إبن شداد الموصلي .. مؤرخ صلاح الدين الأيوبي

  إبن شداد الموصلي .. مؤرخ صلاح الدين الأيوبي

صاحب كتاب : "النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية"

-----------------------------------------------------------------



أبو المحاسن بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الأسدي الموصلي الشهير بابن شداد .(539هـ/1145م - 632هـ/1234م)


 قاضٍ وفقيه وعالم ومؤرخ مسلم عاصر صلاح الدين الأيوبي، وأرّخ لفترته. ولقب (بهاء الدين ، وأبو العز ، أبو المحاسن).


ذكره ابن كثير بقوله : 

 "«كان رجلاً فاضلاً، أديباً، مقرئاً، ذا وجاهة عند الملوك»".


وقال عنه ابن قاضي شهبة :

 "«قصده الطلبة للدين والدنيا، وعظم شأن الفقهاء في زمانه لعظم قدره، وارتفاع منزلته»".


قال عنه عمر بن الحاجب : 

"«كان ثقة، حجة، عارفاً بأمور الدين. اشتهر اسمه وسار ذكره، وكان ذا صلاح وعبادة، وكان في زمانه كالقاضي أبو يوسف في زمانه»".


وقال عنه زكي الدين المنذري: 

"«حدث بحلب ودمشق ومصر وغيرها من البلاد ودرس بغير مدرسته، وأقرأ، وولى قضاء العساكر في الأيام الناصرية مدة، وقضاء القضاء بمدينة حلب، وصنف تصانيف حسنة»".


وقال عنه تاج الدين السبكي: 

"«كان إماماً فاضلاً ثقة، عارفاً بالدين والدنيا رئيساً مشاراً إليه، متعبدًا متزهداً، نافذ الكلمة، وكان يشبه القاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة في زمانه»" وقال: "«اجتمعت الألسن على مدحه، والقلوب على حبه، لمكارمه وأفضاله ونفعه الطلبة في العلم والدنيا»".


وأثنى عليه ابن خلكان وترجم له ترجمة كبيرة وقال: "«لقد أخذت عنه كثيراً»". 


وقال : 

«وكان القاضي أبو المحاسن يسلك طريق البغاددة في ترتيبهم وأوضاعهم، والروؤساء الذين يترددون إليه كانوا ينزلون عن دوابهم على قدر أقدارهم، لكل واحد منهم مكان معين لا يتعداه» .


وقد قدم عليه ابن خروف الشاعر فكتب إليه رسالة من شعره يمتدحه فيها كان مطلعها :

بهاء الدين والدنيا ونور المجد والحسب

-----------

🔹️ مولده و نشأته 



ولد ابن شداد في الموصل في 10 رمضان 539 هـ/7 مارس 1145، وفيها حفظ القرآن الكريم في صغره، وقرأ على شيوخ الموصل كتباً في علوم الحديث والتفسير والفقه والقراءات والأدب، وتنقل بين بغداد والموصل طلباً للعلم  عاد إلى الموصل في عام 1173. 


وفي عام 1188 ، بعد عودته من الحج، استدعاه صلاح الدين الأيوبي الذي كان قد قرأ وأعجب بكتاباته، ولازم ابن شداد صلاح الدين الذي عينه قاضيًا للعسكر، ..


وهكذا، أصبح ابن شداد شاهد عيان على حصار عكا ومعركة أرسوف، وألف كتابه «وقائع حية من الحملة الصليبية الثالثة»


وأصبح ابن شداد صديقًا مقربًا وواحد من مستشاري صلاح الدين الرئيسيين، بقية حياة السلطان .


وبعد وفاة صلاح الدين، عُيّن ابن شداد قاضيًا لحلب، حتى توفي فيها في 14 صفر 632 هـ (8 نوفمبر 1234)، عن عمر بلغ 89 عامًا.


تعد أشهر أعمال بهاء الدين بن شداد تأريخه لعصر صلاح الدين الأيوبي، والتي نشرها باسم "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية"،  وهو العمل الذي نجا ولم يضع عبر الزمن.


🔹️ من أبرز كتبه : 


▪︎ النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية

▪︎فضائل الجهاد

▪︎ملجأ القضاة من غموض الأحكام

▪︎البراهين على الأحكام

 والكتابان الأخيران حول تطبيق الشريعة الإسلامية 


🔹️ مرضه ووفاته


وقد استنفذ ابن شداد بقية عمره في العلم والتدريس في حلب إلى أن مرض ووهن الشيخوخة فلزم مكاناً دافئاً يقيم فيه متدثراً لا يقوم إلا لأداء الصلاة،


ويؤرخ ابن خلكان لذلك بقوله : 

«كنا نسمع الحديث ونردده إليه في داره وقد كانت له قبة تختص به وهي شتوية لا يجلس إلا فيها صيفاً أو شتاء، لأن الهرم كان قد أثر عليه حتى صار كفرخ الطائر من الضعف لا يقدر على حركات الصلاة إلا بمشقة، وكانت النزلات تعتريه في دماغه، فلا يفارق تلك القبة، وكان رحمه الله لا يخرج لصلاة الجمعة إلا في شدة القيظ، وإذا قام إلي الصلاة بعد الجهد يكاد يسقط».


ويقول ابن خلكان : 

«ولقد كنت انظر إلى ساقيه وإذ وقف للصلاة كأنهما عودان رقيقان لا لحم عليهما». 


فكانت وفاته في حلب يوم الأربعاء 14 صفر 632هـ، ودفن في قبره الذي بناه لنفسه بجوار مدرسته في حلب.


ويقول المنذري: «وصلينا عليه صلاة الغائب بحران في الشهر المذكور» ولم يرزق ابنًا ولا كان له أقارب.


هكذا تجد الفاتحين يصحبون العلماء ويقدمونهم و يعلون من قدرهم في دولتهم ؛ وتجد الفاشلين يضطهدون العلماء ويقصونهم و يحبسونهم ؛ فيعاقبهم الله بالفقر و الأمراض والمذلة و الهوان على يد الأعداء ؛ فاتعظوا يا أولي الألباب .

#الأعلاموالتراجمجواهر

--------------------------------------------------------------------

الكامل في التاريخ "ابن الأثير  ، جزء 12  

اللباب في تهذيب الأنساب " ، دار صادر ، بيروت ، 1980 م .

الأعلام، خير الدين الزركلي: ابن شداد ، 1980، صفحات 2–4

عقود الجمان في شعراء هذا الزمان ؛ ابن الشعار الموصلي (2005)، كامل سلمان الجبوري (المحرر)، ، المجلد الثامن، الجزء العاشر، ص. 208-2012، 

طبقات الشافعية عبد الرحيم الأسنوي 

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ،ابن تغرى بردى،

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list