تاريخ السلاجقة والدانشمند ... (1)
--------------------------------------------------------------------
على الرغم من قصر فترة ازدهار دولة السلاجقة إلا ان ظهورها كان نقطة تحول غيرت من مسار التاريخ وأنقذت المذهب السني الذي وقع بين فكي كماشة : أوربا الصليبية من جهة ؛ وبراثن الشيعة الإسماعيلية الباطنية من جهة أخرى.
ولقد ولدت دولة السلاجقة السنية في توقيت دقيق و شديد الخطر أيضا ؛ فقد كان البيزنطيون بدأوا هجماتهم المكثفة منذ نحو قرن على الخلافة العباسية ؛ تزامن ذلك مع نشأة الدولة العبيدية في أفريقيا و امتداد سيطرتها إلى مصر والجزيرة العربية و فلسطين.. بينما كان البويهيون الشيعة سيطروا تماما على مركز الخلافة في الشرق .
وكانت الأيام تخبئ الأسوأ للعالم الإسلامي فبعد نحو نصف قرن سترسل أوربا الكاثوليكية من الغرب حملاتها الصليبية دعما ﻷبناء عمومتهم البيزنطيين الأرثوذوكس ؛ وفي القرن الذي يلي ذلك سيبدأ التتار هجومهم الكاسح للعالم الإسلامي من الشرق !!
من وجهة نظري أن ظهور السلاجقة كان له أثران مهمان :
●الأول إحياء المذهب السني و كسر المذهب الباطني لتستعد المنطقة لاستقبال الصليبيين ثم تتغلب عليهم بعد كفاح طويل و مرير ؛ و مراس ومران شديد ليبقى بالنهاية طائفة سنية تصد الغزو المغولى المدمر الذي قهر العالم كله .ونشأ على أثر ذلك دولة المماليك السنية التى حمت بلاد المسلمين فترة طويلة وبقوة.
● و الثاني كان زحزحة البيزنطيين عن حدود دولة الخلافة و طردهم إلى أقصى الغرب في آسيا الصغرى و هو ما أدى إلى ابتعاد جزء من السلاجقة عن متناول البطش المغولي بعض الشيء ؛ فاستمرت دولتهم فيها إلى أن نشأت على أثرها دولة قوية صدت أوربا و غزتها في عقر دارها و حمت الشرق الإسلامي من غزوهم قرونا حتى العصر الحديث وهي الدولة العثمانية . (*1)
---------------------------------------------------------------------
أصول السلاجقة ومواطنهم وبداية ظهورهم
ينحدر السلاجقة من قبيلة " قنق " التركمانية، وتمثل مع ثلاث وعشرين قبيلة أخرى مجموعة القبائل التركمانية المعروفة بـ " الغز " وفي منطقة ما وراء النهر والتي سميها اليوم " تركستان " والتي تمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً إلى بحر الخزر ( بحر قزوين ) غرباً، ومن السهول السيبيرية شمالاً إلى شبه القارة الهندية وفارس جنوباً،.
استوطنت عشائر الغز ، وقبائلها الكبرى تلك المناطق وعرفوا بالترك أو الأتراك ثم بدأت هذه القبائل في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي في الانتقال من موطنها الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة، ..
وذكر المؤرخون مجموعة من الأسباب التي ساهمت في هجرتهم،
● فالبعض يرى أن ذلك بسبب عوامل اقتصادية فالجدب الشديد وكثرة النسل، جعلت هذه القبائل تضيق ذرعاً بمواطنها الأصلية، فهاجرت بحثاً عن الكلأ والمراعي والعيش الرغيد ،
● والبعض الآخر يعزو تلك الهجرات لأسباب سياسية، حيث تعرضت تلك القبائل لضغوط كبيرة من قبائل أخرى فاضطرت إلى ترك أراضيها ، بحثاً عن نعمة الأمن والاستقرار..
