تاريخ الدولة العثمانية (20) محمد الفاتح و فتح البوسنة ومشروع فتح روما

تاريخ الدولة العثمانية   (20)

--------------------------------------------------------------------


محمد الفاتح و فتح البوسنة ومشروع فتح روما 



-------------------------‐-------‐--------------------------‐-------

🔹 فتح البوسنة والهرسك 


أما مملكة البوسنة فلم يقدر لها البقاء كإمارة مستقرة بعد اختفاء الصرب إلا أربع سنوات،َ فلقد قامت فيها المنازعات على العرش، وثارت الحرب الأهلية، وعم َّ الخوف على مصير البلاد أمام قوة الأتراك المرابطة على الحدود والتي تتدخل في أمور البلاد من حين لآخر وتجبرهاُ على دفع الجزية، 


واضطَّرِت البابوية في ذلك الوقت، إلى التدخل في سبيل تثبيت العرش بعد أن زار ملك البوسنة البابا، وأخبره بأن الأتراك يعاملون سكان البلاد بالحسنى لينالوا ودهم ورضاهم وأنهم يَِعدون الفلاحين بالحرية — وكانوا رقيقًا للأرض — ، 


ولتحفيز البابا أفهمه أن مطلب السلطان الفاتح ليس هو البوسنة وإنما هو المجر والبندقية، ثم الزحف بعد ذلك على إيطاليا واكتساح رومة عاصمة المسيحية الباقية. وكانت هذه الزيارة في سنة ١٤٦١م.


حاولت البابوية تثبيت مركز ذلك الملك، كما حاولت معاونته لدرء الخطر العثمانيِ الذي يهدد استقلال بلاده، وعلم السلطان الفاتح بما بيَّنه ذلك الملك من نقض عهوده مع الدولة العثمانية وعزمه على منع إرسال الجزية.


ولذا أرسل إليه يطالبه بدفع الجزية، وشعر ملك البوسنة بقوة في نفسه؛ فالبابوية تؤيده. ولم يكن يدري أن البابوية لن تستطيع له نفعا إذا ما دهمته جحافل الأتراك، 


وأخذ ملك البوسنة الرسول العثماني فأراه كنوزه وبين له باحتقار أنه لا يستطيع التنازل عنها للأتراك. فقرر فاتح القسطنطينية معاقبة البوسنة على عدم وفائها بتعهداتها، ..


وفي سنة١٤٦٣م جهز جيشا ً عظيما لذلك الغرض، وعلم ملك البوسنة بما وقع فناله الفزع وأرسل للسلطان في آخر لحظة ينفذ أوامره، ويطلب منه هدنة لمدة خمسة عشر عام ِ ، فأبدى السلطان قبوله ذلك العرض ولكنه صمم سرا على ضم البوسنة نهائيٍّا إلى الدولة العثمانية .

َّ 

ولذا بعد ارتحال رسل البوسنة بأربعة أيام سار السلطان بجيوشه بسرعة هائلة وأخذ البوسنة على غرة فلم يقف أمامه دفاع، وفتحت العاصمة أبوابها له، وجازى السلطان حاكمها على خيانته لوطنه بأن ألقى به من شاهق صخرة لا تزال تحمل اسم «راداك» إلى اليوم .


وأما ملك البوسنة فقد أمنه السلطان على نفسه ولكن مفتي الدولة أفتى بضرب عنقه لأنه غدر بالسلطان فلا أمان له، واستشهد بالحديث الشريف: «لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.»


  فعاقبه السلطان بالإعدام وضرب أعناق أبنائه، وكان  نفسه،

وسقطت الهرسك بعد البوسنة، فالقصة السائدة في البلقان كانت قصتها قصة التنازع على الملك والاختلاف ؛ ولذا اضطَّرت إلى دفع الجزية للسلطان، وتم فتحها نهائيٍّا في عهد ابن الفاتح السلطان بايزيد الثاني،


 ولقد كان لفتح البوسنة أهمية خاصة، فلقد اعتنق نبلاؤها وأرستقراطيتها الدين الإسلامي وأصبحوا بكوات يحكمون إقطاعاتهم على الطريقة السائدة في الغرب في العصور الوسطى .

