تاريخ السلاجقة والدانشمند ... (7)

 تاريخ السلاجقة والدانشمند ... (7)



--------------------------------------------------------------------
أصبح السلاجقة في عام 447ﻫ أكبر قوة في العالم الإسلامي خاصة بعد أن فرضوا سيطرتهم على بلاد فارس وتغلبوا على الغزنويين والبويهيين .
وتوغلوا داخل أراضي الدولة البيزنطية واصطدموا بجيش الروم وبذلك أعطوا دفعة قوية للجهاد ضد الروم الذين عاثوا فساداً أيام البويهيين في أراضي الخلافة العباسية لعدم قدرة الخلافة ولعدم اكتراث أمراء البويهيين بالجهاد .
وقد أكسب هذا العمل وبهذه الصورة السلاجقة شعبية كبيرة وسمعة حسنة بين جماهير الناس التي كانت في الماضي القريب ترى وتسمع عن تغطرس الروم وتنادي السلطة بضرورة مجابهتهم دون جدوى .
وكانت السلطة البويهية في بغداد تتداعى بسبب الخلافات بين الأمراء البويهيين من جهة وبين رجال الدولة من جهة أخرى، والانشقاق في صفوف الجيش البويهي وخاصة بين فرعية الرئيسين التركي والديلمي .
ويبدو وأن الدعوة وجهت السلاجقة لاحتلال بغداد ليس من قبل الخليفة العباسي فقط بل من قبل الوزير رئيس الرؤساء والذي كان على خلاف شديد مع قائد الجيش التركي أبو الحارث البساسيري والذي اعتنق مذهب الفاطميين العبيديين وخطب لهم ...
لقد كان الوضع السياسي في العراق مشجعاً لطغرل بك على دخول بغداد، وهذا ما قام به فعلاً في محرم من سنة 447ﻫ وكان طغرل بك قد أظهر أنه يريد الحج وإصلاح طريق مكة والمسير إلى الشام ومصر والقضاء على حكم المستنصر بالله الفاطمي هناك، ...
فسار إلى همدان وأمر اتباعه بإعداد الأقوات والمؤن ، وأرسل إلى الخليفة العباسي يخبره بأنه يدين له بالطاعة ويستأذنه في دخول بغداد – وهو في طريقه إلى مكه – فأذن له، ودخل العراق عن طريق حلوان من السنة نفسها ..
لقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد ونصروا مذهبها السنّي بعد أن أوشكت على الانهيار بي النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي " الفاطمي" في مصر والشام، فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية " الفاطمية " ،
لقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية في عام 447ﻫ في بغداد وأن يقضي على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبي عبد الله الجلاب لغلوه في الرفض .
لقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطراً على بغداد والخليفة العباسي، فبعد أن أزال السلاجقة الدولة البويهية من بغداد ودخل سلطانهم طغرل بك إلى عاصمة الخلافة العباسية استقبله الخليفة العباسي القائم بأمر الله استقبالاً عظيماً وخلع عليه خلعة سنية وأجلسه إلى جواره، وأغدق عليه ألقاب التعظيم، ومن جملتها أنه لقب بالسلطان ركن الدين طغرل بك،
كما أصدر الخليفة العباسي أمره بأن ينقش اسم السلطان طغرل بك على العملة، ويذكر اسمه في الخطبة في مساجد بغداد وغيرها، مما زاد من شأن السلاجقة، ومنُذ ذلك الجبن حل السلاجقة محل البويهيين في السيطرة على الأمر في بغداد، وتسيير الخليفة العباسي حسب إرادتهم .
------------------------------------------------------------------
🔸 النفوذ الفاطمي العبيدي في العراق وفتنة البساسيري :
استغلت الحركات السرية المتكتمة ضعف الخلافة وراحت تنشط لإيجاد أرض لها وتغوي الناس بستار ظاهره التشيع وباطنة الكفر المحض، ...
