تاريخ التتار الأول (3)
{ كانت فاجعة التتار، وهمجية المغول من أعظم ما بلي به المسلمون. ولعل الذين عاشوا محنتها كانوا يظنون فيها نهاية للإسلام والمسلمين.
وعلى الرغم من هذه المحنة وما سبقها من محن أو تلاها فقد بقي الإسلام كالطود الشامخ ؛ تحطمت على صخراته الصماء مكائد الماكرين ، وظهرت معجزة الإسلام حين عاد بعثه من جديد في الأجيال اللاحقة من أبناء المسلمين ، بل لقد دخل في الإسلام طائفة من هؤلاء بعد أن كانوا من الرعاع المتوحشين. }
لقد أحجم – في البداية – العلماء المعاصرون عن الكتابة عن محنة التتار لهول الفاجعة، فبقي ابن الأثير (ت 630هـ) عدة سنين معرضا عن ذكرها استعظاما لها، وهو القائل :
" فيا ليت أمي لم تلدني، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا " .....
ويقول أيضا : " فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى أدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها"( *1).
وهي عنده أعظم من فـتنة الدجال، بل لقد أقسم أن من سيجئ بعدها سينكرها وحق له ذلك فقال :
" وتالله لا شك أن من يجئ بعدنا إذا بعد العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها والحق بيده... ولم ينل المسلمين أذى وشدة مذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوقت مثل ما دفعوا إليه الآن " (*2 ).
هذا الوصف كله من ابن الأثير وهو لم يشهد فاجعتهم الكبرى بسقوط بغداد سنة (656هـ) وقتل الخليفة العباسي وسفك دماء المسلمين، وهي فاجعة تضاهي ما سبقها بل تـزيد، ويمكن القول إنها فتن يرقق بعضها بعضها – وسيتضح – حين الحديث عنها – حجم مآسيها وضخامة أحداثها وهي فتنة بليت فيها السرائر وانقسم الناس فيها فرقا شتى،
وقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية –وهو شاهد عيان– في وصف الحدث وهوله، ومواقف الناس بإزائه فقال :
{ فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله وأيامه في عباده، ودأب الأمم وعاداتهم ؛ لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها ، واستطار في جميع ديار الإسلام شررها،...
وأطلع فيها النفاق ناصية راسه ، وكشر فيها الكفر عن أنيابه وأضراسه ؛ وكاد فيها عمود الكتاب أن يُجتث ويخترم، وحبل الإيمان أن ينقطع ويصطلم ، ..
وعقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار ، وأن يزول هذا الدين بإستيلاء الفجرة التتار...
وظن المنافقون والذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله ورسوله إلا غرورا، وأن لن ينقلب حزب الله ورسوله إلى أهليهم أبدا !! وزين ذلك في قلوبهم ، وظنوا ظن السوء وكانوا قوما بورا ...
ونزلت فتنة تركت الحليم فيها حيران، وأنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران ، وتركت الرجل اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم ولا اليقظان، وتناكرت فيها قلوب المعارف والإخوان ، حتى بقي للرجل بنفسه شغل عن أن يُغيث اللهفان ؛ ومّيز الله فيها أهل البصائر والإيقان من الذين في قلوبهم مرض أو نفاق وضعف إيمان، .....
ورفع بها أقواما إلى الدرجات العالية، كما خفض بها أقواما إلى المنازل الهاوية، وكفر بها عن آخرين أعمالهم الخاطية ...
وحدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى ....
فإن الناس تفرقوا فيها ما بين شقي وسعيـد، كما يتفرقـون كذلك في اليوم الموعود، وفـر الرجل فيها من أخيـه وأمـه وأبيـه، وإذ كان لكل امـرئ منهم شأن يغنيه .