-----------------------

🔹 فتح ألبانيا


بعد البوسنة جاء دور ألبانيا، والألبانيون أقدم جنس في البلقان، وخضعوا للدول التي سيطرت على البلقان خضوعا تختلف درجاته. 


وفي القرن الرابع عشر خضعوا للإمبراطور الصربي، ولكن بعد سقوط إمبراطورية الصرب انقسموا كعادتهم إلى قبائل متنافسة متنافرة لا تعترف لشخص واحد بسلطة، ولا تحترم غير نظمها الخاصة وتقاليدها التي أملتها عليها طبيعة البلاد الجبلية.


وفي أوائل القرن الخامس عشر كان ينتظر ألبانيا مصيران، إما الخضوع لجمهورية البندقية أو الخضوع للأتراك. و كانت جمهورية البندقية تتوسع في البحر الأدرياتي بينما كان الأتراك يتوسعون في البلقان، فوقعت ألبانيا بين خطرين عظيمين . 


ولقد استولت البندقية بالتدريج على الأجزاء الساحلية، وتََّم لها ذلك في منتصف القرن الخامس عشر تقريبًا وأصبح البحر الأدرياتي بذلك بحيرة بندقية إلى حٍّد كبير. 


 ولم يكن من مصلحة البندقية — وهي دولة بحرية — أن تتوغل في ألبانيا، داخل بلاد مقفرة جبلية، سكانها أقوياء أشداء ولكنها استخدمت أموالها في سبيل إثارة القبائل الداخلة على الأتراك، ولكن هذه السياسة وإن نفعت وقتًا ما فلم تنته*ي إلى نجاح،


فبالرغم من شجاعة القبائل ومناعة بلادها ما كانت تستطيع الصمود أمام قوة الأتراك مدة طويلة.


وفي أوائل القرن الخامس عشر بدأ الأتراك فتوحهم في ألبانيا، وكان من بين ما أخذوا كضمانات جورج كاستريونس، وكان لا يزال حديث السن، فأكرموا وفادته وعلَّموه الدين الإسلامي فاعتنقه، وسموه إسكندر، وأعطوه لقب بك فصار إسكندر بك.


خدم إسكندر بك في الجيش العثماني وبرز فيه، وحارب ضد الصرب والبنادقة، وأظهر شجاعة ممتازة وبينما كان يخدم في الجيش الذي استخدم ضد المجر في سنة ١٤٤٣م علم بقيام ثورة في ألبانيا، وهرب من العثمانيين إلى أحد الحصون الألبانية، وتنصر ثانية، وأعلن حربًا صليبية على الأتراك، وساعده على النجاح طبيعة الجبال التي كان محتميًا بها.


ً أصبح إسكندر بك من أقوى خصوم الأتراك، ومن أشدهم حقدا، وهو يشبه في هذه الناحية هونيادي المجري، كما يشبهه في ذكائه العسكري ومقدرته على قيادة الرجال ً وأصبح مثله زعيما قوميٍّا . 


كان إسكندر بك الزعيم الوطني الألباني الوحيد. لقد التفَّ حوله الزعماء الألبانيون كما التف الزعماء المجريون حول هونيادي. وأيدته في خصومته للأتراك دولةُ البندقية ودولة نابُولي .


ِ لقد حارب إسكندر بك العثمانيني مرارا وهزمهم ومنعهم من أن يسيطروا على ألبانياِ سيطرة تامة، ولكنه لم يستطع اتخاذ خطة الهجوم أو محاربة العثمانيين في السهول .

ُّ 

ولكن السلطان محمد الفاتح ما كان يستطيع أن يقبل تفوق إسكندر بك في ألبانيا،فحاول أن يستفيد من الحزازات الموجودة بين الزعماء الألبانيين وهزمهم هم وحلفاؤهم

من نابولي. 


ولكن إسكندر بك نجح في إثارة الألبانيين وعقَد صلحا مع الأتراك ثم نقضه لأن البابا وعده بالمساعدة فحارب الأتراك إلى أن اضطَّر إلى أن يرحل إلى روما يطلب المساعدة والعون، ولكنه مات في أوائل سنة ١٤٦٨م، وبذا استطاع الأتراك أن يُخضعوا بقية ألبانيا بسهولة.