واضطرت تلك القبائل المهاجرة أن تتجه غرباً، ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان ، فأصبحوا من القرب من الأراضي الإسلامية والتي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21ﻫ - 641م . (*2)
---------------------------------------------------------------------
اتصال الأتراك بالعالم الإسلامي
في عام 22ﻫ - 642م تحركت الجيوش الإسلامية إلى بلاد الباب لفتحها وكانت تلك الأراضي يسكنها الأتراك، وهناك التقى قائد الجيش الإسلامي عبد الرحمن بن ربيعة بملك
الترك شهربراز، فطلب من عبد الرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الإسلامي لمحاربة الأرمن،
فأرسله عبد الرحمن إلى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهربراز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمه بالأمر، فوافق على ما فعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع إلى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الإسلام فيها ،
وتقدمت الجيوش الإسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الإسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الإسلامية في تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الإسلامية، ..
وأصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والأقاليم ومنهم الأتراك، فتم الاتصال بالشعوب الإسلامية واعتنق الأتراك الإسلام، وانضموا إلى صفوف المجاهدين لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله .
وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم فتح بلاد طبرستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31ﻫ ونزلوا بلاد ما وراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الإسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين ،
وواصلت الجيوش الإسلامية تقدمها في تلك الأقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وتوغلت تلك الجيوش المظفرة حتى وصلت سمرقند، وما أن ظهر عهد الدولة الراشدية الإسلامية حتى صارت بلاد ما وراء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الإسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة ،
وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والإدارية في الدولة، فكان منهم الجند والقادة والكتّاب، وقد التزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب،..
ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي، وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شؤون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف إلى تقليص النفوذ الفارسي، الذي كان له اليد المطلقة في إدارة الدولة العباسية منُذ عهد الخليفة
المأمون ،
وقد تسبب اهتمام المعتصم بالأتراك من نقمة الناس عليه، فأسس مدينة جديدة هي (سامراء)، تبعد عن بغداد حوالي 125كم وسكنها هو وجنده وأنصاره،..
وهكذا بدأ الأتراك منُذ ذلك التاريخ في الظهور في أدوار هامة على مسرح التاريخ الإسلامي حتى أسسوا لهم دولة إسلامية كبيرة كانت على صلة بخلفاء الدولة العباسية عرفت بالدولة السلجوقية . ...(*3)
---------------------------------------------------------------------
بداية ظهور السلاجقة
ينتسب السلاجقة إلى جدهم دقاق الذي كان وأفراد قبيلته في خدمة أحد ملوك الترك الذي كان يعرف باسم بيغو ، وكان دقاق في هذه المرحلة من تاريخ السلاجقة، مقدم الأتراك الغُز، مرجعهم إليه، لا يخالفون له قولاً، ولا يتعدون له أمراً ،
وكان سلجوق بن دقاق في خدمة (بيغو) كما كان والده من قبل، حيث كان يشغل وظيفة عسكرية مهمة التي تعني " مقدم الجيش " وفي هذا الوقت تذكر المصادر أن مظاهر التقدم وعلامات القيادة بدت واضحة عليه حتى أن زوجة الملك أخذت تثير مخاوف زوجها فيه لما رأت من حب الناس له وانصياعهم إليه، إلى الحد الذي أغرته بقتله !!
وما أن عرف سلجوق بذلك حتى أخذ إتباعه ومن اطاعه وتوجه إلى دار الإسلام وأقام بنواحي جند قريباً من نهر سيحون، وفيها أعلن سلجوق إسلامه وأخذ يشن غاراته على الكفار الترك ، ....