وكـان من الناس من أقصـى همته النجـاة بنفسه ؛ لا يلوى على ماله ولا ولده ولا عرضه
كما أن منهم من فيه قوة على تخليص الأهل والمال، وآخر فيه زيادة معونة لمن هو منه ببال .. وآخر منزلته منزلة الشفيع المطاع .. وهم درجات عند الله في المنفعة الدفاع ...
ولم تنفع المنفعة الخالصة من الشكوى إلا الإيمان والعمل الصالح والبر والتقوى.
وبليت فيها السرائر، وظهرت الخبايا التي كانت تكنها الضمائر !!
وتبين أن البهرج من الأقوال والأعمال يخون صاحبه أكثر مما كان يضره من احتياجه إلي من المآل ؛ فذم سادته وكبراءه و من أطاعهم فأضلوه السبيلا ....
كما حمد ربه من صدق ما جاءت به الآثار النبوية من الإخبار بما يكون ، وواطأتها قلوب الذين هم في هذه الأمة محدثون، كما تواطأت عليه المبشرات التي أريها المؤمنون.
وتبين فيها الطائفة المنصورة الظاهرة على الدين، الذين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة؛ حيث تحزبت الناس ثلاثة أحزاب :
حزب مجتهد في نصر الدين ، وآخر خاذل له ، وآخر خارج عن شريعة الإسلام ....
وانقسم الناس ما بين مأجور ومعذور، وآخر قد غره بالله الغرور ..
وكان هذا الإمتحان تمييزا من الله وتقسيما ؛
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} الأحزاب:24 ...... ( *4).
---------------------------------------------------------------
أحوال العالم وقت ظهور التتار :
*كان هناك قوتان رئيسيتان في العالم في ذلك الزمان، وهما :
الأولى: قوة أمة الإسلام. الثانية: قوة الصليبيين.
أولا : أحوال العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
----------------------------------------------------------
كانت مساحة أمة الإسلام في ذلك الوقت تقترب من نصف مساحة العالم ، ..
فحدود البلاد الإسلامية كانت تبدأ من غرب الصين، وتمتد عبر آسيا وأفريقيا لتصل إلى غرب أوروبا وبلاد الأندلس، فقد كانت مساحتها شاسعة للغاية،
ولكن للأسف الشديد كان وضع العالم الإسلامي في ذلك الوقت مؤسفاً جداً،
فمع المساحات الواسعة من الأرض، والأعداد الهائلة من البشر، والإمكانيات العظيمة جداً من المال والمواد والسلاح والعلوم إلا أن الفرقة كانت شديدة جداً في العالم الإسلامي،
وكانت الحالة السياسية لمعظم الأقطار الإسلامية متدهورة تدهوراً كبيراً،
والغريب أن هذا الوضع المؤسف كان بعد سنوات قليلة من أواخر القرن السادس الهجري حيث كانت أمة الإسلام قوية ومنتصرة ومتوحدة ورائدة،
ولكن سنة الله الماضية، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140].
وقد كان العالم الإسلامي في ذلك الوقت عبارة عن كيانات متفرقة:
الكيان الأول من العالم الإسلامي :
كان كياناً كبيراً جداً، ولكنه للأسف الشديد كان ضعيفاً جداً في أوائل القرن السابع الهجري، وهذا الكيان هو الخلافة العباسية.
والخلافة العباسية خلافة قديمة جداً، فقد نشأت بعد سقوط الدولة الأموية سنة (132هـ)، أي: أن عمرها إلى أوائل القرن السابع الهجري (500) سنة تقريباً، وكانت تتخذ من بغداد عاصمة لها،
ثم ضعفت الخلافة العباسية جداً في أوائل القرن السابع الهجري، حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على وسط العراق وجنوبه، وكان حول العراق عشرات الإمارات المستقلة استقلالاً حقيقياً عن دولة الخلافة، وإن كانت لا تعلن نفسها كخلافة منافسة للخلافة العباسية،
وكانت الخلافة العباسية في ذلك الزمن مجرد صورة خلافة، وليست خلافة حقيقية.