واستطاعت الحركة الإسماعيلية السرية التي تتخذ من بلدة "سلمية" مقراً لها أن تجد أرضاً خصبة في شمال إفريقيا بعد أن مهد لها وأزال العقبات من طريقها داعيتهم الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا الصنعاني الملقب بأبي عبد الله الشيعي،
وقد وصف بأنه من الرجال الدهاة، دخل إفريقيا وحيداً بلا مال ولا رجال ولم يزال يسعى إلى أن ملكها ، وكان رئيسه في الدعوة ابن حوشب قد كلفه بأن يلتقي بقبيلة كتامة من المغرب في موسم الحج، ..
وعندما التقى بهم استطاع بدهائه أن يؤثر فيهم ويتلاعب بعقولهم، وأعجبوا به فرحل معهم إلى بلادهم، والتفت عليه قبيلة كتامة وغيرها، وحارب القبائل الأخرى وسقطت مدن المغرب الأوسط سجلماسة وميلة وتاهرت ورقادة، حتى إذا ما مهّد للأمر.. واستقرت به الأحوال أرسل إلى زعيم الدعوة طالباً إليه المجيء ليسلم إليه مقاليد الأمور،
وهذا الزعيم هو عبيد الله من ذرية عبد الله بن ميمون القداح الفارسي الباطني على رأي بعض المؤرخين، والبعض يقول إنه ربيب الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح ، ولكنه زعم أنه من ذرية فاطمة رضي الله عنها،...
👌 وأكثر العلماء والمؤرخين والنسابين ينفون عنه هذا النسب ،
واستطاع عبيد الله النجاة من المراقبة الشديدة التي وضعت عليه بعد مغادرته لبلاد الشام وحتى وصوله إلى المغرب، ولكن والي سجلماسة ظفر به وأودعه السجن ولم يقتله، وهذا من الغفلة المعهودة، ..
ثم إن أبا عبد الله الشيعي استطاع إنقاذه وتقديمه للناس إماماً للدعوة وقد بايعه هؤلاء، ولقب نفسه المهدي وهو مؤسس الدولة العبيدية التي تسمى بـ " الفاطمية " ، وهذه الدولة دولة باطنية وليست فاطمية،
👌وهذا رأي أكثر علماء الأمة الذين حققوا نسبهم وعلموا بواطنهم وأسرارهم .
--------------------------------------------------------------------
🔹عقيدتهم وصلتهم بالقرامطة
إن كثيراً من الكتاب المحدثين الذين كتبوا عن الدولة العبيدية لا يذكرون إلا سيرتهم السياسية، ولا يتطرقون من قريب أو بعيد إلى سوء اعتقاد ملوكها وأنهم باطنيون وإن أظهروا خلاف ذلك، لأنهم يستعملون التقية أمام الشعب الذي يحكمونه ..
وعندما استولى السلطان صلاح الدين على حكم مصر وعزم على عزل العاضد آخر ملوكهم استفتى العلماء في قتله فأفتوه بجواز ذلك لما كان عليه العاضد وأشياعه من انحلال العقيدة، وكان أكثرهم مبالغة في الفتيا الشيخ نجم الدين الخبوشاني فإنه عدد مساوئ هؤلاء القوم وسلب عنهم الإيمان ، ...
● يقول ابن خلكان : وكان العاضد شديد التشيع متغالياً في سب الصحابة، وإذا رأى سنياً استحل دمه ، وصلتهم بالقرامطة الملاحدة صلة أكيدة، ودعوتهم دعوة واحدة، فقد كتب المعز إلى القرامطة عندما سمع بنبأ محاولتهم حصار مصر يذكر فضل نفسه وأهل بيته وأن الدعوة واحدة، وأن القرامطة إنما كانت دعوتهم إليه وإلى آبائه من قبله ...
