سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه 🍂 ... (7)

 سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه



🍂 ... (7)
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً

🔸 استخلاف أبي بكر الصديق للفاروق رضي الله عنهما
لما اشتد المرض بأبي بكر جمع الناس إليه فقال : إنه قد نزل بي ما قد ترون ولا أظنني إلا ميت لما بي وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقدتي، ورد عليكم أمركم فأمروا عليكم من أحببتم فإنكم إن أمرتم في حياتي كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي . .....(*1)
وتشاور الصحابة رضي الله عنهم، وكل يحاول أن يدفع الأمر عن نفسه ويطلبه لأخيه إذ يرى فيه الصلاح والأهلية، لذا رجعوا إليه، فقالوا : رأينا يا خليفة رسول الله رأيك ...
قال أبو بكر : فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده، فدعا أبو بكر عبد الرحمن بن عوف فقال له: أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال له : ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني ..
فقال أبو بكر : وإن !
فقال عبد الرحمن : هو والله أفضل من رأيك فيه،
ثم دعا عثمان بن عفان. فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب. فقال: أنت أخبر به، فقال : على ذلك يا أبا عبد الله !
فقال عثمان : اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، وأنه ليس فينا مثله . ...
فقال أبو بكر : يرحمك الله والله لو تركته ما عدتك .. ثم دعا أسيد بن حضير فقال له : مثل ذلك،
فقال أسيد : اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضا، ويسخط للسخط، والذي يسر خير من الذي يعلن، ولن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، ...
وكذلك استشار سعيد بن زيد وعدداً من الأنصار والمهاجرين، وكلهم تقريباً كانوا برأي واحد في عمر إلا طلحة بن عبيد الله خاف من شدته فقال لأبي بكر ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته ؟
فقال أبو بكر : أجلسوني أبالله تخوفونني ؟ خاب من تزود من أمركم بظلم أقول اللهم استخلفت عليهم خير أهلك ..(*2)
وبين لهم سبب غلظة عمر وشدته فقال :
ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما عليه . ......(*3) 👍👍
ثم كتب عهداً مكتوباً يقرأ على الناس في المدينة وفي الأمصار عن طريق أمراء الأجناد فكان نص العهد :
{ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها، حيث يؤمن الكافر، ويوقن الفاجر، ويصدق الكاذب، ....
إني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي، وإياكم خيراً، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب، والخير أردت ولا أعلم الغيب؛ ....
○وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون َ ○(الشعراء227) }
👌 إن عمر هو نصيحة أبي بكر الأخيرة للأمة، فقد أبصر الدنيا مقبلة تتهادى وفي قومه فاقة قديمة يعرفها، فإذا ما أطلوا لها استشرفوا شهواتها، فنكلت بهم واستبدت، وذاك ما حذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه . ...(*4) ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم . ....(*5)،
👌 لقد أبصر أبو بكر الداء فأتى لهم رضي الله عنه بدواء ناجح … جبل شاهق، إذا ما رأته الدنيا أيست وولت عنهم مدبرة، ....
إنه الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :
《 إيها يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك 》. .. ...(*6).
إن الأحداث الجسام التي مرت بالأمة، قد بدأت بقتل عمر، هذه القواصم خير شاهد على فراسة أبي بكر وصدق رؤيته في العهد لعمر، ...
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : أفرس الناس ثلاثة :
- صاحبة موسى التي قالت: يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين،
- وصاحب يوسف حيث قال :أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً،
- وأبو بكر حين استخلف عمر .. ... .. (*7) ،
👌 فقد كان عمر هو سد الأمة المنيع الذي حال بينها وبين أمواج الفتن .......(*8) .
هذا وقد أخبر عمر بن الخطاب بخطواته القادمة فقد دخل عليه عمر فعرفه أبو بكر بما عزم فأبى أن يقبل، فتهدده أبو بكر بالسيف فما كان أمام عمر إلا أن يقبل ......(*9) 😐
وأرد الصديق أن يبلغ الناس بلسانه واعياً مدركاً حتى لا يحصل أي لبس فأشرف أبو بكر على الناس وقال لهم :
《 أترضون بمن استخلف عليكم، فإني والله ما ألوت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا. فقالوا : سمعنا وأطعنا 》... ... (*10)
وتوجه الصديق بالدعاء إلى الله يناجيه ويبثه كوامن نفسه، وهو يقول:
《 اللهم وليته بغير أمر نبيك، ولم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة، واجتهدت لهم رأيي، فولَّيت عليهم خيرهم، وأحرصهم على ما أرشدهم، وقد حضرني من أمرك ما حضر، فأخلفني فيهم فهم عبادك 》 ......(*11).