وهي اشبه ماتكون بمملكة بريطانيا اليوم ؛ فالإنجليز الآن يبقون على ملكتهم كرمز تاريخي فقط،فالخلافة العباسية العريقة التي حكمت العالم الإسلامي (500) عام، مع أن الخليفة العباسي كان يحكم وسط وجنوب العراق فقط.
وكان يتعاقب على الخلافة العباسية في العراق خلفاء من بني العباس حملوا هذا الاسم العظيم الجليل: (الخليفة)، ولكنهم في هذه الفترة لم يتصفوا أبداً بهذا الاسم، ولا حتى رغبوا في الاتصاف به،
إذ لم يكن همهم إلا جمع المال وتوطيد أركان السلطان في هذه الرقعة المحدودة جداً من الأرض، ولم ينظروا نظرة صحيحة أبداً إلى وظيفتهم كحكام،
وكان كل ما يريدونه هو الاستمرار أطول فترة ممكنة في الحكم، ثم توريثه لأبنائهم، وتمكين أفراد عائلتهم من رقاب الناس،
وكذلك كانوا يحرصون على جمع الأموال الكثيرة، والتحف النادرة، وإقامة الحفلات الساهرة، وسماع الأغاني والموسيقى واللهو والطرب،
فحياة الحكام في هذه الفترة كانت حياة لا تصلح أن تكون حياة لفرد من عوام أمة الإسلام، فضلاً عن أن تكون حياة حاكم لأمة الإسلام، فقد ضاعت هيبة الخلافة، وتضاءلت طموحات الخليفة.
الكيان الثاني من العالم الإسلامي :
كان متمثلاً في مصر والشام والحجاز واليمن،
وقد كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفاد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله،
ولكن للأسف الشديد هؤلاء الحكام الذين حكموا هذه الأقاليم، لم يكونوا أبداً على شاكلة هذا الرجل العظيم رحمه الله، بل تنازعوا الحكم، وقسموا الدولة الأيوبية إلى ممالك صغيرة متناحرة،
فقد استقلت الشام عن مصر، وكذلك اليمن والحجاز، بل وانقسمت الشام إلى إمارات متعددة متحاربة، فقد انفصلت حمص عن حلب ودمشق، وفلسطين عن الأردن،
ثم ما لبثت الأراضي التي حررها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من أيدي الصليبيين بعد جهد جهيد ودماء كثيرة أن تقع من جديد في أيدي الصليبيين، بعد هذه الفرقة الشنيعة بين المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الكيان الثالث من العالم الإسلامي :
الدولة الخوارزمية في فارس ووسط آسيا
نشأت الدولة الخوارزمية بين أحضان دولة السلاجقة التي حكمت مناطق واسعة في الشرق الإسلامي، فقد ظهر في عهد السلطان السلجوقي “ملكشاه” مملوك نابه في بلاطه، يسمى “أنوشتكين” نجح في أن يحظى بتقدير السلطان ونيل ثقته، فجعله واليًا على إقليم خوارزم،
وظل على ولايته حتى وفاته سنة (490هـ=1097م)، فخلفه ابنه محمد بن انوشتكين وكان على مقدرة وكفاية مثل أبيه، فظل يحكم باسم الدولة السلجوقية ثلاثين عامًا، نجح في أثنائها في تثبيت سلطانه، ومد نفوذه، وتأسيس دولته وعُرف باسم خوارزم شاه، أي أمير خوارزم، والتصق به اللقب وعُرف به.
وبعد وفاته سنة (522هـ=1128م) خلفه ابنه “أتسز” بموافقة السلطان السلجوقي سنجر، وكان أتسز واليًا طموحًا مد بصره فرأى دولة السلاجقة توشك على الانهيار، فتطلع إلى بسط نفوذه على حسابها، واقتطاع أراضيها وإخضاعها لحكمه،
ودخل في حروب مع السلطان سنجر الذي وقف بالمرصاد لطموحات أتسز، ولم يمكنه من تحقيق أطماعه، وأجبره على الاعتراف بتبعيته له، وظل يحكم خوارزم تحت سيادة السلاجقة حتى وفاته في سنة (551هـ=1156م).