لقد كلف إسكندر بك الأتراك غاليًا في الفتح، وإذا كان قد نجح في شيء فلقد نجح فيَ تأخير فتح ألبانيا، وأوقف مَّد التيار التركي العنيف الذي ربما كان سيكتسح إيطاليا.

ً 

وبعد موت إسكندر بك سيطر السلطان محمد الثاني على ألبانيا تماما وطرد البندقية من مملكاتها الساحلية فبدأ انكماشها واضمحلالها .

-----------------------

🔹 فتوحات السلطان الفاتح في آسيا


ٍّ وأما في آسيا فلقد كان نجاح السلطان محمد الثاني تاما. فاستطاع أن يقضي على بقايا الإغريق في آسيا الصغرى، فاستولى على سينوب وطربزون ..

 

وكان لطربزون إمبراطور إغريقي ليست له إلا المدينة وضواحيها فحاول تقوية مركزه بالاتِّفاق مع أوزون حسن الذي كان يسيطر على بعض أجزاء من أرمينيا والعراق وفارس ..


و لكن لما علم أوزون حسن بمجيء  السلطان محمد  بجيش كبير طلب السلام وترك الإمبراطورية الإغريقية في آسيا الصغرى لتلقى مصريها المحتوم. 


فلقد توجه السلطان إلى المدينة وحاصرها برا وبحرا، وبعد فترة صغيرة سلمت المدينة في سنة ١٤٦١م وبذا تلاشت دولة الإغريق نهائيٍّا في آسيا الصغرى، وأصبح الأناضول تركيٍّا إسلاميٍّا لا سيطرة فيه للإغريق حتى فترة الحرب العالمية الأولى ..


وأصبح للعثمانيين السيطرة التامة على بحر مرمرة وبحر الأرخبيل والبحر الأسود، وخاصة بعد أن أرسل السلطان الصدر الأعظم لفتح بلاد القرم وتم له ذلك.


وأما فيما يختص إمارة قرمان ففي سنة ١٤٦٣م مات أمير هذه البلاد، وكان يدفع الجزية للسلطان محمد الفاتح. وترك أبناءً سبعة، اختلفوا فيما بينهم على وراثَِة الحكم، فتدخل السلطان وقضى قضاءً مبرما على استقلال هذه الإمارة في سنة ١٤٧١م. 


وبذا أصبحت الأناضول عثمانية وانتهت نهائيٍّا بقايا النظام السلجوقي القديم ولكن حدود العثمانيين الشرقية ما كانت آمنة؛ أولا: لغزو جنود التتار، وثانيًا: لعداوة أوزون حسن السابق الذكر للعثمانيين؛ 


فلقد حاول هذا الرجل نهب البلاد الواقعة علىً الحدود الشرقية، وفعلا نجح في ذلك وفي إحراق بعض المدن الأخرى، وهاجم قرمان، فقابله الأمير مصطفى بن محمد الفاتح، وأسر قائد الغزاة، وكبَّله بالحديد وأرسله إلى أبيه، 


وقامتً وقائع أخرى كان النصر فيها حليف الأتراك أيضا وحاول أوزون حسن هذا — وقد أحس بالخطر على بلاده — فتح باب المفاوضات مع رودس والبندقية، وطلب منهما إمداده ً بالمدافع وبعض رجال المدفعية، وفعلا أنجدته البندقية فعاد إلى غزو الحدود العثمانية، ولكن قواته دحَرت، وهرب هو من ميدان القتال بحياته، فعاد الأمن والسلام إلى الحدود الشرقية ..


ُ على أن فتوحات محمد الفاتح وضعت أساس الخطة التي سيتبعها خلفاؤه فيما بعد؛ فلقد أصبح للعثمانيين حدود غير مستقرة مع كل من مصر وفارس والمجر، وكان لا بد

ً من وقوع الاصطدام بني العثمانيين وهذه الدول عاجلا  أو آجلا .


🔹 علاقة السلطان الفاتح بجنوة والبندقية وإيطاليا

كان لوجود العثمانيين في أوروبا وحلولهم محل الإغريق في البلقان وفي القسطنطينية أثر كبير على علاقاتهم مع جنوة والبندقية.


