزار وطلب من أهلها أن يسلمّوها إليه، ...
وفي هذه السنة في صفر أرسل تُتُش جثة سليمان في إزار يسلّموها إليه، فأجابه ابن الحتيتي أنه يكاتب السلطان، ومهما أمره فعل، فحصر تُتش البلد، وأقام عليه، وضيق على أهله،
وكان ابن الحُتيتي قد سلم كل برج من أبراجها إلى رجل من أعيان البلد ليحفظه، وسلّم برجاً فيها إلى إنسان يعرف بابن الرعوي ثم إن ابن الحتيتي أوحشه بكلام أغلظ له فيها، وكان هذا الرجل شديد القّوة، ورأى ما الناس فيه من الشدة، فدعاه ذلك إلى أن أرسل إلى تتش يستدعيه، وواعده ليلة يرفع الرجال إلى السور في الجبال،
فأتى تُتش للميعاد الذي ذكره، فأصعد الرجال في الحبال والسلاليم، وملك تُتش المدينة، واستجار ابن الحُتيتيّ بالأمير فشفع فيه وأمّا القلعة، فكان بها سالم بن مالك بن بدران، وهو ابن عّم شرف الدولة مسلم بن قريش، فأقام تُتُش يحصر القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه الخبر بوصول مقّدمة أخيه السلطان ملكشاه، فرحل عنها .
-----------------
🔹 ️السلطان ملكشاه يتسلم حلب
كان ابن الحُتيتي قد كاتب السلطان ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب، لمّا خاف من أخيه تُتُش، فسار إليه من أصبهان في جمادى الآخرة، وجعل على مقدمته الأمير برسق، و يوزن وغيرهما من الأمراء، وجعل طريقه على الموصل، فوصلها في رجب، وسار منها، ...
فلمّا وصل إلى حّران سلّمها إليها ابن الشاطر، فاقطعها السلطان لمحمّد بن شرف الدولة مسلم بن عقيل، وسار إلى الرُّها، وهي بيد الروم فحصرها وملكها، وكانوا قد اشتروها من ابن عطير، وسار إلى قلعة جعبر، فحصرها يوماً وليلة وملكها، وقتل من بها من بني قشير،
وأخذ قلعة جعبر من صاحبها وهو شيخ أعمى، وولدين له، وكانت الأذية بهم عظيمة يقطعون الطرق ويلجأون إليها،
ثم عبر الفرات إلى المدينة حلب، فملك في طريقه مدينة منيح، فلمّا قارب حلب رحل عنها أخوه تُتش، وكان قد ملك المدينة، كما ذكرنا،
وسار تتش عن حلب يسلك البرية، ومعه الأمير أُرتق، فأشار بكبس عسكر السلطان، وقال : إنَّهم قد وصلوا وبهم وبدوابّهم من التعب ما ليس عندهم معه امتناع؛ ولو فعل لظفر بهم.
فقال تتش : لا أكسر جاه أخي الذي أنا مستظل بظّله، فإنّه يعود بالوهن عليّ أوّلاً. وسار إلى دمشق، ..
ولمّا وصل السلطان إلى حلب تسلمّ المدينة، وسلَّم سالم بن مالك القلعة على أن يعّوضه عنها قلعة جعبر، وكان سالم قد امتنع بها أوّلاً، فأمر السلطان أن يُرمي إليه رشقاً واحداً بالسهام،...
فرمى الجيش، فكادت الشمس تحتجب لكثرة السهام، فصانع عنها بقلعة جعبر وسلمّها، وسلمَّ السلطان إليه قلعة جعبر، فبقيت بيده وبيد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود زنكي،
وأرسل إلى ملكشاه الأمير نصر بن علي بن منقذ الكنانيُّ، صاحب شَيزر، فدخل في طاعته، وسلمَّ إليه اللاَّذقية، وكفر طاب، وأفامية، فأجابه إلى المسالمة، وترك قصده، وأقَّر عليه شَيزر،
ولمَّا ملك السلطان ملكشاه حلب سلمَّها إلى قسيم الدولة آقسنقر الحاجب (والد عماد الدين زنكي)، فعمرها، وأحسن السيرة فيها،
وأمّا ابن الحتيتي فإنّه كان واثقاً بإحسان السلطان ونظام الملك إليه، لأنّه استدعاهما، فلمَّا ملك السلطان البلد وطلب أهلها أن يعفيهم من ابن الحُتَيْتي، فأجابهم إلى ذلك، واستصحبه معه، وأرسله إلى ديار بكر، فافتقر، وتوفي بها على حال شديدة من الفقر وقتل ولده بأنطاكية، قتله الفرنج لما ملكوها .