وفي الوقت الذي بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة السلجوقية كانت الدولة الخوارزمية تزداد قوة وشبابًا، حتى تمكنت من إزاحة دولة السلاجقة والاستيلاء على ما كان تحت يديها من بلاد، وكان السلطان “تكش” بطل هذه المرحلة، وتعد فترة حكمه التي امتدت أكثر من ربع قرن (568-596هـ=1173-1200م) العصر الذهبي للدولة الخوارزمية.
ولما توفي “تكش” سنة (596هـ=1199م) خلفه ابنه “علاء الدين محمد”، وكان كأبيه طموحًا يتطلع إلى توسيع دولته وبسط نفوذها، فدخل في حروب مع جيرانه، فاستولى على معظم إقليم خراسان، وقضى على دولة الخطا سنة (606هـ=1209م)،
واستولى على بلاد ما وراء النهر، وأخضع لسلطانه مكران وكرمان والأقاليم الواقعة غربي نهر السند، وسيطر على ممتلكات دولة الغور في أفغانستان،
وبلغت بذلك الدولة أقصى اتساعها في عهده، حيث امتدت من حدود العراق العربي غربًا إلى حدود الهند شرقًا، ومن شمال بحر قزوين وبحر آرال شمالاً إلى الخليج العربي والمحيط الهندي جنوبًا.
جرت مناوشات بين الخوارزميين و دولة التتار الناشئة وبدلاً من أن ينصرف السلطان إلى تقوية دولته والقضاء على المغول الذين يهددون دولته أو مسالمتهم، انصرف إلى النزاع مع الخليفة العباسي الناصر لدين الله،
وطمع في أن يكون له الهيمنة على بغداد والخلافة العباسية كما كانت لسلاطين السلاجقة، فحرك جيوشه الجرارة تجاه بغداد،
لكن الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة تكفلت بالأمر وتصدت له، فمات عدد كبير من جند الخوارزميين وهلكت خيولهم، واضطر السلطان إلى العودة إلى بلاده سنة (614هـ=1217م)، يجر أذيال الخيبة والفشل وكانت هذه أول صدمة قاتلة قابلته منذ أن ولي الحكم في سنة (596هـ-1199م). ..... (*7)
الكيان الرابع من العالم الإسلامي :
بلاد المغرب والأندلس،
وقد كانت هذه البلاد في تلك الآونة تحت إمرة دولة الموحدين، وكانت هذه الدولة فيما سبق دولة قوية جداً، ومترامية الأطراف،
فقد كانت تحكم من ليبيا شرقاً إلى المغرب غرباً، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط إفريقيا جنوباً، ثم في أوائل القرن السابع الهجري بدأت في الضعف
------------------------------------------------------
ثانيا : حالة الصليبيين وقت ظهور التتار:
القوة الأولى الكاثوليك :
وكان مركزهم في ذلك الوقت في غرب أوروبا، وكان لهم هناك أكثر من معقل،
وقد انشغل الأوربيون في ذلك الوقت بالحروب المستمرة مع المسلمين، فكان نصارى إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات الصليبية المتتالية المشهورة على بلاد الشام ومصر،
وكان نصارى أسبانيا والبرتغال وكذلك فرنسا في حروب مستمرة مع المسلمين في الأندلس.