وبعد وفاة سلجوق في جند، خلف عدداً من الأولاد ساروا على سياسة والدهم في شن الغارات على الترك الوثنيين وبذلوا جهوداً كبيرة في حماية السكان المسلمين الآمنين من غاراتهم ، فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وقد أكسبهم ذلك كله احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم فقد غزا ميكائيل بن سلجوق بعض بلاد الكفار من الترك فقاتل حتى : استشهد في سبيل الله .(*4)
---------------------------------------------------------------------
المشرق الإسلامي قبيل ظهور السلاجقة
شهدت الفترة التي سبقت ظهور دولة السلاجقة قيام و صراع وتعاقب عدة دويلات إلى جوار الخلافة العباسية هي :
1- الدولة السامانية : 204 - 395ﻫ :
السامانيون أو الدولة السامانية سلالة فارسية حكمت في بلاد ماوراء النهر وأجزاء من فارس وأفغانستان ما بين 819م إلى 999 م، عاصمتها بخارى.و كانوا على المذهب السني.
--------------
2- الدولة الغزنوية : 351 – 582 ﻫ
الدولة الغزنوية (باللغة الفارسية غزنویان ) هي دولة إسلامية سنية حكمت بلاد ما وراء النهر، وشمال الهند وخراسان، في الفترة ما بين سنتي 961م و1187م.وقد قام الغزنويون بتسمية عاصمتهم باسمهم، وهي مدينة غزنة التي توجد الآن داخل حدود دولةأفغانستان.
--------------
3- الدولة القراخانية : 349ﻫ - 536ﻫ
قرا بلغة التركمان يعني أسود ؛
و القاراخاني يعني الخانات (الملوك)السود، : سلالة تركية (من الإيوغور) حكمت في بلاد ما وراء النهر، نشأت فى 840م وحكموا بالإسلام منذ العام 934م الى العام 1212م
كانت عاصمتهم بلاساغون ثم كاشغر ثم سمرقند.
--------------
4- الدولة البويهية : 334ﻫ - 447ﻫ
الدولة البويهية الشيعية التأسيس932 م الزوال1062م
العاصمة شيراز والرى ؛ وينحدر بنو بويه من أعالي جبال الديلم ويرجعون في نسبهم إلى ملوك الساسانية الفرس .
استمدوا اسمهم من أبي شجاع بويه الذي مدحه المتنبي ، والذي لمع اسمه أثناء عهد الدولتين السامانية ثم الزيارية. استطاع ثلاثة من أبنائه الاستيلاء على السلطة في العراق وفارس. خلع عليهم الخليفة العباسي ألقاب السلطنة. (*5)
سنتناول كل واحدة باختصار
---------------------------------------------------------------------
1- الدولة السامانية : 204 - 395ﻫ
ينسبون إلى جدهم سامان وهو أحد الدهاقين(الرؤساء) الفرس المعروفين وهم ينحدرون من أسرة فارسية عريقة، أما موطنهم الأصلي، فكان مدينة بلخ ..
وكان أول اتصال لسامان بالدولة الإسلامية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان " 105ﻫ - 125ﻫ "، عندما وفد على أسد بن عبد الله القسري والى خراسان آنذاك
كانت الاضطرابات وهجمات الأتراك والدهاقين المتكررة التي شهدها إقليم خراسان بشكل عام وبلخ بشكل خاص هي التي أجبرت سامان على الفرار والالتجأ إلى أسد القسري للاحتماء به، فقد كان هذا الأخير ملجأ المضطهدين من العرب والفرس على حد سواء ،
وقد أكرمه الوالى أسد القسري وقدم له الحماية وساعده على قهر خصومه وأعاده إلى بلخ ، فاعتنق سامان الإسلام على يديه وسمي ابنه أسد تيمناً به وحبا له ..
بعد ذلك كان أسد بن سامان هذا من جملة أصحاب علي بن عيسى بن ماهان عندما ولاه الخليفة هارون الرشيد أمر خراسان، وتوفي في ولايته ،
وفي عهد الخليفة هارون الرشيد، خرج رافع بن الليث في ما وراء النهر وبسط سلطته على سمرقند ، فأرسل الخليفة ضده جيشاً بقيادة هرثمة بن أعين،..