● ويقول الإمام الشاطبي : أما الدجالون فمنهم معد من العبيدية الذين ملكوا إفريقية، فقد حكي عنه أنه جعل المؤذن يقول : أشهد أن معداً رسول الله، فهّم المسلمون بقتله " أي المؤذن " ثم رفعوه إلى معد ليروا هل هذا عن أمره، فلما انتهى كلامهم إليه قال : أردد عليهم أذانهم لعنهم الله ،
وعندما أقدم أبو طاهر القرمطي على شناعاته وإجرامه وأعماله الكفرية في مكة وبلغ ذلك عبيد الله المهدي كتب إليه ينكر عليه ذلك ويلومه يقول : قد حققت على شيعتنا ودعاة دولتنا اسم الكفر والإلحاد بما فعلت ....،
وعندما قُبض على الباطنين في بغداد وكانوا يكاتبون القرامطة قال أحدهم : وإمامنا المهدي محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق المقيم في بلاد المغرب ...
وفي حوادث 414ﻫ قام رجل من المصريين (العبيديين) لضرب الحجر الأسود بآلة ثقيلة والسيف في يده الأخرى وهو يقول : إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي، فتمكن منه أحد الحجاج من اليمن فضربه بخنجر فقتله ،
وكل الإرهاب الذي زرعه الحشاشون في أنحاء العالم الإسلامي إنما هو ثمرة من ثمار الدعوة الإسماعيلية العبيدية الفاطمية في مصر فإن حسن الصباح زعيم قلعة الموت الذي أرسل رجاله يقتلون العلماء والأمراء المجاهدين إنما تلقي الدعوة على أيدي أصحابها في مصر ،
--------------------------------------------------------------------
🔹 حكم العلماء في الفرق الباطنية
يقول الإمام محمد محمد الغزالي في كتابه فضائح الباطنية وهو من مشاهير أهل العلم الذين خبروهم وعرفوا أسرارهم : أن مذهب الباطنية – مذهب ظاهره الرفض وباطنة الكفر .
وحينما تحدث البغدادي في الباب الرابع من كتابه الفرق بين الفرق وضع عنواناً لهذا الباب قائلاً :
"بيان الفرق التي انتسبت إلى الإسلام وليست منه"
ثم ذكر من هذه الفرق الباطنية وقال :
"إن ضررها على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس، بل أعظم من مضرة الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم ...
بل أعظم من ضرر الدجال الذي يظهر في آخر الزمان، لأن الذين ضلوا بدعوة الباطنية من وقت ظهور دعوتهم إلى يومنا أكثر من الذين يضلون بالدجال في وقت ظهوره، لأن فتنة الدجال لا تزيد مدتها على أربعين يوماً وفضائح الباطنية أكثر من عدد الرمل والقطر.. "
إلى أن قال :
"الذي يصبح عندي من دين الباطنية أنهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع كلها لميلها إلى استباحة كل ما يميل إليه الطبع وفي آخر الباب قال : وقد بينا خروج فرق الباطنية عن جميع فرق الإسلام بما فيه كفاية والحمد لله على ذلك ، "
وفي كتابة أصول الدين ذكر أن طائفة الباطنية خارجة عن فرق الأهواء وداخلة في فرق الكفر الصريح، لأنها لم تتمسك بشيء من أحكام الإسلام في أصوله ولا في فروعه وأن دعاتهم خالفوا المسلمين في التوحيد والنبوات وفي تأويل الآثار والآيات وأنهم كانوا دعاة المجوس بالتمويه إلى دين الثنوية ..
وبعد أن يستعرض عقائدهم يقول :
" واختلف أصحابنا في حكمهم. فمنهم من قال هم مجوس، وأجاز أخذ الجزية منهم وحرم ذبائحهم ونكاحهم ومنهم من قال حكمهم حكم المرتدين إن تابوا وإلا قتلوا وهذا هو الصحيح عندنا. "
ثم ساق البغدادي بعد ذلك فتوى الإمام مالك في الباطني، والزنديق وأنه قال عنهما : إن جاءا تابين ابتداء قبلنا التوبة منهما وإن أظهر التوبة بعد العثور عليهما لم تقبل التوبة منهما وأن هذا هو الأحوط فيهم .
وتحدث ابن حزم : عن دار الإسلام ودار الحرب واعتبر أن الأراضي التي حكمها بعض الفرق الباطنية تعتبدار كفر وذلك لصريح كفرهم وذلك كالقرامطة مثلاً وهم فرق الإسماعيلية .