القوة الثانية للصليبيين :
الإمبراطورية البيزنطية ( الأرثوذوكس ) :
وهي الدولة الرومانية الشرقية، التي كانت تحكم شرق أوروبا، وكانت تقع في غرب الأناضول المسلم،
ومع أن حروب الدولة البيزنطية كانت شرسة مع الدولة الإسلامية عبر تاريخها، إلا أنها في ذلك الوقت كانت قد وصلت إلى حالة من الضعف، لا تسمح لها بدخول الأراضي الإسلامية، كما أن الدولة الإسلامية في ذلك الوقت كانت ضعيفة ومفرقة.
القوة الثالثة للصليبيين :
التجمع الصليبي الذي كان في مملكة أرمينيا،
ارمينيا تقع في شمال فارس وغرب الأناضول، فقد كانت أيضاً في حروب مستمرة مع المسلمين السلاجقة الأتراك في منطقة الأناضول تركيا.
القوة الرابعة للصليبين :
التجمع الصليبي في مملكة الكورج -جورجيا الروسية الآن-،
فقد كانت دولة نصرانية، وإن كان فيها بعض القبائل الوثنية تعيش في نفس المنطقة، ولم تتوقف الحروب بينها وبين أمة الإسلام، وبالذات مع الدولة الخوارزمية.
القوة الخامسة و الأهم للصليبيين :
تجمع خطير جداً، ومع أنه كان قليل الحجم، إلا أنه كان في عمق العالم الإسلامي، وهو الإمارات الصليبية في الشام وفلسطين وتركيا،
فقد كانت هذه الإمارات تحتل مناطق إسلامية في داخل هذه البلاد منذ أواخر القرن الخامس الهجري من سنة (491هـ)،
وعلى الرغم من انتصارات صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على القوات الصليبية في حطين وبيت المقدس وغيرهما إلا أن هذه الإمارات كانت لا تزال باقية، بل ولا تزال من آن إلى آخر تعتدي على الأراضي الإسلامية المجاورة غير المحتلة،
وكان أشهر هذه الإمارات الصليبية :
أنطاكيا، و عكا، و طرابلس، و صيدا، وبيروت وغيرها.
وهكذا استمرت الحروب في كل بقاع العالم الإسلامي تقريباً، وزادت جداً ضغائن الصليبين على الإسلام،
لكن كانت فترة نهاية القرن السادس الهجري سعيدة جداً على العالم الإسلامي، وتعيسة جداً على الصليبيين،
ففي أواخر القرن السادس الهجري انتصر البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في موقعة حطين بالشام، وذلك في عام (583هـ)،
وبعد ذلك بثمان سنوات فقط انتصر البطل الإسلامي الجليل المنصور الموحدي رحمه الله زعيم دولة الموحدين على نصارى الأندلس في موقعة الأرك الخالدة في سنة (591هـ)،
وبالرغم من هذين الانتصارين العظيمين، إلا أن المسلمين في أوائل القرن السابع الهجري كانوا في حالة ضعف شديد، وكان الفارق بين زمان القوة والضعف عشرين سنة فقط... (*8)
-----------------------------------------------------------------------
(*1)ابن الأثير: الكامل في التاريخ(12\358).
(*2 ) الكامل 12\358.
(*3) انظر الفتاوى 28\328، 327.
( *4؛ *5 ) يعني سنة تسع وتسعين وستمائة للهجرة.
انظر: الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 28\410.
(*6)كيف دخل التتـر بلاد المسلمين ؟( الأدوار الخفية في سقوط الخلافة العباسية )تأليف : سليمان بن حمـد العـودة
الطبعة الثالثة1422هـ - 2001 مدار طيبة للنشـر والتـوزيع
الرياض.
(*7) الخوارزميون ومواجهة الإعصار المغولي (في ذكرى وفاة علاء الدين خوارزم: 13 من شوال 617هـ)
(*8) التتار من البداية إلى عين جالوت ..السرجاني .. بتصرف
---------------------------------------------------------------------
التاريخ التترى --- امبراطورية جنكيز خان
جواهر ... تابعونا #تاريخ_التتار_جواهر (3)
إرسال تعليق