وهنا نجد أبناء أسد بن سامان يقفون إلى جانب هرثمة ويشدون من أزره واستطاعوا بجهودهم تلك أن يحملوا رافع بن الليث على عقد الصلح مع هرشمة وبذلك أبعدوا سيطرته عن سمرقند ،...
وفي خلافة المأمون (198 - 218ﻫ) لقي أبناء أسد الأربعة احتراماً وتقديراً عند المأمون حيث قربهم إليه وشملهم برعايته لإخلاصهم في خدمته، فطلب من واليه على خراسان غسان بن عباد أن يسند إلى كل منهم ولاية على أكبر أقاليم بلاد ما وراء النهر، ...
فأصبح نوح والياً على سمرقند، وأحمد على فرغانة، ويحي على الشاش وأشروسنة وإلياس على هراة وقد تمكن هؤلاء أن يثبتوا أنهم أهل للمسؤولية التي أنيطت بهم بأن أعادوا الأمن والاستقرار إلى هذه الأقاليم وأكدوا سلطة الخلافة العباسية عليها ..
ولم تعد هذه الأقاليم في عهدهم كما كانت قبل هذه الحقبة موطناً لحركات التمرد والعصيان على الخلافة،
وعلى الرغم من كل ذلك فقد استطاعوا توطيد نفوذهم في إقليم ما وراء النهر واكتسبوا بذلك مكانة رفيعة وسمعة طيبة في أنحاء الإقليم .
وقد برز من هؤلاء الأخوة الأربعة أحمد بن اسد بن ساسان الذي أصبح إليه حكم فرغانة والشاس وقسم من الصغد وسمرقند ...
واستمر أحمد في حكم المنطقة حتى وفاته عام 250ﻫ ، فتولى بعده ابنه نصر الذي حكم المنطقة حتى سنة 259ﻫ وصار يتبع الخلافة مباشرةً لانتهاء حكم الطاهريين هناك .
وفي سنة 263ﻫ عين الخليفة المعتمد، نصر بن أحمد والياً على بلاد ما وراء النهر بأكملها وقد تولى مناصب الولاية والحكم في مرحلة مهمة جداً في تاريخ السامانيين حيث يمكن اعتبارها البداية الحقيقية لقيام الدولة السامانية،
فقد هيأت الظروف السائدة في هذا الإقليم البعيد عن مركزالخلافة العباسية للسامانيين فرصة وطدّوا من خلالها حكمهم هناك، فأصبحوا شبه مستقلين أخذين على عاتقهم مسؤولية حماية الأراضي الإسلامية،فضلاً عن تأمين استمرار التجارة وتدفق السلع المختلفة إلى مناطقهم...
واستطاعوا أن يحققوا لأنفسهم استقراراً سياسياً واقتصادياً جعلهم فيما بعد قادرين على التوجه نحو خراسان ،
وبعد وفاة نصر تولى مقاليد الأمور في الدولة السامانية أخوه إسماعيل بن أحمد سنة 279ﻫ والذي يُعد من أعظم حكام السامانيين بلا منازع في المجالات السياسية والحربية والإدارية على السواء،
فقد شهدت الدولة السامانية في عهده، رفاهاً واستقراراً سياسياً حيث اتسعت حدودها وتوطّد استقلالها أكثر من ذي قبل وقد اتخذ إسماعيل من بخارى عاصمة له فشهدت في عهده ازدهاراً فكرياً واسعاً حيث ترعرت ونشطت الثقافة الإسلامية ...
وبعد وفاة إسماعيل تولى الحكم في الدولة السامانية ابنه أحمد وذلك عام 295ﻫ وأقر الخليفة المكتفي (289 - 295ﻫ) حكمه عند ما بعث إليه بعهده على خراسان وما وراء النهر في ربيع الآخر من السنة نفسها ، ...