وكلف أبو بكر عثمان رضي الله عنه : بأن يتولى قراءة العهد على الناس وأخذ البيعة لعمر قبل موت أبي بكر بعد أن ختمه لمزيد من التوثيق والحرص على إمضاء الأمر،
وقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ فقالوا: نعم. فأقروا بذلك جميعاً ورضوا به . .......(*12)
فبعد أن قرأ العهد على الناس ورضوا به أقبلوا عليه وبايعوه ... (*13)
واختلى الصديق بالفاروق وأوصاه بمجموعة من التوصيات لإخلاء ذمته من أي شيء، حتى يمضي إلى ربه خالياً من أي تبعة بعد أن بذل قصارى جهده واجتهاده .. ....(*14)
وقد جاء في الوصية :
{ اتق الله ياعمر، واعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تُؤدى فريضة، ..
وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفّت موازين من خفَّت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل غداً أن يكون خفيفاً،..
وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: إني أخاف أن لا ألحق بهم،....
وإن الله تعالى ذكر أهل النار، فذكرهم بأسوأ أعمالهم، وردّ عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم، قلت : إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغباً راهباً، لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمة الله، ....
فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت ولست تُعجزه } .... ...(*15).
وباشر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعماله بصفته خليفة للمسلمين فور وفاة أبي بكر رضي الله عنه .. ....(*16).
ويلحظ الباحث : أن ترشيح أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب، لم يأخذ قوته الشرعية، ما لم يستند لرضا الغالبية بعمر وهذا ما تحقق حين طلب أبو بكر من الناس أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة من بعده، فوضعوا الأمر بين يديه، وقالوا له، رأينا إنما هو رأيك .. ......(*17)
ولم يقرر أبو بكر الترشيح إلا بعد أن استشار أعيان الصحابة فسأل كل واحد على انفراد، ولما ترجح لديه اتفاقهم أعلن ترشيحه لعمر، فكان ترشيح أبي بكر صادراً عن استقراء، لآراء الأمة من خلال أعيانها،
على أن هذا الترشيح لا يأخذ قوته الشرعية إلا بقبول الأمة به، ذلك أن اختيار الحاكم حق للأمة، والخليفة يتصرف بالوكالة عن الأمة. ولا بد من رضا الأصيل، ...
ولهذا توجه أبو بكر إلى الأمة: أترضون بمن استخلف عليكم؟ فإني والله ما ألوت من جهدي الرأي ولا وليت ذا قرابة، وأني قد استخلفت عمر بن الخطاب. فأسمعوا له وأطيعوا، فقالوا : سمعنا وأطعنا . ...(*18)
وفي قول أبي بكر أترضون بمن استخلف عليكم، إشعار بأن الأمر للأمة وأنها هي صاحبة العلاقة والاختصاص . ..(*19)
إن عمر رضي الله عنه ولي الخلافة باتفاق أهل الحل والعقد وإرادتهم فهم الذين فوضوا لأبي بكر انتخاب الخليفة، وجعلوه نائباً عنهم في ذلك، فشاور ثم عين الخليفة، ثم عرض هذا التعيين على الناس فأقروه، وأمضوه ووافقوا عليه،
وأصحاب الحل والعقد في الأمة هم النواب (الطبيعيون) عن هذه الأمة، وإذن فلم يكن استخلاف عمر رضي الله عنه إلا على أصح الأساليب الشورية وأعدلها .... ....(*20).
إن الخطوات التي سار عليها أبو بكر الصديق في اختيار خليفته من بعده لا تتجاوز الشورى بأي حال من الأحوال، وإن كانت الإجراءات المتبعة فيها غير الإجراءات المتبعة في تولية أبي بكر نفسه ........(*21)،
وهكذا تم عقد الخلافة لعمر رضي الله عنه بالشورى والاتفاق، ولم يورد التاريخ أي خلاف وقع حول خلافته بعد ذلك، ولا أن أحداً نهض طول عهده لينازعه الأمر، بل كان هناك إجماع على خلافته وعلى طاعته في أثناء حكمه، فكان الجميع وحدة واحدة ........ (*22).
--------------------------------------------------------------------
🔸خطبة الفاروق لما تولى الخلافة
اختلف الرواة في أول خطبة خطبها الفاروق عمر، فقال بعضهم، إنه صعد المنبر فقال :
《 اللهم إني شديد فليِّنِّي، وإني ضعيف فقوني، وإني بخيل فسخِّني 》...(*23)،
وروي إن أول خطبة كانت قوله:
《 إن الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم بعد صاحبيّ، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني، ولا يتغيب عني فآلو فيه عن أهل الجزء – يعني الكفاية – والأمانة، والله لئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساءوا لأنكلنّ بهم، 》
فقال من شهد خطبته ورواها عنه : فوالله ما زاد على ذلك حتى فارق الدنيا .... ...(*24)،
وروي أنه لما ولي الخلافة صعد المنبر وهمّ أن يجلس مكان أبي بكر فقال :
《 ما كان الله ليراني أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكر. فنزل مرقاة - درجة من المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
اقرؤوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، ....
وتزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم؛ إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف 》..(*25).
ويمكن الجمع بين هذه الروايات إذا افترضنا أن عمر ألقى خطبته أمام جمع من الحاضرين فحفظ بعضهم منها جزءاً فرواه، وحفظ آخر جزءاً غيره فذكره،...
وليس من الغريب أن يمزج الفاروق في أول خطبة له بين البيان السياسي، والإداري والعظة الدينية، فذلك نهج هؤلاء الأئمة الأولين الذين لم يروا فارقاً بين تقوى الله والأمر بها وسياسة البشر تبعاً لمنهجه وشريعته،...
كما أنه ليس غريباً على عمر أن يراعي حق سلفه العظيم أبي بكر فلا يجلس في موضع كان يجلس فيه فيساويه بذلك في أعين الناس، فراجع عمر نفسه رضي الله عنه ونزل درجة عن مكان الصديق رضي الله عنه ...... (*26)
--------------------------------------------------------------------
🔸 وفي رواية أخرى :
أنه بعد يومين من استخلافه تحدث الناس فيما كانوا يخافون من شدته، وبطشه، وأدرك عمر أنه لابد من تجلية الأمر بنفسه، فصعد المنبر وخطبهم فذكر بعض شأنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وخليفته، وكيف أنهما توفيا وهما عنه راضيان، ..
ثم قال:
… ثم إني قد وليت أموركم أيها الناس، فاعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت (* صارت ضعفين)، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي ولست أدع أحداً يظلم أحداً أو يتعدى عليه حتى أضع خدّه على الأرض، وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحق....
وإني بعد شدتي تلك أضع خدي لأهل العفاف وأهل الكفاف،
ولكم عليّ أيها الناس خصال أذكرها لكم فخذوني بها ؛
لكم علي أن لا أجتبي شيئاً من خراجكم، ولا مما أفاء الله عليكم إلا في وجهه، ...
ولكم عليّ إذا وقع في يدي ألا يخرج مني إلا في حقه، ..
ولكم عليّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى وأسُدّ ثغوركم،....
ولكم عليّ ألا ألقيكم في المهالك ولا أجمّركم في ثغوركم،( يعني لا أبقيكم على جبهات القتال بعيداً عن أهليكم مدة طويلة ).
وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم،
فاتقوا الله عباد الله، وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ...(*27)،
وجاء في رواية :
إنما مثل العرب مثل أنف اتبع قائده، فلينظر قائده حيث يقوده، أما أنا فورب الكعبة لأحملنهم على الطريق (*28).
🌺 رضي الله عن أبي بكر و عمر 🌺
🌺 وصلى الله على محمد و آله وصحبه وسلم 🌺
--------------------------------------------------------------------
(*1) البداية والنهاية (7/18)، تاريخ الطبري (4/238).
(*2) الكامل لابن الأثير (2/ 79)، التاريخ الإسلامي محمود شاكر ص101.
(*3) الكامل لابن الأثير (2/79).
(*4) تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء ص66-117، أبو بكر رجل دولة ص99.
(*5) البخاري، ك الجزية والموادعة رقم 3158.
(*6) البخاري، ك فضائل أصحاب النبي رقم 3683.
(*7) مجمع الزوائد (10/ 268) صحيح الإسناد.
(*8) أبو بكر رجل الدولة ص 100.
(*9) مآثر الأنافة (1/ 49).
(*10) تاريخ الطبري (4/248).
(*11) طبقات بن سعد (3/199)، تاريخ المدينة لابن شبهة. (2/665-669).
(*12) طبقات بن سعد (3/200).
(*13) دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة للشجاع ص272 .
(*14) نفس المصدر ص272 .
(*15) صفة الصفوة (1/264،265).
(*16) دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة ص272
(*17) القيود الواردة على سلطة الدولة في الإسلام ص172 .
(*18) تاريخ الطبري (4/248).
(*19) القيود الواردة على سلطة الدولة في الإسلام ص172 .
(*20) أبو بكر الصديق، علي طنطاوي ص237 .
(*21) دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة ص272 .
(*22) دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة ص272
(*23) مناقب أمير المؤمنين لابن الجوزي ص170،171 .
(*24) الطبقات (3/275).
(*25) كنز العمال رقم 44214 نقلاً عن الدولة الإسلامية د. حمدي شاهين ص120
(*26) الدولة الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين، د. حمدي شاهين ص120 .
(*27) الإدارة العسكرية في عهد الفاروق ص106 .
(*28) السياسة الشرعية. د. إسماعيل بدوي ص160 نقلاً عن الطبري.
☆ فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب للصلابي
ص 121-108
--------------------------------------------------------------------
تابعونا
لا يتوفر وصف للصورة.
كل التفاعلات:
١٥
تعليق واحد
مشاركة واحدة
أعجبني
تعليق
مشاركة

تعليق واحد

الأكثر ملاءمة

اضغط على Enter للنشر.
  • اسامة رائد
    جزاك الله خيرآ
    رضي الله عن الفاروق عمر
    ١
    • أعجبني

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list