سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه (4)

 سيرة الفاروق  عمر رضي الله عنه  (4)

  نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً

 ------------------------------------------------------------------



روى الترمذي من حديث عبد الله  بن عمر  أنه قال

《 ما نزل بالناس أمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر ؛ إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر 》. ... (*1)

------------------------------------------------------------------

      🔸 موافقات عمر رضي الله عنه للقرآن


كان عمر رضي الله عنه من أكثر الصحابة شجاعة وجرأة، فكثيراً ما كان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التصرفات التي لم يدرك حكمها،..


 كما كان رضي الله عنه يبدي رأيه واجتهاده بكل صدق ووضوح ومن شدة فهمه واستيعابه لمقاصد القرآن الكريم نزل القرآن الكريم موافقاً لرأيه رضي الله عنه في بعض المواقف ... 😢 

----------------------------------

🔹 قال عمر رضي الله عنه :

☆{ وافقت الله تعالى في ثلاث، أو وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مُصلّى، فأنزل الله تعالى ذلك ..


وقلت : يا رسول الله، يدخل عليك البرُّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله تعالى آية الحجاب، ..


قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن، قلت : أن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله خيراً منكن، ...


 حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله (ص) ما يعظ نساءه ، حتى تعظهن أنت؟ ..... (*2)


فأنزل الله: " عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا  "  التحريم 5. } ☆


*قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " وليس في تخصيصه العدد بالثلاث، ما ينفي الزيادة عليها، لأنه حصلت له الموافقة في أشياء غير هذه، ....فتح الباري 1-602


*وذكر  السيوطي و المقريزي : ورايت في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً .. إمتاع الأسماع ج1 ص 380

----------------------

🔹  وفي  رأيه بترك الصلاة على المنافقين:

  قال عمر : 


☆{ لما توفي عبد الله بن أبي دُعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه ، ... (* يعني ليصلي عليه)


فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله: أعلى عدوّ الله عبد الله بن أبيّ القائل يوم كذا : كذا وكذا، والقائل يوم كذا : كذا وكذا  أعدد أيامه الخبيثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم...


 حتى إذا أكثرت عليه، قال : أخر عني يا عمر، إني خيّرت فاخترت: قد قيل لي :


《 اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 》   التوبة80.   .....


فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له زدت . ثم صلى عليه ومشى معه على قبره حتى فرغ منه، فعجبت لي ولجرأتي على رسول الله، والله ورسوله أعلم 😢 ...


 فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت هاتان الآيتان : 

《 وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ 》 فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل }☆...(*3)


(* وهي آية واحدة التوبة84 ؛ قد يكون المقصود بكلامه رضي الله عنه : هاتان الآيتان أي عدم الصلاة و عدم القيام على قبره أو السير في جنازته .. و الله أعلم .. جواهر )

----------------------

🔹 وفي رأيه فيما يفعل مع أسرى بدر :

قال عمر - رضي الله عنه - :


☆{  لما كان يوم بدر وهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون وأسر سبعون، استشار رسول الله أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً، فقال لي :    ما ترى يا ابن الخطاب؟...


 فقلت : أرى أن تمكنني من فلان – قريب لعمر – فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل   ..(*4)، فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم، وقادتهم...


 فلم يهوَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت، فأخذ منهم الفداء...


 فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر، وهما يبكيان،   


فقلت : يا رسول الله ما يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاءً بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، ...


 قال النبي صلى الله عليه وسلم : للذي عَرَضَ عليَّ أصحابك من الفداء، لقد عُرض عليَّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة  - لشجرة قريبة -


 فأنزل الله تعالى :

《مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ○

 لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

》67 ؛68 الأنفال 

 

 فلما كان من العام المقبل قتل منهم سبعون، وفر أصحاب رسول الله وكُسِرَت رباعيته* ، وهشمت البيضة*، على رأسه، وسال الدم على وجهه، وأنزل الله تعالى :

《أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ 》.

آل عمران،165 }☆ ...... (*5)

  

(الرباعية: السّنُ التي بين الثَّنية والناب -البيضة: الخُوذة)

-----------------------

🔹 موافقة القرآن رأيه في الاستئذان وقت النوم :


☆{أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً من الأنصار إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوَه، فدخل عليه وكان نائماً وقد انكشف بعض جسده،


 فقال : اللهم حرّم الدخول علينا في وقت نومنا 


 وفي (رواية) قال : يا رسول الله وددت لو أن الله أمرنا ونهانا في حال الاستئذان  ....(*6)


 فنزلت 《 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ  》 (النور،58  }☆   ...... (*7).

----------------------

 🔹 عمر ودعاؤه في تحريم الخمر :


☆{لما نزل قول الله تعالى: 

《 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ 》

  البقرة 219.


 قال عمر : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في سورة النساء : 


《 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى 》 النساء43 


فكان منادي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، 


فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية في المائدة : 

《 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ 》المائدة 91 ..


 فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ " فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ" 

 قال عمر: انتهينا، انتهينا ... }☆ ... (*8) 


وهكذا خضع تحريم الخمر لسنة التدريج وفي قوله عزوجل : " فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ " فهم عمر من الاستفهام الاستنكاري بأن المراد به التحريم، ...


لأن هذا الاستفهام أقوى وأقطع في التحريم من النهي العادي، ففي ألفاظ الآية وتركيبها وصياغتها تهديد رهيب واضح كالشمس في التحريم    ....    ... (*9).


(*دعي عمر : يعني طلب منه الحضور ليسمع الآية)

 

           🌹  رضي الله عن عمر بن الخطاب 🌹

       🌹 وصلى الله على محمد و آله و صحبه 🌹

--------------------------------------------------------------------

الهامش

(*1) الترمذي كتاب المناقب جزء 2 - 368 ؛ حديث3682

(*2) البخاري، كتاب التفسير حديث رقم 4213 

(*3) مسلم رقم 2400، أخبار عمر الطنطاويان ص380،381 .

(*4) عقيل بن أبي طالب الهاشمي أسلم يوم الفتح وتوفي في أول خلافة 

(*5) مسند أحمد (1/250) رقم 221 وصححه أحمد شاكر، مسلم بنحوه رقم 1763 .

(*6) الرياض النضرة ص332 سنده ضعيف ذكره الواقدي بدون إسناد.

(*7) الفتاوى (28/10).

(*7) صححه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند رقم 378 .

(*9) شهيد المحراب للتلمساني ص101 .

☆ فصل الخطاب في سيرة بن الخطاب الصلابي ص46-42

-------------------------------------------------------------------

تابعونا   #سيرةالفاروقعمر_جواهر  (4)

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list