تاريخ الحروب الصليبية (32) حربة المسيح !! 🔸التحالف الإسلامى يضيع الفرصة !!

 ✏ تاريخ الحروب الصليبية  ... (32) 

                                        💢 History Of Crusades 

--------------------------------------------------------------------

🔸حربة المسيح !! 

🔸التحالف الإسلامى يضيع الفرصة !!



--------------------------------------------------------------------

ماسبق : 

 خرج الجيش السلجوقي الكبير بعد حصاره الطويل لإمارة الرها و فشله في إسقاطها .. متوجها إلى أنطاكية ..


توقف قائده كربوغا عند مرج دابق ليعقد إجتماعا للتنسيق مع باقي الجيوش المسلمة التى ستواجه جموع الصليبيين عند أنطاكية ...


وصل كربوغا للأسف إلي أنطاكية  بعد حوالي ستة أيام مـن سقوطها في يد الصليبيين و ارتكابهم مجزرة بشعة بحق كل الجالية المسلمة في داخل المدينة فضلا عن إبادة جيش ياغي سيان أميرها المسلم الذي قاوم الحصار لمدة 6 أشهر ..


 وقد حاول  كربوغا اقتحام المدينة على الصليبييين ولكنه فشل لحصانتها ، فقام بضرب الحصار حولها، لتنقلب الآية !!...


فالصليبيون داخل أنطاكية محصورون، والمسلمون من خارجها محاصرون لها ! وقد بدأ هـذا  الحصار في 8 يونيو 1098م

-------------------------------------------------------------------

🔸  بذلك الحصار وتلك المعاناة كان من الممكن أن تكون هذه  نهاية جيوش الصليبيين بكاملها ، لولا الأحداث المؤسـفة الـتي حدثت في داخل الجيش الإسلامي!!


 "إن أعداءنا لا ينتصرون علينا بقوتهم، ولكن بضعفنا !". 


فماذا حدث في الجيش الإسلامي؟! 


لقد شعر كربوغا أن جيشه وإن كان كبيرا إلا أن جيوش الصليبيين أكبر، فلو حدث وخرج الصليبيون للقتال فقد تدور الدائرة على المسلمين إن طال الحصار، ...


ففكر كربوغا أن أفضل طريقـة لتقوية الجيش الإسلامي هي إعادة فتح التفاوض مع رضوان بن تتش أمير حلب لينضم إليهم بجيشه؛


فجيش حلب كبير، ورضوان نفسه كفاءة عسكرية معروفة، والأهم من ذلك أن حلب مدينة قريبـة وغنية جدا، وتستطيع إمداد الجيش الإسلامية بالمؤن اللازمة والسلاح وأدوات الحصار.....

---------------------

🔸 كانت هـذه فكرة كربوغا، وهي فكرة صائبة لا شك، لكنها لا تصلح مع هذه الزعامات الفارغة الأخري . 


إن الأمر وصل  إلى إثارة قلق دقاق نفسه، وغضب من كربوغا، وحدث الشقاق والخلاف في الجيش المسلم، وأعلن دقاق عن رغبته في العودة إلى دمشق !


زاد الطينة بلة، وعظمت الكارثة بظهور فتنة عنصرية في الجيش، حيث نشأ خلاف بـين العنصر التركي والعنصر العربي في الجيش، ...


وكان على رأس الأتراك كربوغا قائـد الجيـوش وأمـير الموصل، وكان على رأس العرب أمير اسمه وثاب بن محمود المرداسي، وثارت فتنة زكَّاها رضوان من بعيد برسائله المحفزة للتركمان ضد العرب !


كان هذا هو الوضع في الجيش الإسلامي ! 

------------------------------------------------------------------

🔸  و في داخل أسوار أنطاكية ؛ شعر بوهيموند  بقـرب النهاية، فأرسل في يوم 27 يونيو 1098م - سـفارة إلى كربوغا من رجلين أحدهما بطرس الناسك، يعرض عليه فك الحصار وتـأمين الجيـوش في سـبيل  رحيلها . 


وعلى الرغم من التفكك الذي كان في جيش كربوغا إلا أنه خـاف أولاً مـن خيانـة بوهيموند وهي خيانة متوقعة،..


ثم إنه شعر بضعف الصليبيين فطمع في القضاء عليهم تماما في معركـة فاصلة. ويبدو أنه لم يقدر مدى الضعف الذي يسيطر على جنود الجيوش الإسلامية وقادتها.