وأما ديار العبيديين لظهور الإسلام فيها فإنها وإن حكمها العبيديون تعتبر دار إسلام وإن كان حكامها في حقيقة أمرهم كفارا ً ...
يقول ابن حزم عن ذلك :
"إن من سكن في طاعة أهل الكفر من الغالية كالعبيدين ومن جرى مجراهم لا يعتبر كافراً لأن أرض مصر والقيروان وغيرهما الإسلام فيها هو الظاهر وولاؤهم على كل ذلك لا يجاهرون بالبراءة من الإسلام بل إلى الإسلام ينتمون وإن كانوا في حقيقة أمرهم كفاراً،..
وأما من سكن في أرض القرامطة مختاراً، فكافر بلا شك لأنهم معلنون بالكفر وترك الإسلام . فابن حزم يجزم بكفر القرامطة والعبيديين وهما من الإسماعيلية حيث الأولى فرقة من فرقهم وأما العبيديون فإنهم أئمة الإسماعيلية في فترة الظهور وعددهم اثنا عشر حاكماً ".
ويصف الشاطبي الباطنية، بأنهم ثنوية دهرية إباحية ينكرون النبوة والشرائع وأمور المعاد، بل إنهم ينكرون الربوبية ..
وأما ابن تيميه رحمه الله فقال لما سئل عنهم : إن جمهور المصنفين من المتقدمين والمتأخرين ذكروا بطلان نسبهم حتى صنف العلماء في كشف أسرارهم وهتك أستارهم
ومن ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني ألف كتابه المشهور في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وذكر أنهم من ذرية المجوس وذكر من مذاهبهم ما بين فيه أن مذاهبهم شر من مذاهب اليهود والنصارى، بل ومن مذاهب الغالية الذين يدعون ألوهية علي أو نبوته فهم أكفر من هؤلاء،
وكذلك القاضي أبو يعلى في كتابه المعتمد ذكر فصلاً طويلاً في شرح زندقتهم وكفرهم وكذلك أبو حامد الغزالي ذكر في كتابه الذي سماه " فضائل المستظهرية وفضائح الباطنية، بأن ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض،
وكذلك القاضي عبد الجبار بن أحمد وأمثاله من المعتزلة المتشيعة يجعلون هؤلاء من أكابر المنافقين الزنادقة،
👌 فهذه مقالة المعتزلة في حقهم، فكيف تكون مقالةً أهل السنة والجماعة ؟! يقول :
《 والرافضة الإمامية يعلمون أم مقالة هؤلاء هي مقالة الزنادقة المنافقين ويعلمون أن مقالة هؤلاء الباطنية شر من مقالة الغالية الذين يعتقدون إلهية علي رضي الله عنه إلى أن قال : ... وبالجملة فعلم الباطن الذي يدعون مضمونه الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،》
وأما ابن القيم فقال فيهم :
《 ومن أشر طوائف المجوس الذين لا يقرون بصانع ولا معاد ولا نبوة ولا حلال ولا حرام الخرمية أصحاب بإبك الخرمي وعلى مذهبهم طوائف القرامطة والإسماعيلية والنصيرية والدرزية وسائر العبيدية يسمون أنفسهم الفاطمية...
وهم من أكفر الكفار فكل هؤلاء يجمعهم هذا المذهب ويتفاوتون في التفصيل، فالمجوس شيوخ هؤلاء كلهم وأئمتهم وقدوتهم، وإن كان المجوس قد يتقيدون بأصل دينهم وشرائعهم وهؤلاء لا يتقيدون بدين من ديانات العالم ولا بشريعة من الشرائع .》
ونقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إجماع أهل العلم على كفر أئمة الإسماعيلية " العبيدية " وقال : إن بني عبيد لما أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم أجمع أهل العلم على أنهم كفار يجب قتالهم وأن دارهم دار حرب ولذلك غزاهم المسلمون واستنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين .
--------------------------------------------------------------------
🔹المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي داعية الفاطمية العبيدية
كانت الدولة الفاطمية تسعى للسيطرة على العراق والمشرق ولذلك قامت بإرسال الدعوة إليها، فقد واصل الخلفاء الفاطميون جهودهم في نشر دعوتهم مستغلين الاضطراب الذي ساد بلاد العراق بسبب النزاع بين أمراء بني بويه على السلطة وثورات الجند،
وتدخل قادتهم في تولية الأمراء وعزلهم فأرسل الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمي الدعاة إلى بغداد سنة 425ﻫ ،
فاستجاب لهم كثير من الناس ، كما سير المستنصر بالله الفاطمي إلى قرواش بن المقلد – أمير الموصل – إعلاماً وخلعاً في عام 436ﻫ، فأرسل إليه الخليفة القائم يعاتبه فاعتذر له، ولبس السواد- شعار العباسيين – مرة أخرى ورجع عن دعوة المستنصر ،
وازداد نشاط الدعاة في بلاد المشرق الإسلامي على عهد المستنصر بالله الفاطمي، فعهد إلى دعاته بالرحيل إلى فارس وخراسان وما وراء النهر وقد أشار المقريزي إلى ذلك بقوله :
وكان المستنصر قد بث دعاته سراً إلى الآفاق يدعون إليه ويستميلون من تصل القدرة إلى استمالته. فدفع بجماعة من دعاته في خرسان إلى ما وراء النهر فلقيت الدعوة الفاطمية في بلاد الفرس تأييداً كبيراً فاستجاب لهم كثير من الناس،
ولما وصل الخبر إلى بغراخان ، صاحب بلاد ما وراء النهر احتال على الدعاة حتى أوقع بهم وأنفذ برسالة إلى الخليفة القائم بأمر الله بالأمر، فأجيب بالشكر والثناء
ومن أشهر دعاة وفلاسفة المذهب الإسماعيلي الفاطمي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي وعرف أحياناً بالمؤيد فقط، ولكن اللقب الذي غلب عليه هو المؤيد في الدين يدل على ذلك أن الملك كاليجار البويهي أرسل إليه يقول : لشيخنا وظهيرنا ومعتمدنا المؤيد في الدين عصمة أمير المؤمنين أبي النصر أطال الله بقاءه وأدام عزه وتأييده وكان هذا الرجل والده داعياً للمذهب الفاطمي بشيراز .
اتصل المؤيد بالسلطان أبي كاليجار البويهي، واستطاع بدهائه أن يكسب عطفه، وأن يظل في شيراز يتابع نشر المذهب الإسماعيلي ثم لم يلبث أن توثقت صلته بالسلطان البويهي حتى طمع في إدخاله في الدعوة الفاطمية، واستطاع المؤيد أن يؤثر فيه، فكتب إليه يقول :
إني أسلمت نفسي وديني إليك، وإني راضي بجملة ما أنت عليه ، ودخل أبو كاليجار في الدعوة الفاطمية وأخذ يجتمع بالمؤيد مساء كل خميس للاستزاده من فهم المذهب الإسماعيلي،
ولم يكتف المؤيد بنشر الدعوة في شيراز، بل سافر إلى الأهواز وأدخل الآذان عبارة " حى على خير العمل " وأمر الناس بإقامة الخطبة للمستنصر الفاطمي ،
ولكن لم تدم الخطبة على منابر الأهواز طويلاً للخليفة الفاطمي إذ أرسل قاضيها أبو الحسن عبد الوهاب بن منصور بن المشتري برسالة إلى الخليفة القائم بأمر الله يخبره بالأمر وأشار عليه أن يعمل على إيقاف الدعوة الفاطمية في بلاد فارس فانفد الخليفة وزيره أبا القاسم بن المسلمة -
رئيس الرؤساء إلى شيراز حيث التقى بالأمير كاليجار وسلمه رسالة الخليفة التي تضمنت التهديد بالاستعانة بالسلاجقة أن لم يقبض على المؤيد في الدين وإنفاذه مكبلاً بصحبة رئيس الرؤساء ، إلى بغداد ووقف النشاط الفاطمي في بلاده .
---------------------------------------------------------------------
تضاف الإشارات في التحديث ان شاء الله
☆ دولة السلاجقة الصلابي ص54-47

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list