✏ تاريخ الحروب الصليبية ... (31)
💢 History Of Crusades
-------------------------------------------------------------------
🔸سقوط أنطاكية والمجازر المعتادة ! ثم الحصار الإسلامى للصليبين !
-------------------------------------------------------------------
🔸حدد بوهيموند يوم الهجوم وساعته ؛ صباح يوم الثالث من يونية 1098م أي بعد يوم واحد من رحيل ستيفن دي بلوا ومن معه من الفرنسيين.
فتح نيروز الأرمـني الأبواب في برجه وفي بعض الأبراج المجاورة، بل إن بعض الروايات تذكر أنه قتل أخا له؛ كـي لا يكشف قصة المؤامرة، وهكذا انسابت الجيوش الصليبية الهائلة داخل المدينة مع الساعات الأولى مـن الصباح.
أسرع الأرمن في داخل المدينة بالانضمام إلى الصليبيين ، وأدرك ياغي سيان المؤامرة بعد فوات الأوان، وقرر الهروب في مجموعة من الأتراك، غير أن الأرمن من أهل أنطاكية أحـاطوا بـه وقتلوه، وحملوا رأسه إلى الصليبيين؛ لتسقط بذلك كل عزيمة عند الشعب المسلم والجنود على حـد سواء.
وسادت موجة من الذعر هائلة في داخل أنطاكية، وانطلق الصليبيون يستبيحون المدينة بعد الحصار الطويل، وقتل من الرجال والنساء والأطفال ما يخرج عن حد الإحصاء ، وسبيت أعداد هائلة من النساء والأطفال ، وسرعان ما ارتفعت أعلام بوهيموند النورماني على أسوار أنطاكية وأبراجها.
🔹لقد كان سقوطًا مروعا هز العالم الإسلامي بأسره، كما هزت العالم المسيحي.
إنها المدينة القديمة الجميلة الحصينة التي تحمل تاريخًا إسلاميا مسيحيا طويلاً، ثم إنه السـقوط المروع بعد حصار أكثر من سبعة أشهرٍ متصلة، ثم إنها المذبحة الهائلة التي سقط فيها عشرات الآلاف من المسلمين !
أسرع الصليبيون لدفن الجثث المتراكمة؛ لئلا تنتشر الأوبئة في المدينة فتهلك الجيش بأكمله، وبدءوا أيضا في الانتشار في الحصون والأبراج، وسيطروا سيطرة كاملـة علـى مـداخل المدينـة ومخارجها ....
-------------------------------------------------------------------
🔸وفي هذه الأثناء كان كربوغا يتحرك بجيشه من الرها بعد أن يئس من إسقاطها، ثم توقف في مرج دابق على بعد 650 كيلو مترا تقريبا من أنطاكية، حيث عقد اجتماعـا مـع بعـض رءوس الإمارات من الأمراء والملوك ليكون جيشا كبيرا لإنقاذ أنطاكية ؛
🔹كان جيش كربوغا هذا مرسلاً من قبل بركياروق سلطان السلاجقة وأقوى الشخصيات السلجوقية في ذلك الوقـت ؛
لـذلك أذعـن لكربوغا عدد كبير من الأمراء منهم دقاق صاحب دمشق، وأرسلان تتش صاحب سنجار، وجناح الدولة أمير حمص وغيرهم، غير أن رضوان صاحب حلب رفض الخروج في جيش فيه أخوه دقـاق عدوه اللدود !!
🔹 وهكذا خرج الجيش السلجوقي الكبير إلى أنطاكية، ووصل إليها بعد حوالي ستة أيام مـن سقوطها، وحاول كربوغا اقتحام المدينة ولكنه فشل لحصانتها ، فقام بضرب الحصار حولها، لتنقلب الآية !!...
فالصليبيون داخل أنطاكية محصورون، والمسلمون من خارجها محاصرون لها! وقد بدأ هـذا الحصار في 8 يونيو 1098م
🔹وعاش الصليبيون معاناة حقيقية، فالمدينة كانت قد خلت تقريبا من الغـذاء بعـد حصـار الصليبيين لها مدةَ سبعة أشهر متصلة، قبل حصار المسلمين لها وشعر الصليبيون بالندم لقدومهم إلى الشرق، وقد صاروا على أبواب مجاعة مهلكة، وقد اضطروا إلى أكل الميتة وورق الشجر !
----------------------
🔸ماذا يفعل الصليبيون في هذا الموقف العصيب؟
لقد فكَّر الصليبيون في الاستعانة بالإمبراطور البيزنطي؛ إنها حياة المصالح.
إنهم يحتاجون إليه الآن، فلا مانع عندهم من التزلف مرة ثانية، والتملق، والنفاق !
🔹ووجدها الإمبراطور البيزنطي فرصة لامتلاك أنطاكية المحبوبة، فخرج بنفسه على رأس جيش كبير مخترقًا آسيا الصغرى صوب أنطاكية !!!
لكنه في الطريق وصلته أنباء بكبر حجم الجيش السلجوقي، وبكونه مؤلَّفًا من أكثر من إمارة، فخاف على نفسه وسلطانه، وقـال : إن حمايـة القسـطنطينية والبيزنطيين أعظم عنده ألف مرة من حماية أنطاكية والصليبيين. فقرر الرجوع فجأة،
🔹 وعبثًا حـاول رسل الصليبيين إثناءه عن رأيه، ولكنهم فشلوا !
-------------------------------------------------------------------
🔹إن القضية ليست دينية أبدا !
🔹إن كل زعيم من هؤلاء لا يهتم إلا بملكه وعرشه!
وساء وضع الصليبيين أكثر؛ وبعد أيام فقط من الحصار بدأ الصليبيون يتركون مـواقعهم الأمامية في المقاومة من الإجهاد والتعب، ويتجهون إلى البيوت في داخل المدينة. وهذا يوضـح روح اليأس والإحباط التي سيطرت على الصليبيين، وواجه بوهيموند الموقف بصلابة نادرة .
🔹إنه يرى حلمه ينهار، ويرى أنطاكية الجميلة تضيع من يده بعد كل هذا الجهد، بل يرى حياته وحياة جنده علـى مقربة من النهاية، فماذا فعل بوهيموند؟!
لقد أحرق الدور والبيوت الداخلية، وذلك في 12 من يونيو 1098م ؛ ليجبر الجنود على تركها والعودة إلى مواقعهم الأمامية .
🔸لقد كان قائدا من طراز عجيب !
ومع ذلك فالقبضة الإسلامية محكمة بشدة حول أنطاكية .
فماذا حدث بعد ذلك ؟
-----------------------------------------------------------------
الصليبيون المحاصرون - يخترعون عثورهم على (حربة المسيح) !!
تابعوا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر (31)
إرسال تعليق