وقد أثبت الأمير الساماني أحمد بن إسماعيل جدارة في الحكم فقد تغلب على جميع المتاعب وتمكن من تدليل مشاكل الحكم التي واجهته خلال عهده، فقد انتصر في عدة مواقع على الأتراك الرحالة الوثنيين خارج حدود الخلافة
وعلى ذلك ولاه الخليفة شرطة بغداد،وأعمال فارس وكرمان ، وقد اهتم السامانيون بنشر الإسلام في صفوف الترك، وقاموا بتغيير استراتيجيتهم في القتال مع الترك ...
وذلك أن السامانيين عدلوا عن أسلوب الدفاع الذي كان متبعاً في وادي سيحون ضد الكفار من الترك منُذ شرع قتيبة بن مسلم في فتح هذه البلاد وكان هذا الأسلوب القديم يعتمد على إقامة الحصون، وحفر الخنادق التي تحمي المسلمين من غارات الترك المفاجئة،...
فلما جاء السامانيون عدلوا عن موقف الدفاع من وراء الحصون والخنادق عند وادي سيحون إلى موقف الهجوم على مناطق المراعي لتأديب الأتراك المغيرين، كما عدلوا عن إنشاء وترميم ما تهدم من هذه الحصون ...
وكان لهذا التطور في طريقة الدفاع عن الأراضي الإسلامية تأثيره على علاقة الإسلام بالتركستان، إذ عبر كثير من سكان ما وراء النهر في جماعات متتابعة إلى مناطق المراعي بل وإلى داخل المناطق الصحراوية حيث أنشئوا مدناً صغيرة في شكل مستعمرات سكانية استقروا بها، وبدءوا منها نشاطهم الاقتصادي ....
وواكب هذا النشاط الاقتصادي نشاط ملحوظ في الدعوة إلى الإسلام قام بالدور الأساسي فيه الدعاة إلى الله المتجردون المخلصون، فقد كان لهذا التطور، بالإضافة إلى ما صحبه وسبقه من نشاط تجاري دوره الكبير في تعرف الأتراك على الإسلام، ...
وهذا التعرف انتهى بهم إلى الدخول في الإسلام ، نظراً لما تتميز به عقائد الإسلام من بساطة تناسب طبيعتهم البدوية بالإضافة إلى ما تميز به الإسلام من سمو روحي، وتفوق مادي حضري أدركوا أثرهما في سلوك مواطنيهم الذين سبق وأن هاجروا إلى ما وراء النهر، ثم عاد بعضهم مع القادمين الجدد الذين أقاموا المدن المستعمرة بين ظهرانيهم في المراعي داخل الصحراء ،
ومن فضل لله وتوفيقه أن الإسلام الذي انتشر بين صفوف الترك في ظل آل سامان كان الإسلام السني ، وقد كان الأتراك متحمسين لهذا المذهب .(*6)
----------------
نهاية الدولة السامانية
أثبت الأمير الساماني أحمد بن إسماعيل جدارة في الحكم فقد تغلب على جميع المتاعب وتمكن من تذليل مشاكل الحكم التي واجهته خلال عهده، وبعد وفاته سنة 301ﻫ ،
وقد خلفه السعيد نصر الذي كان طفلاً في الثامنة من عمره، فاضطربت أمور الدولة السامانية في أول عهده وظهرت الفتن وتمرد أمراء الأطراف محاولين الاستقلال بولاياتهم، ولكن هذا الأمير الساماني الذي طال حكمه مدة ثلاثين عاماً تمكن أثناءها من التغلب على هؤلاء الطامعين جميعاً ..