-------------‐------------------------------------------‐------------
🔸️ تأسيس سلطنة سلاجقة الروم : 470ﻫ - 479ﻫ
أتاحت معركة ملاذكرد 463ﻫ للسلاجقة الأنسياب إلى جوف آسيا الصغرى، وشجعتهم النزاعات والحروب الداخلية التي نشبت بين البيزنطيين على الاستقرار في ربوعها، وتأسيس سلطنة عُرفت في التاريخ باسم " سلطنة سلاجقة الروم "
أسَّسها سليمان بن قتلمش الذي يعد بحق جد سلاطين آسيا الصغرى، أخذ سليمان على عاتقة إدارة شؤون المنطقة الشمالية الغربية بعد رحيل ألب أرسلان عن آسيا الصغرى، وعزم على أن يقيم لنفسه سلطنة في قونية وآقسرا وغيرها من المدن التي كانت تحت حكم قُتلمش،
على أن يتولى هو حكمها مع الاعتراف بسيادة ملكشاه سلطان السلاجقة العظام الذي خلف أباه ألب أرسلان وكان الأول قدعهد إليه بإدارة المنطقة لصالح الأتراك ،
وقد ساعد سليمان في تحقيق غايته عاملان :
▪︎أ‌- التغير الديمغرافي الناتج عن الفتوح، إذ أضحت المناطق الشمالية والشرقية شبه خالية بعد أن هجرها سكانها، ذلك أن القبائل التركية التي ساندت سليمان في فتوحه، كانت تطوق أرجاء الأناضول تلتمس الماء والكلأ، فاضطر السكان إلى مغادرة قراهم ومزارعهم إلى مناطق أكثر أمناً فدخل إليها السلاجقة واستقروا فيها وغيرَّوا معالمها.
▪︎ ب‌- الأوضاع البيزنطية المضطربة، استفاد السلاجقة خلال الأعوام التي انقضت بعد ملاذكرد من الأوضاع المضطربة داخل الأجهزة البيزنطية، وراحوا يتدخلون في الشؤون الداخلية لأطراف النزاع...
وظهر السلاجقة، كحلفاء ومساعدين لبعضهم، مما يسَّر لهم التوغل بعيداً حتى وصلوا، كحلفاء ومساعدين لبعضهم، مما يسَّر لهم التوغل بعيداً حتى وصلوا إلى المقاطعات الغربية في آسيا الصغرى .
وقد أزدادت الفوضى في بلاد الأناضول نتيجة استمرار الانتفاضات على الحكومة المركزية، بالإضافة إلى التوسع السلجوقي، وفقدت الدولة البيزنطية سيطرتها على المنطقة، وتعطلت طرق المواصلات بفعل تدمير البدو لها، ولم يكن ثمة سياسة بيزنطية مدروسة،
ويبدوا أن ما جرى من استخدام القوات التركية هيَّأ للسلاجقة الاستقرار والإقامة في غربي آسيا الصغرى، واعترف الأتراك بسليمان زعيماً، ...
ولم تكد تنتهي سنة 471ﻫ إلا وكانت حامية نيقية السلجوقية قد أعلنت العصيان على نقفور الثالث الذي أقامها في هذه المدينة، وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أهم مدنها بعد أن سيطر عليها السلاجقة،
وكان السلطان ملكشاه يراقب تحركات سليمان ونشاطه في آسيا الصغرى عن بعد، ورأى أن يعينه حاكماً على سلاجقة الروم بعد أن ضمَّ إليه قونية وآقسرا وقيصرية وتوابعها ، وفي الحقيقة استطاع سليمان أن يضع أساس سلطنة سلاجقة الروم ، وأن يجعل من مدينة نيقية عاصمة لها .
---------------------------------------------------------------------
😡 الحسن بن الصباح والدعوة النزارية الإسماعيلية " الحشيشية ".
نشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ﻫ حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار ..
ورغم أنه أبدى رغبته في مبايعة نزار في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الدين الجمالي حالت دون ذلك،
وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين :
▪︎ النزارية و ▪︎ المستعلية
وكان الحسن بن الصباح الحميري قد نشأ بالري في بلاد فارس، وتأثر في شبابه بالدعوة الإسماعيلية الفاطمية وزار مصر والتقى بالمستنصر .
ظل الحسن بن الصباح مقيماً في مصر زهاء ثمانية عشر شهراً، كان خلالها موضع حفاوة المستنصر، فأمَّده بالأموال، وأمره بأن يدعو الناس على إمامته في بلاد العجم ،..
وكان الحسن بن الصباح يرى أن تولية نزار تتفق مع التعاليم الإسماعيلية التي تشترط في الإمام أن يكون أكبر أبناء أبيه ، ولا شك بأن إقامة الحسن بن الصباح في مصر أتاحت له التعرُّف على أحوال الدولة الفاطمية، وما آلت إليه الدعوة الإسماعيلية في ظل سيطرة بدر الجمالي،
وقد عزم الحسن على إقامة الدعوة للمستنصر في فارس وخراسان وحرص على تكوين مجتمع إسماعيلي صرف وحين عاد إلى بلاد فارس بدأ بنشر دعوته إلى نزار رافضاً البيعة للمستعلي معتبراً نفسه نائب الإمام مخططاً لإنشاء دولة إسماعيلية جديدة في المشرق الإسلامي .