ً لقد عمل السلطان محمد الثاني فعلا َ على المحافظة على العلاقات السلمية بينه وبين هاتين الدولتين أثناء حصاره

 القسطنطينية، فلم يهاجم غلطة، وهي مستعمرة جنوية مستقلة على حدود القسطنطينية(تطل على البسفور والقرن الذهبي)  ، ولكنه عندما انتهى من فتح مدينة قسطنطين طلب من الجنويني هدم حصون غلطة وأسوارها وفرض عليهم الجزية؛ مما عمل على سوء العلاقات بينه وبني جنوة.


وعلاقة السلطان السيئة مع جنوة هي التي دعته إلى التفكري في القضاء على ممتلكاتها في البحر الأسود؛ ولذا أرسل حملته المشهورة إلى بلاد القرم إلى ثغر كافا . 


كانت الحملة بقيادة الصدر الأعظم ومكونة من أسطول ضخم وأربعني ألف مقاتل ؛ وكانت مدينة كافا قوية وغنية؛ فلقد كان يطلق عليها اسم القسطنطينية الصغيرة.


ولم تستطع المدينة الوقوف أمام قوات السلطان العظيمة، فسلمت بعد حصار أربعة أيام، وكانت الغنائم والأسلاب كثيرة، واصطفى السلطان محمد الثاني ألفًا وأربعمائة من أبناء نبلائها للخدمة في صفوف الإنكشارية، ..


ثم استولى الأتراك على شبه جزيرة القرم كلها، وأصبح خانات التتار في هذه الأجزاء الواقعة في شمال البحر الأسود تابعين للدولة العثمانية لمدة تقرب من ثلاثة قرون.

ُ 

ولم تكن علاقة السلطان محمد  الثاني بالبنادقة خيًرا من علاقاته مع جنوة، فلقد اصطدم بقوات البندقية على سواحل بلاد الإغريق، وفي جزر بحر الأرخبيل، وكانت نتيجة

ذلك الاصطدام المسلح أن استولى العثمانيون على إيبويبا ولسبوس وملنوس وسفالونيا وبعض الجزر الأخرى.


وبعد أن استولى السلطان على ألبانيا والبوسنة والهرسك زاد اتصاله بممتلكات البندقية على الشاطئ الشرقي للبحر الأدرياتي، وأراد السلطان الفاتح أن يعاقب البندقية

ً على موقفها العدائي إزاءه في كثير من الظروف، فأرسل في سنة ١٤٧٧م جيشا قويٍّا إلى ممتلكاتها يحاول تهديد المدينة نفسها، ففزعت البندقية وأقامت التحصينات المنيعة،..


 ولكن الأتراك اخترقوا كثيرا من هذه التحصينات وهزموا جنودها مرارا واكتسحوا بلادها إلى قرب المدينة، وارتجف شيوخ المدينة في قصورهم لهول الأنباء التي وصلت إليهم ورأوا بأعينهمُ النيران تشتعل في قراهم، ولكن لحسن حظهم لم يكن السلطان الفاتح ينوي الاستيلاء على هذه المدينة، ورجعت جنوده وسراياه محملة بالأسرى وبالغنائم الكثرية.


ً ولذا أسرعت البندقية فعقدت صلحا مع السلطان محمد، وتعهدت بأن تساعد السلطانَّ بأسطول مكون من مائة سفينة إذا هاجمته دولة أخرى، ووافق السلطان على أن يساعدها

بمائة ألف جندي إذا هاجمها أعداؤها.


وكان  السلطان محمد الثاني يفكر في إخضاع إيطاليا، ولكنه كان دائما يؤجل ذلك المشروع؛ أولا لظروف العثمانيين الحربية في البلقان، ولعناد هونيادي وإسكندر بك، ولذا

بعدما اختفى هذان الخصمان من المسرح السياسي في البلقان جهز السلطان محمد الفاتح الاستعدادات العظيمة البرية والبحرية، وأحب أن يمهد لذلك بالاستيلاء على جزيرة رودس

حتى لا تصبح شوكة في جانب ممتلكاته العظيمة. 