 وهكذا رجعت السفارة مخيبة، بعد أن رفض طلبهم قائلًا: لا تخرجون إلا بالسيف ، ومن ثَم لم يعد أمام بوهيموند إلا قرار الحرب، والحرب السـريعة قبـل أن يهلك الجيش الصليبي من الجوع. 

-----------------------------------------------------------------

🔸  نظر بوهيموند في جيشه فوجد حالتهم النفسية في الحضيض، فأراد أن يرفع من معنويـاتهم، ويرسخ عندهم مفهوم النصر الأكيد في المعركة القادمة، فماذا فعل؟! 


لقد أشاع بواسطة كاهن اسمه بطرس برتولوني أن القديس أندراوس الرسول ظهر لهذا الكاهن في الحلم ثلاث مرات ليدله على مكان في كنيسة القديس بطرس بأنطاكية ، دفنت فيه الحربة التي طعن بها المسيح ! وأنهم إذا حفروا ووجدوا الحربة فإنهم يحملونهـا أمـام جيوشهم، وهذا الجيش يتحقق له النصر لا محالة !!!


ثم  أمر بوهيموند ذلك الكاهن بالحفر للبحث عن الحربة المزعومة، ثم أخرجوا حربة من الحَفْر ، وقالوا: إن هذه معجزة، وإن هذا الجيش منصور !


وبالطبع فإن هذه قصة لفَّقها بوهيموند وأتباعه لتحميس جيشه، ( يكتبون الكتـاب بأيـديهم ثم يقولون هذا من عند الله) . 


 وقد تحقق لهـم مرادهم، وعادت لكثيرٍ من الجند الحماسة، وقرروا الخروج من اليوم التالي مباشرة لحرب المسلمين. 


وفي صبيحة اليوم التالي 28 من يونيو 1098م بدأ الصليبيون في الخروج من المدينة للقتال، وأشار المسلمون على كربوغا أن يبدأ في قتالهم قبل أن يكتمل خروجهم، إذ كـانوا يخرجـون في جماعات صغيرة ، غير أنه رفض وأصر على اكتمال خروجهم ثم يبدأ بقتالهم ؛


🔸 يقول بعض المـؤرخين : إن هذا ضيع عليه فرصة قتالهم منفردين.


 ولكن يبدو أنه كان يريد خروجهم بالكامل حتى لا يبقـى أحد منهم بداخل المدينة متحصنا، فخشي إن قاتل الجماعات الصغيرة التي تخرج أن يمتنع بقية الجيش  من الخروج .


 اكتمل خروج الصليبين ، ورتبوا صفوفهم تحت قيادة زعمائهم، وكان ريمون الرابع يتقدمهم رافعا  تلك الحربة المزعومة.

---------------------- 

🔸 ودارت معركة شرسة أمام أسوار أنطاكية، وكانت الغلبة في البداية للمسلمين، لكـن الصليبيين كانوا يقاتلون قتال حياة أو موت، وعلى العكس كان المسلمون يقاتلون للحفـاظ علـى ملكهم وثرواتهم،...


 ومن قاتل على هذه النوايا فهو لا يريد أن يموت، وهي نوايا لا تصلح أبدا لجـيش مسلم يريد الانتصار. 


إذ ما لبث الزعماء المسلمون أن تزعزعوا، وبدأ كل منهم يحـاول النـأْي بنفسـه وجيشه عن ...

-------------------------------------------------------------------

🔸 في الفقرة القادمة إن شاء الله : هزيمة كربوغا - الصليبيون قبل الإعداد للذهاب إلى القدس.

--------------------------------------------------------------------

* تاريخ الحروب الصليبية لا ينتهي عند صلاح الدين و الأيوبيين لكن يشمل عصر المماليك و قرنا كاملا للدولة العثمانية ..

---------------

* أشرنا فيما سبق ايضا أن الحروب الصليبية لم تكن في المشرق العربي فحسب و لكن في المغرب و الأندلس بدول المرابطين ثم الموحدين ثم بنى مرين ...

--------------

*كانت ايضا قد استمرت في الخليج العربي و عدن و الهند و افريقية علي أيدي البرتغاليين و الأسبان .. 

و امتدت في الكرج جورجيا و القوقاز و القرم على يد الروس الأرثوذوكس الذين إعتبروا أنفسهم ورثة الإمبراطورية البيزنطية بعد سقوطها على يد محمد الفاتح العثماني و...  

و هذا تشمله هذه الدراسة أيضا .

--------------------------------------------------------------------

تابعونا #تاريخ_الحروب_الصليبية_جواهر  (32)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list