---------------
🔹️ سيطرة الحسن بن الصباح على قلعة ألموت عام 483ﻫ
اتصل الحسن بن الصباح ببلاط السلاجقة – قبل ذهابه لمصر – مع نظام الملك لدى السلطان ملكشاه، ثم هرب من الري، بسبب نشاطه في الدعوة الإسماعيلية أو إيوائه لمجموعة من دعاة الفاطميين..
وخرج الحسنمن الري في طريقة إلى مصر عام 467ﻫ إ
تلبية لطلب الداعي الكبير : عبد الملك بن عطاش ليحضر دروس العلم الباطنية في مصر وليقابل إمامهم المستنصر ويعلن له الولاء وبشكل مباشر،
وظل داعياً إلى نحلة القوم، في كل بلد يمر بها، فوصل القاهرة عام 471ﻫ، فاستقبله المستنصر بحفاوة في قصره وتحدثا في شؤون الدعوة، وكيف تقام في بلاد العجم،
وقال الحسن للمستنصر : من إمامي بعدك؟
قال : ابني نزار، وقد أكرمه المستنصر وأعطاه مالاً، وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته ،
وبعد أن رجع إلى فارس، وبلغ أصفهان سنة 473ﻫ وباشر دعوته السرية، ولما ضيق نظام الملك عليه الخناق، رحل على قزوين، واستولى هناك على قلعة " الموت " الحصينة، وجعلها مقراً له ولجماعته ، فتوسعوا وأكثروا الفساد في البلاد .
و منُذ البداية حاول الحسن الصباح أن يحصن نفسه واتباعه في قلاع متناثرة في أقاليم وعرة مثل أقاليم بحر قزوين وثبت مركزه في قلعة ألموت بنواحي قزوين سنة 483ﻫ، كما اعتمد أسلوبه على العنف والاغتيال وبث الرعب في نفوس الناس،
وكان أول ضحاياه الوزير السلجوقي نظام الملك الذي شدد على الدعوى النزارية وحاربها، كما شارك الحشاشون – فيما بعد – في قتل الخلفاء العباسيين المسترشد والراشد وهددوا ملكشاه السلجوقي وصلاح الدين الأيوبي وأمراء مسلمين.
وروج الحسن بن الصباح إلى نظرية الإمام المستور، والقى على نفسه مهمة الدعوة له معتبراً نفسه رئيس الدعوة ونائب الإمام،
أما الإمام المستور فهو نزار بن المستنصر ومن بعد مقتله أبناؤه، كما أدعى الحسن الصباح بأنه مصدر المعرفة لأنه نائب الإمام المستور وإنه تعلم معرفته من الإمام المعصوم مباشرة
وأخذ يبشر بالعقيدة الباطنية التي تقول أن لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل وأن الباطن هو المهم لأنه اللب وكانت تأويلاته تتفق مع نزاعته السياسية وأهدافه التي يريد تحقيقها .
كانت الدعوة النزارية دعوة منظمة بدقة وأعضاؤها منقسمون إلى مراتب ودرجات :
▪︎المرتبة الأولى : مرتبة رئيس الدعوة (الحسن) أو داعي الدعاة وكان أيضاً يسمى نائب الإمام المستور في بلاد الشام سمي " شيخ الجبل " .
▪︎المرتبة الثانية : كبار الدعاة.
▪︎المرتبة الثالثة : الدعاة.
▪︎المرتبة : الرابعة : الرفاق.
▪︎المرتبة الخامسة : الضراوية وهم الفئة المسلحة في الدعوة التي يشترط فيها التفاني والتضحية في خدمة الدعوة حتى ولو أدى ذلك إلى الموت الذي اعتبروه أشرف نهاية لأنه يضمن لهم السعادة في جنة الإمام.
▪︎المرتبة السادسة : اللاصقون.
▪︎المرتبة السابعة : المستجيبون وهم عامة الناس المؤيدون للدعوة .
👌وقد أنيطت بالدعاة مهام يجب عليهم العمل بموجبها وتحقيقها سنتناول تفاصيلها في الفقرة القادمة ان شاء الله
---------------------------------------------------------------------
سلاجقة الشام والجزيرة ص 83.
الكامل في التاريخ (6/300).
الكامل في التاريخ 06/301).
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى ص 53 ، 54.
تاريخ سلاجقة الروم في آسيا ص 56.
المصدر نفسه ص 57.
تاريخ سلاجقة بلاد الشام ص 139.
الخلافة العباسية، فاروق فوزي (2/188).
تاريخ الفاطميين د. محمد سهيل طقوش ص 392، 393.
المصدر نفسه ص 393.
الخلافة العباسية (2/188).
الجهاد والتجديد ص 31.
حركة الحشاشين : محمد عثمان الخشت ص 65 ، 66 .
الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري ص 32.
الخلافة العباسية ص (2/189).
الخلافة العباسية (2/190).
☆ السلاجقة د. علي الصلابي ص 96-101
---------------------------------------------------------------------
كل التفاعلات:
٣١
تعليق واحد
٧ مشاركات
أعجبني
تعليق
مشاركة

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list