وكانت  رودس في يد فرسان القديس يوحنا(الإسبتارية) الذين وطدوا مركزهم فيها في أوائل القرن الرابع عشر، وأصبحوا قوة مستقلة لا يُستهان بها، 


ولقد وصلت للسلطان معلومات عن هذه الجزيرة وعن حصونها، ولذا أرسل مسيح باشا في أبريل سنة ١٤٨٠م بقوة كبيرة مكونة من مائة وثمانين سفينة وجيش قويومدفعية كبيرة واستطاع الباشا أن ينزل في الجزيرة، واستولى على بعض الأماكن فيها،ً وحاصر المدينة، فدافعت عن نفسها دفاعا مشهودا، وكادت تسقط لولا جشع الإنكشارية وسوء سياسة القائد .


َ لقد استطاع الأتراك بمدفعيتهم القوية إحداث ثغرات في أسوار المدينة، ورفع العلم العثماني فعلا َ على الأسوار، وكادت المدينة تؤخذ لولا أن أعلن مسيح باشا في هذه اللحظة

أن الغنائم كلها ستُحفظ للسلطان، ...


ففت ذلك في عضد المهاجمين وغضبت الجنود المهاجمة، ورفضوا  مساعدة إخوانهم الذين اقتحموا الأسوار، وانتهز المدافعون ذلك الخلل فردوا الفرق الأولى المهاجمة على أعقابها، واضطَّر مسيح باشا إلى رفع الحصار والعودة، وأِنقذت بذلك رودس لمدة نصف قرن إخرى من الزمان .


وفي نفس الوقت الذي هاجم فيه الأتراك رودس أنزلوا جنودهم بقيادة بطل القرم إلى إيطاليا، على شاطئ أبوليا، وساروا نحو تارنتو،..


 وكانت هذه المدينة الساحلية تُعتَبر في ذلك الوقت مفتاح جنوبِ إيطاليا، فلم تستطع الوقوف طويلا أمام قوة الأتراك وسلمت في أغسطس سنة ١٤٨٠م وقتل سكانها واستبيحت المدينة.


 فكانت هذه الحملة الحربية درسا قاسيًا لإيطاليا لتدخلها

ً في شئون البلقان، وتهديدا لمركز البابوية في إيطاليا ذاتها.


لقد وضع السلطان محمد الفاتح قدمه في إيطاليا واستولى على ميناء صالحة لتوغل جنوده في داخلها، وأخذ في تجهيز معَّد ِات عظيمة لإتمام مشروعه، ولم يكن يعرف وجهتها

ً الحقيقية غيره، فلقد كان يحتفظ دائما بسرية مشاريعه لنفسه، ولكنه مات بغتة وسط جنوده  في ٣ مايو سنة ١٤٨١م

وبذلك أِنقذت إيطاليا من الخطر ..

-----------------------

 لقد أنشأ السلطان محمد الفاتح دولة عظيمة، هي أقوى الدول الكبرى في القرن الخامس عشر، ووحَدها أرضا وشعوبًا فأصبحت كتلة متماسكة تمتد من أعالي نهر الفرات إلى الأدرياتي، ومن البحر الأبيض إلى نهر الدانوب والقرم، وأزال بقايا الدول التي كانت تؤرق دولته في آسيا الصغرى، أو تناوئ الأتراك العثمانيين في البلقان، ..


واتخذ للأتراك عاصمة جديدة عظيمة لها تاريخ مجيد، جميلة الموقع، متوسطة المركز بين قارتين ، تشرف على البر والبحر، وتتفق مع ما أصبح للعثمانين من مجد وقوة وجبروت، ...


ولم يعد بعد ظهور محمد الفاتح للإغريق ولا للبنادقة ولا للجنويين أو الصرب قوة ولا ذكر في البلقان إلى القرن التاسع عشر ،..


 ولقد مهدت فتوحات ذلك السلطان العظيم الطريق لفتوح العثمانيين التي سيقوم بها خلفاؤه في المجر وأواسط أوروبا وضمهم الشام ومصر والعراق  ..

ُ--------------------------------------------------------------------

☆ السلطان محمد الفاتح  لمحمد مصطفى صفوت ص89- 97

--------------------------------------------------------------------

تابعوا

إرسال تعليق

Post a Comment (0)

أحدث أقدم

التاريخ الاسلامى

2/recent/post-list