ولكن ينبغي ألا ننسى أن بوادر الضعف والانهيار ظهرت منُذ منتصف القرن الرابع الهجري، حيث ظهرت حركات الانقسام في صفوف الأسرة السامانية الحاكمة نفسها، وذلك عندما أراد إسحاق بن أحمد عّم السعيد نصر الاستيلاء على الحكم وقد اتخذ سمرقند قاعدة لفعالياته ،
وبدأت الدولة السامانية في الضعف ووافق ذلك ظهور الدولة البويهية الشيعية والتي كانت قد تمكنت من العراق وقد تطلع البويهيون إلى السيطرة على أملاك الدولة السامانية وأشتبك الطرفان في حروب وقد تعرضت الدولة السامانية لضغوط متزايدة من كل الجهات،
فمن الشمال والغرب تعرضت لضغط الديلم والعلويين، كما تعرضت لضغط خانات الأتراك الذين دخلوا الإسلام على يد السامانيين ، ..
وقد استطاع البويهيون انتزاع كرمان من السامانيين والاستيلاء عليها وجباية أموالها التي قاموا بإنفاقها على جيوشهم عام 324ﻫ ، كما ساهمت الأوضاع التي وصل إليها السامانيون إلى اقتسام أملاكهم بين القراخانيين والغزنويين، حيث أخذ القراخانيون ما وراء النهر، أما ما تبقى من مناطق أخرى فكان من نصيب الغزنويين .(*7)
--------------------------------------------------------------------
هل هذه الفقرة طويلة أم معقولة لنراعي ذلك
--------------------------------------------------------------------
(*1) مقدمة صفحة جواهر.
(*2) -أخبار الدولة السلجوقية للحسين ص 2 ، 3، نظام الوزارة للزهراني ص 31.
- تاريخ الترك في آسيا الوسطى ، ترجمة أحمد العيد ص 106الدولة العثمانية ص 23.
-أخبار الأمراء والملوك السلجوقية ، تحقيق د.محمد نور الدين ص 2-4.
- كتاب السلوك ، أحمد المقريزي ح 1 قسم 1 ، ص 3.
- قيام الدولة العثمانية ص 8.
- الكامل في التاريخ (8/22).
- نهاوند ، شوقي أبو خليل ص 55-70
-☆ وانظر الخلافة العباسية السقوط والانهيار ، فاروق عمر فوزي ، تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ، محمد سهيل طقوس، العصر العباسي ، د. خالد عزام.
-------------------
(*3)- تاريخ الأمم والملوك للطبري (3/256،257).
- الدولة العثمانية والشرق العربي ، محمد أنيس ص 12،13.
- فتوح البلدان للبلاذري ص 405،409.
- الدولة العثمانية للصَّلاَّبي ص 25. وانظرقيام الدولة العثمانية ص 12.
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها ، سميرة الجبوري
ص 68.و69،
--------------
(*4)- الكامل في التاريخ (8/22).
- أخبار الدول وآثار الأول (2/451).
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص70.
- الكامل في التاريخ (8/22) الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 73.
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 73.
- دولة سلجوق للبنداري ص 5 ، الدولة السلجوقية ،وسميرة ص 73.
--------------------
(*5) الويكيبيديا
(*6)- تاريخ بخارى منُذ أقدم العصور ص 14.
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 14.و 15.
- تاريخ ابن خلدون (4/226) الدولة السلجوقية ، سميرة ص 15.
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها نقلاً الكامل في التاريخ ص 15.
- الدولة السلجوقية مُنذ قيامها ص 16.و17
- مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ، سهيل ص 16.
تاريخ الطبري نقلاً عن الدولة السلجوقية منُذ قيامها
ص 17.
- الدويلات الإسلامية في الشرق ، محمد علي حيدر ص 97.
- الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 18.
- تاريخ الطبري نقلاً عن الدولة السلجوقية منُذ قيامها
ص 19.
---------------
(*7) - الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 19.
التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني في المشرق الإسلامي ص 101.و102
- تاريخ الطبري نقلاً عن الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 19.
- العالم الإسلامي في العصر العباسي ص 366.
الدولة السلجوقية منُذ قيامها ص 20.
-الكامل في التاريخ نقلاً عن الدولة السلجوقية.
☆ السلاجقة وبروز مشروع إسلامي الصلابي ص23-17
إرسال تعليق